لا نملك إلا أن نحمد الله ليله ونهاره ونشكره على كثير نعمائه علينا. حصاد هذا العام يبشر بخير وفير وإنتاج زراعي لم يسبق له مثيل منذ سنوات مضت، وربما حصاد المنتج من المزروع هذا العام سيلعب دوراً مهماً جداً في خفض الأسعار بصورة مذهلة، قد لا يصدقها إنسان السودان الذي لم يحظ بهذا الفرح زمناً طويلاً. كثيراً كنت أقول إن الخير الذي يعم الناس جميعاً مربوط بأرزاق بعض الشخصيات التي تطأ أقدامها أرض الوزارة.. المهندس إبراهيم محمود وزير الزراعة الاتحادي نهض نهضة عالية بالزراعة هذا العام، وتوكل على الله وزرع كما لم يزرع السودان من قبل، وصال وجال في كل الحقول متابعةً ومراقبةً دون ضوضاء ودون صوت مزعج، ولأن الخير على قدوم الواردين جعل الله هذا العام عام خريف ممطر خاصة في مناطق الزراعة، فشربت المزارع والحواشات وجميع الوديان.. ويا سبحان الله اكتست الجبال خضرة ونضارة، وهذا الذي جعلني أقول إن والي ولاية القضارف لم يستفد من خيرات هذا الخريف في شيء لصالح السياحة هناك، ولم يهيئ الجو العام لمواطنها في القضارف، فأضاع كل الفرص وأهدرها.. «ما علينا».. المهم أن المهندس حامد استطاع أن يزيد الرقعة الانتاجية الزراعية فامتلأت الأسواق من السمسم وقريباً من الذرة والقمح وبقية المحصولات، حيث أن السمسم يعد من المحصولات المهمة جداً في صناعة أجود أنواع زيوت الطعام. ولكثرة الإنتاج بالرغم من أن كميات كبيرة منه حرقت بعوامل الطبيعة، وظن الناس أن العام «راح في خبر كان» إلا أن الفأل الحسن انخفاض سعر رطل الزيت إلى عشرة جنيهات بدلاً من عشرين جنيهاً اي بنسبة خمسين في المائة هبوطاً في السعر، وهذا لم يحدث من قبل بالتأكيد، وهذا يبعث روح الأمل والتفاؤل بأن كل شيء يمكن أن يكون بالزراعة، وأنه فعلاً أن السودان مهيأً ليكون «مكوَّن غذاء العالم» دعونا من «سلة» هذه. المهندس إبراهيم محمود حقيقة رجل عمل وإنجاز، وأجمل ما في هذا الرجل من صفات أنه يعمل في صمت رغم أن أذونات رفع الحصانة في عهده من ضباط الشرطة قد تلاحظ أنها كانت في ارتفاع، وذلك في بداية عهده، ولكن كنت أقول إن في الرجل خيراً كثيراً ووفيراً، فلم يتضرر أحد ضرراً بليغاً، وانخفضت في عهده الجرائم وسجلت الشرطة انتصارات كثيرة لم يسبق لها أن حققت بهذه السلاسة وفي زمن وجيز وكشف لطلاسمها.. هذا المهندس وزير الزراعة أعرف أن لديه كثيراً من الإستراتيجيات التي يعمل بها، ويقرأ كل خطواته بدقة، وحتى خطاباته التي يوجهها في مناسباته العامة لا يطلقها على هوانها وعوانها، بل كان يضبطها ضبطاً محكماً حتى تنفذ مباشرة لتحقيق هدفها، لذا كان يعمل في الداخلية بذات الفكرة، وعمله هناك أضاف له الكثير الذي كان له خير معين في وزارة الزراعة، حيث جاء بفكرة لا تؤجل اليوم للغد، وهذا ديدن كل الذين عملوا بوزارة الداخلية ثم انتقلوا لوزارات أو مؤسسات أخرى طابعها ملكي. أقول أبشروا فالخير كله آتٍ اليكم طالما وزارة الزراعة عليها هذا الرجل.. وتجربته الأولى في الوزارة كلها نجاح في نجاح لموسم الحصاد. ستصبح وزارة الزراعة حديث المجتمع الدولي خاصة بعد هذا الموسم مباشرة، وهذا النجاح الذي حققه هذا المهندس إبراهيم محمود سيواجه بمتاريس كبيرة وكثيرة ليفشل.. لكن نؤكد أننا مع هذا الرجل قلباً وقالباً طالما سعى لنجاح هذا الموسم، وهبط سعر رطل زيت السمسم لعشرة جنيهات.. أنه زولنا «الكايسنو» من زمان «من هنا تبدأ وزارة الزراعة».. أي بمقدم هذا الرجل الهمام. خير كثير جاييكم من الزراعة سينعكس على كل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي الله يهدي «السياسة» إلى طريق الهدى والاستقامة. من هنا تبدأ الزراعة بعد سنين عددا حصدنا فيها السراب الضياع والوهم والحسرة والندامة والرقم الصفر من هنا تبدأ الزراعة.. ومن هنا يبدأ السودان وعلى الحكومة أن تساعد المزارع بتشجيعه بشراء المنتج بأسعار تشجيعية لا تكون الخسارة من تكلفة الزراعة أكثر.. تكبير..