الشطب «رصاصة» معنوية طائشة يتحاشاها حتى اللاعبين الكبار.. والعاقل منهم من احتمى منها ب «درقة الاعتزال»، ولعل اشهر الذين اعتزلوا من اساطير الكرة السودنية الامير صنديق منزول.. تركها قبل ان تتركه.. وصفر لها وهي تصفق له.. فهو يعلم ان «المجنونة» وهو اللقب المدلل لكرة القدم انها إلى زوال، خائنة ومكشوفة حال. والوسط الرياضي عندنا هذه الأيام يضج بالمشاطيب، فلقد أضحى أدب التكريم ضرباً من المحال، لذلك مهما كان الوضع فإن كل لاعب أصبح في حل من أمره يبحث عن مستقبله لان الولاء للنادي ضرب من المستحيل على أي حال. والمجنونة هنا وبلسان الحال تحاور نجوماً كم وكم اعطوا للهلال، فصفقت وهللت لهم الجماهير وحملتهم على أكتافها وكللتهم بالعطايا والازاهير، وخلعت عليهم الالقاب فمنهم من اسمته الامير، وآخر الغزال، وهذا هو المعلم، وربما آخرهم العقرب الخطير. وها هي تحاور بعضهم وتؤانسهم في فقدهم الكبير. وتبدأ بالكابتن «المعلم» الشهير. سألته المجنونة؟ عمر بخيت هلا هلا أمانة ماك بخيت بي جرة قلم مرقوك بره البيت وكُت أسداً هصوراً يروع الخرتيت ومن جيت الهلال لا قلت لا ولا أبيت ويرد عليها المعلم عمر بخيت في حسرة: يا المجنونة شكراً.. يا هو حال الدنيا والما بدورك بيجدر ليك ويشطبك عنية أنا حب الهلال في قلبي زهرة وغنية ما كت منتظر نهايتي «لبعة» و «بنية» فتواسيه المجنونة قائلة: معليش يا المعلم الدنيا علمها وافر والشطبك كان مجهز ليك موس وأظافر مرقت من الفريق تاريخك حافل وظافر والسجلوهو محلك مصيرو برضو يغادر ثم تطير المجنونة بشوتة «معلم» موزونة وقوية لتستقر أمام مشوب آخر موهوب ألا وهو اللاعب «مهند» الذي كانوا يدللونه بالغزال، ومن فرحته اشتهر ب «هوبته» فعاجلته المجنونة بالسؤال: مهند يا الغزال وين تاني تقلب هوبا رحلت خلتك تدق وراك في النوبة المجنونة ما بتدي غير مخلص خبير لي دروبا وقالوا عليك «كسول» وكنت راجل الحوبة ويرد عليها الغزال مبتسماً حسيراً: ما بمرادي أسيب الأزرق الحبيتو وماني كسول وكت مخلص وكت ما جيتو لكن أحي ي ي من مغصة القبيل أديتو شبابي نهايتو «شطبة» والهوب أريتني كان ما سيتو وتشاطره المجنونة التي كان يداعبها بفنياته المدهشة فتصفق له الجماهير وتقول له: أها باقي العمر تمشيبو وين يا الطاهر يا اللعاب ويا الموهوب وفنك ظاهر نصيحتي ليك تنشط كتير وتذاكر بكره الشطبوك بندمو وما بعيد يوم باكر فيأخذها «الغزال» بحنان بطرف «الكدارة» ويضعها على صدره يقبلها والدموع تذرف ثم يرسلها عاااالية ويقذف بها رأسية لتستقر امام «العقرب».. اللاعب الذي احدث ضجة بانتقاله للمريخ.. ونفع بخبطته هذه كثيراً من الجرايد.. فنفدت من الأكشاك منذ الصباح الباكر. وينظر إليها بكري المدينة الحريف السريع الذي كان كثيراً ما يسبقها وهي تجري للحاق به فباغتته بهجمة أشبه بالمرتدة قائلة: يا بكري القروش انت وانا المجنونة مجنونة القروش البكره ما مضمونة جني يخلي زيك يعشق المجنونة وزي جن القروش ما شفت تب مجنونة يفكر بكري طويلاً ثم يرد عليها في زهو وفرحة بصفقته الجديدة قائلاً: ما فهمت حاجة يا الجنك كلو فن يخلي القلوب مهتاجة بتأسري للقلوب وتنفخي للجيوب يا للكضوم وهاجة بجري وراك أفوتك من حبي ما بشوف حاجة أنا هلالابي «سابق» وب «النكتوت» مريخابي عند الحاجة تتهيج المجنونة.. وتنقز أمامه وهي منفوخة ثم تقول: بكري اقيف انت سريع حت في كلامك كملت الجرايد يوم سجلت للمريخ للرضاك واللامك لاموك الأهلة شافوك كسرت سهامك عشان قريشات قالوا عليك لحست كلامك ويهتاج بكري «ويضقل» بالمجنونة وهو يرد عليها قائلاً: هوووي يا المجنونة هوووي الدنيا دايره بصاير مستقبلنا اللاعبين «إن فك الكفر» إيه صاير لو ما كونت روحي ياني البكره حائر وطاير يعيش «والينا» ربان السفينة الوافر