ومن المنشآت التي أفتتحت على شرف زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية سعادة الفريق أول ركن بكري حسن صالح.. مسجد الهجرة بكادقلي، ومنشآت للشرطة والسجل المدني بمحلية الدلنج التي خرجت على «بكرة» أبيها في حشود جماهيرية ضخمة لاستقبال السيد النائب الأول والوفد المرافق له في صورة تعبر بصدق عن ميول أبناء هذه الجماهير لخيار السلام والالتفات إلى مصالح أهليهم ومصالح الولاية الواعدة التي لا تتحقق إلا بالعودة إلى خيار السلام والحوار من الداخل وتناسي آلام الحرب وبدء صفحة جديدة من الوئام والسلام والتآخي والعفو، وتلك شيمة لأهل السودان لن تخفيها مرارات الماضي. وفي الدبيبات حطت طائرة نائب الرئيس في تلك الأرض الرملية الذهبية الخضراء، حيث حشود ضخمة جاءت من الفرشاية، ودبيكر، وكركرة والسنجكاية وطيبة والحمادي وظلت تنتظر وصول النائب الأول ووفده الكريم، وهم ينشدون أناشيد الوطن والبطولة والحماسة، ولذلك حياهم النائب الأول في خطابه إياهم على صبرهم وجلدهم وحسن استقبالهم، ونجحت محلية الدبيبات بقيادة معتمدها أبوبكر أحمد خليفة في حشد الجماهير الذين جاءوا من كل حَدَب وصوب، كما نجحت أختها محلية الدلنج بقيادة معتمدها الشيخ آدم الخليل.. وفي الدبيبات حاضرة محلية القوز تم افتتاح المخيم البيطري الأول بولاية جنوب كردفان بحضور فيصل حسن إبراهيم وعدد من مؤسسات التعليم. الطيب عبد الرحمن يونس عضو المجلس التشريعي عن محلية القوز مثل أهل القوز خير تمثيل حين حيا النائب الأول ووفده بأجمل تحية، وقدم مطالب أهل القوز قائلاً: محليتنا هي الواجهة الحضارية لولاية جنوب كردفان.. وأقول ولا شك أن منطقة الدبيبات منطقة مهمة وإستراتيجية كونها محطة قطار قديمة ولا تزال كذلك، ومن التوصيات المهمة التي ذكرها الطيب يونس أن مياه الأمطار تذهب هدراً، لذلك لا بد من مشروع لحصاد المياه للإفادة منها، ولذلك طالب بتأهيل سد «السيسبان» المعطوب الذي تبلغ سعته التخزينية «12» مليون متر مكعب، وطالب كذلك بسد «نبق» وطالب بالتشييد والتجليس لطلاب وتلاميذ القوز الذين يجلسون تحت «الرواكيب» و«الشجر» وطالب بكلية جامعية، وطالب بتأهيل سوق «الحاجز» وهو سوق مشهور للإبل وبه محجر بيطري يحتاج أيضاً إلى تأهيل، وطالب بقيام مستشفى بكل من الحمادي ودبيكر لأجل أن يخففا الضغط على مستشفى الدبيبات الذي يخدم نصف مليون نسمة، وطالب بسفلتة الطرق الداخلية للمحلية وشبكة داخلية للمياه وأستاد للرياضيين. الوالي آدم الفكي حيا جماهير القوز وبارك للعرسان وقدم النائب الأول الذي قال طالت عليكم الوقفة لكن صبرتم وأكرمتمونا.. هذه محلية سلام نحن نحيي جهود هذا الشاب أبو بكر، وجهود الأخ الوالي آدم الفكي ونحن معكم، وناس القوز يستحقون مزيداً من الخدمات، وسوف نكمل هذه الخدمات شراكة بين المركز والولاية ونحن ننشد السلام، لأنه أساس الوحدة الوطنية والتنمية. ومن الأعمال المباركة التي تمت بالولاية على شرف زيارة النائب الأول زواج البركة الأول، حيث تم عقد عدد «250» زيجة زواج جماعي لأيامى الولاية في المحليات الثلاث «كادقلي، الدلنج، القوز» وتلك تظاهرة اجتماعية حميدة رسمت الفرحة والبسمة والرضا على وجوه مئات من شبيبة الولاية «العرسان» من الجنسين، وعلى وجوه آلاف من أسرهم الكريمة التي احتشدت وتابعت مراسيم العقود بشغف في حضرة النائب الأول ووفده الذي بادلهم الفرحة والاحتفال، وقد نجح الأخ محمد أبو الحسن رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني بالولاية وإخوته ومندوب الاتحاد الوطني بالمركز الأخ مزمل ميرغني في إخراج هذه المناسبة بصورة راضية، وقال الوالي المهندس آدم الفكي في كلمة مقتضبة بهذه المناسبة الاجتماعية الجميلة.. قال «هذه مشروعات تعمل استقرار وتنمية» ومن جهة وعد الأخوان مزمل وأبو الحسن بالمزيد في هذا الجانب «الزواج الجماعي». بالعودة إلى فعاليات صندوق دعم السلام الذي واجه معضلات وعقبات كؤود في أول أمره تأسيس وتأثيث ومقر وتسيير وحركة واتصالات، يبدو واضحاً تدخلت رئاسة الجمهورية لإنقاذ بروف كجو وإخوته في الأمانة العامة بعد أن بلغ ببعضهم حد الاستقالة من الصندوق، حيث أوفدت رئاسة الجمهورية النائب الأول على رأس وفد رفيع يرافقه أمين الصندوق بروف كجو ونائبه سلمان الصافي ومقرر الصندوق سعادة وزير الدولة برئاسة الجمهورية د. فضل عبد الله فضل الذي كان يتمتع بحيوية ونشاط متدفق وهو يتابع أعمال السكرتارية داخل قاعة الاجتماع جيئة وذهاباً، وحين حاولنا نأخذ منه إفادة باسم رئاسة الجمهورية رفض وبعد إلحاح استجاب لنا وقال وهو يتحدث بكلمات مقتضبات وبأدب رفيع تابعتم جميعاً مجريات الزيارة بقيادة النائب الأول، حيث افتتح منشآت كثيرة لكن الأهم فيها هو تعهد النائب الأول بإكمال الطريق الدائري وربط الولاية بشبكة الكهرباء القومية. رافقت السيد النائب الأول «21» شاحنة محملة بمواد مختلفة غذاء وصحة وأدوات تعليم وتقنيات وصفها النائب الأول بأنها مقدمة، وحين سألت السيد الأمير حازم يعقوب رحال أمير قبيلة «كادقلي» عضو صندوق دعم السلام قال هذه القافلة ستترك أثراً طيباً في نفوس أبناء الولاية، وسوف تؤثر حتى على حملة السلاح، وقال الولاية تحررت والآن بعد ذلك الحرب غير مبررة بعد اعتراف الدولة بأهمية الولاية، واهتمام الرئيس ونائباه بأمر السلام في الولاية، وأكد أن جهود الإدارة الأهلية موجودة في الصندوق، ولذلك ننسق الجهود. وحين سألت سلمان الصافي نائب الأمين العام للصندوق عن ماهية مواد القافلة؟ قال فيها ذرة وإيواء وملابس وأجهزة حاسوب واتصال ومواد أخرى.. الجدير بالذكر أن لافتات القافلة كان مكتوب عليها «مفوضية العون الإنساني قافلة الدعم والمؤازرة لولاية جنوب كردفان بتمويل ديوان الزكاة، ومفوضية العون الإنساني، وفي بعضها يضاف والرعاية والضمان الاجتماعي، برعاية النائب الأول لرئيس الجمهورية نوفمبر 2014م. في ليلة الخميس تحت أجواء هادئة انعقدت أعمال الدورة الثانية لاجتماع صندوق دعم السلام بتشريف سعادة النائب الأول رئيس مجلس إدارة الصندوق، حيث تلى مقرر الصندوق دكتور فضل عبد الله جدول أعمال الاجتماع، وقدم دكتور فرح مصطفى الذي تولى إدارة الاجتماع بعض الوقت الوالي آدم الفكي الذي رحب بضيوف الولاية وأعضاء الصندوق وأمانته العامة، ثم قال هذا الصندوق ضلع من أضلاع الولاية الأساسية، لتحقيق السلام، وقال نحن في الولاية أعددنا مشروع تحقيق السلام وهو قطع شوطاً كبيراً، ومشروع استدامة السلام القائم على محاور بناء الثقة، بناء السلام والحوار من الداخل، تطبيع الحياة المدنية، محور التفاوض، ومحور الأمن، وعلى ضوء الآليات المختلفة من حكومة ومجلس تشريعي وصندوق أعددنا كتاب السلام، وكتاب مشروع السلام المستدام، وقال بالنسبة للصندوق نحن نحتاج أيضاً في الصندوق لعلاقات فردية فاعلة من أعضاء الصندوق تستقطب الدعم. أما بروف خميس كجو الأمين العام للصندوق فقال هذا الاجتماع الثاني للصندوق بحاضرة الولاية، وعزائم أهل الولاية تنعقد لدعم السلام دعونا نرفع راية السلام ونقول لا للحرب.. لا للدموع.. لا للدماء.. ودعونا نمضي بلا حسد، بلا أحقاد، بلا حرب، واجهتنا كثير من الصعاب لكن لن تهون عزيمتنا في تحقيق السلام.. الآن رتبنا الهيكل التنظيمي، وتمكنا من التأثيث وفتح الحساب وصرف مستحقات الأمانة العامة، واستئجار المقر بالخرطوم وحيا جهود الولاية في التنسيق والتعاون.. نالت هذه الكلمة الرقيقة المسؤولة المخلصة من بروف كجو رضا الحضور. سعادة النائب الأول الذي تولى إدارة الاجتماع من دكتور فرح قال في كلمته نسجل الشكر المستحق للوالي لاستضافته أعمال الدورة الثانية للصندوق بكادقلي التي تكررت لها زياراتنا لكن هذه الزيارة تميزت بصورة عبرت لنا أنها منذ الصباح ومن خلال البرنامج وضح أن الولاية تعافت، ونحن عند عهدنا ووعدنا من رئاسة الجمهورية لدعم جهود الولاية واليوم فآت الخرطوم كلها معكم «فرح وفيصل وفضل» وهذه الولاية لولا الحرب هي ولاية ذات موارد وإنسانها عامل، وبعد خروج الولاية من البترول هذاتحدي لنا، لذلك لا بد أن نستكمل المنشآت، وهذه القافلة الأولى ركزنا من خلالها على التعليم، وهذه الزيارة متميزة أيضاً من وجوه الناس وسوف نستمر في مناشدة إخوتنا خارج طريق السلام، لأجل ان نبرئ ذمتنا أمام الله، ولن نمل من دعوتهم للسلام. استمرت تداولات الاجتماع، حيث أجاز الاجتماع اللائحة الداخلية بعد نقاش وتعديلات وحذف، وتميزت مداخلات دكتور علي حمودة ودكتور عيسى أبكر وأستاذ صديق والنائب البرلماني المهندس محمد بحر الدين بالإبداع والخبرة من بين المداخلات، ثم تمت إجازة خطة أمانة الشؤون الإنسانية والخدمات في ملامحها العامة قدمتها الأستاذة بثينة خليفة جودة، وهي ورقة جيدة، وتم أيضاً إجازة ورقة الأمانة الاقتصادية التي قدمها في ملامحها العامة دكتور حسين كرشوم، وهي ورقة في غاية الامتياز، واختيار دكتور كرشوم لإدارة هذه الأمانة اختيار موفق وسوف يستفيد الصندوق عموماً من خبرات ومهارات وكفاءة دكتور كرشوم وقد بدأ الرجل متفائلاً ومستبشراً. وحين قدم مقترح من أحد الأعضاء بتخصيص مبلغ 3 ألف جنيه راتب شهري لأعضاء الأمانة العامة، وقامت عضو أخرى ورفعت قيمة المبلغ إلى 5 ألف جنيه تصدى النائب الأول بقوة لمناهضة هذين المقترحين، وقال إذا خصصنا مرتبات نكون قد هزمنا فكرتنا، لكن نعمل حاجة رمزية للإخوة أعضاء الأمانة العامة، وأرسل رسالة واضحة قائلاً «الصندوق هذا يختلف عن الصندوق السابق».. وأقول هنا جدير بنا أن نذكر أن الصندوق السابق الذي كان في شخص المجلس الانتقالي للسلام بجنوب كردفان كان صندوقاً فاشلاً ملئ بالفوضى والتجاوزات لم يقدم للولاية ولا لجهود السلام شيء، بل اعتدى على حقوق الولاية وكان يبيع منح أبناء الولاية الدراسية في سوق النخاسة!! وهذا الذي جعلنا نكتب مقالات نارية عند إنشاء هذا الصندوق الجديد، فنحن لسنا ضد فكرة إنشاء الصندوق، فهذا لا يفعله عاقل، لكننا ضد الاختيار السيئ لأعضاء الصندوق القائم على المحسوبية والمجاملة والشللية، حيث تحول الصندوق السابق بقرة «مري» لبعض العاطلين عن العمل وبعض الانتهازيين والآن كما ذكرت في مقالٍ سابق تجمع بعض من العصبة ذاتها يريدون الانقضاض على الصندوق الجديد.. ولكن هيهات.. فقد حسم السيد النائب الأول رئيس مجلس إدارة الصندوق هذا الأمر، لأن هذا الصندوق مثله مثل منظمة تطوعية فمن شاء فيعمل ومن شاء فليغادر هدفه بناء السلام وإعادة التوطين والدمج ورتق النسيج الاجتماعي وتقديم الدعم الفني والاستشاري للسلطة التنفيذية بالولاية وليس وليمة أو بوفيه مفتوح.. وسوف نتابع بإذن الله خطوات سيره وأخباره وبرامجه خطوة خطوة حتى يحقق أهدافه التي لأجلها أنشأه رئيس الجمهورية.