وما يطلق الجري هو أن الملفات الآن تغلق.. والقرارات تحتها خط أحمر.. نهائي. وأول القرارات هو : لا ولاة..!! والمسؤولون الجدد مهمتهم تبدأ «بمراجعة» كل ما سبق من قرارات للولاة السابقين هؤلاء. والمعركة العنيفة. عنفها ما يطلقه هو أن بعضهم يخشى ما تخرجه «المهمة» الأولى هذه. والمسؤولون الجدد ما يرسم ملامحهم هو .. ولايات ما يقلقها هو.. العمل العسكري للعدو. والعلاج هو.. حاكم عسكري. وولايات ما يقلق أمنها هو.. الفساد. العلاج هو.. حاكم بمواصفات معينة «أولها هو أنه لا أحد من المسؤولين الجدد يعمل في منطقته». وولايات ما يقلق أمنها هو الأصابع الأجنبية. وشخصية نحدث قبل شهور أنها مرشحة للشرق تذهب الآن بالفعل إلى هناك.. للمهمة هذه. وكلمة «ولاية» تنحسر، فالتصميم الجديد للحكم الإقليمي يعيد النظر في الأسماء وما تعنيه. وما يشير الآن إلى ولايات كسلا وبورتسودان هو كلمة «الشرق». ومثلها جهات أخرى. و..و.. «2» والقرارات ما يجعل إطلاقها الآن سهلاً.. ومتدفقاً هو أنه لا شيء جديد.. أو مفاجئ. وأن الدولة ظلت منذ عام تنظر وتحسب على أصابعها.. صامتة. والصمت يجعل جهات كثيرة تتخلى رويداً رويداً عن الحذر. عندها.. أحاديث الشراكات الغريبة مع جهات خارج وداخل الحدود تنطلق دون حذر. وأحاديث العنصرية تنطلق دون حذر. و«دراهم» غريبة تطل بأعناقها ثم بصدرها ثم ترقص عارية.. دون حذر. والمكتب الخاص الذي يبدأ عمله الأسبوع الماضي يحدق في الملف رقم «13» وفي الملف قصة بنك معين يقدم معاملة بمبلغ «ثلاثين ملياراً» لمشروع لا يساوي ثلاثة عشر ملياراً. والمعتقل الأول في العاشرة من مساء أمس الأول.. من شرق السودان.. يأتي بالثاني.. والثاني بالثالث.. والثالث بالعاشر.. والصف.. صف الكبارات.. يزدحم. ومخابرات دول أجنبية تقدل في طرقات الشرق والغرب وأصابعها في أصابع الأحباب. واجتماعات الخرطوم تنتقل من مطعم السمك إلى جامعة الخرطوم. ومجموعة القاهرة تعمل ما بين جوباوالخرطوم «فندق معروف وبيوت معروفة» ثم القاهرة. وأمانة المرأة التي تتبع الشعبية تعقد اجتماعاتها السرية في الخرطوم.. مطمئنة. والآنسة فلان والأخرى والأخرى.. المجموعة التي تظن أن تجارة الشنطة غطاء كامل جيد. وشبكة أسلحة سنار وشبكة أسلحة كسلا .. والشبكة التي تبيع عربات بأسعار رخيصة جداً «تمهيداً للنهب المسلح» و... كلها تعمل مطمئنة. و... و.. ومخابرات ألمانيا الشرقية في السبعينيات تشتهر بأنها كانت تقوم «بجلد» الجواسيس الأغبياء للغرب.. وترسلهم إلى بلادهم وهي تطلب إرسال جواسيس أذكياء. والخرطوم تبدأ الجلد. و «3» لكن؟ كثافة عمل المخابرات شيء يعني كثافة العمل المضاد. والعمل المضاد لا يكثر إلا بعد أن يجد ما يكفي لتجنيد مواطنين هنا.. تحت السخط. والسخط ما يصنعه هو جهل المواطن بما يجري حوله. وطبيعة الحرب الآن تجعل الشرح مستحيلاً.. والشرح حين يصبح مستحيلاً.. والسكوت مثله مستحيلاً.. عندها تذهب الدولة لهدهدة المواطن بشيء يسمى : التغيير. الأسلوب الذي تعرفه كل حكومات الدنيا.. عدا حكومتنا. والتغيير الآن .. تغيير الولاة.. يجعل الصدور تتنفس. والحمد لله.. الأمر الآن يحسم بحيث أنه يصبح قرارات.. لا يمكن إيقافها. ٭٭٭ بريد السيد مدير مياه الخرطوم : المواطنون بجبرة مربع «9» «تسرهم» دعوة حضرتكم لقضاء يوم هناك. الدعوة «تسرهم» لأن سيادتكم عندها سوف تعجزون عن شرب كوب واحد من المياه المتعفنة.. أو تناول أي طعام هناك.. أو حتى الصلاة.. الوضوء لا يجوز بمياه متعفنة. ودمتم.