وقّع بكري المدينة في كشوفات المريخ وهو أمر طبيعي اذا كان مثل هذا الأمر حدث في أي دولة أخرى ولكن في دولة السودان فكل شيء يحكم عليه بالعاطفة لم يكن توقيع بكري مفاجأة لاحد فارهاصات هذا التوقيع كانت تدور في المواقع منذ وقت طويل وما صراعات اللاعب مع بعض زملائه وأعضاء دائرة الكرة ببعيدة عن الاذهان ولكن كانت المفاجأة في عدم تجديد عقود الثلاثي وعمر والمعز محجوب ومهند الطاهر، هذا الامر رجع بنا لما يزيد عن العقدين من الزمان عندما قام مجلس الحكيم طه علي البشير وقاهر الظلام الراحل المقيم عبد المجيد منصور بشطب اربعة عشر لاعباً في قمة عطائهم كانت الحجة كما ذكر لي الراحل المقيم عبدالمجيد منصور بأن اللاعبين حاولوا التطاول على الهلال وأن يفرضوا انفسهم على مجلس الادارة وكانوا يعتقدون بانهم اكبر من الهلال اضافة الى اسباب اخرى ولكنها جميعا متعلقة باللاعبين وقال لي في حوار نشرته في صحيفة الخرطوم ومعي صديقي محمد الصادق في العام 2003 بأن هؤلاء اللاعبين لن يقدموا للهلال شيئاً وقررنا الإعتماد على اللاعبين صغار السن هذه الخطوة التي اقدم عليها مجلس الكاردينال تدل على شجاعة كبرى في إتخاذ القرار وتنفيذه دون الاهتمام بردود الأفعال من جانب المؤيدين أو المعارضين لقد تمّ إنتخاب مجلس إدارة نادي الهلال وبموجب تكليف الجمعية العمومية فهو حر في إتخاذ القرارات التي يرى انها تصب في مصلحة الهلال ،وهذا حق أصيل للمجلس لا ينازعه فيه أحد ومساحة الرأي مفتوحة ولكن دون وصاية من أحد إقدام مجلس الكاردينال على هذه الخطوة الشجاعة تعني أنه واثق من تسجيله للاعبين على مستوى فني عال إضافة إلى خبرات كبيرة محلية وأجنبية وإذا حدث ذلك فإن شعبية المجلس ورئيسه ستزداد لن يطلب الجمهور أو أي شخص هلالي من المجلس تحقيق البطولات الخارجية في العام القادم أو الذي يليه فالبناء يحتاج لوقت لكي يرسخ وإذا إقتنع الجمهور بذلك فبشرى للكاردينال ثلاثي الهلال المعز وعمر ومهند هم كباتن المنتخب بالتوالي ومعنى ذلك أن الهلال منح الاندية التي سيذهبون اليها قادة المنتخب الوطني وتأريخيا ظلّ قادة المنتخب يرفدهم الهلال الى صفوفه لم يعجبني ما جاء في إحدى الصحف بأن الكاردينال سيرد الصاع صاعين للمريخ في صفقة بكري المدينة فالهلال اكبر من ذلك وإذا إستطاع الهلال تعويض الثلاثي وهم من هم فهل يعجز عن تعويض بكري المدينة بلاعب يفوقه موهبة وخبرة؟ على الإعلام والجمهوران يصبروا على التغيير فهؤلاء اللاعبين قدموا الكثير للهلال ولكنهم عجزوا عن تحقيق حلمهم ولم يعد لديهم الطموح الذي كانوا يتمتعون به في صباهم والان يلعبون فقط باسمائهم وتاريخهم آخر الكلم شكرا الرباعي فقد اسعدتمونا في فترات كثيرة من فترات الهلال الزاهية ولكن هذه سنة الحياة والتي لن تتوقف أبدا.