العمل الإعلامي الكبير الذي أنجزه الأستاذان الإعلاميان الكبار في نظري زهير بانقا ومصعب محمود في ولاية جنوب دارفور وحاضرتها نيالا كان حقيقة رائعاً وملفتاً للمستمع.. إن الأحوال هناك (رايقة) وليس هناك ما يعكر صفو الأمن.. هذه هي المحصلة من العمل باختصار شديد. حقيقي استتباب الأمن واستقرار الحالة الأمنية لأية ولاية من الولايات يتوقف على حنكة ومقدرة مدير الشرطة في تلك الولاية، وبحمد الله وفضله بهذه الصفات تتمتع كل شخصيات الشرطة القيادية هناك، لذا كان هذا الاستقرار الأمني. ولاية جنوب دارفور من الولايات التي كانت مشتعلة جداً، ولم يكن حالها يسر في أبعادها الأمنية رغم محاولات جادة هنا وهناك من سعادة اللواء طه جلال الدين الذي كان يرأس شرطتها هناك، لكن بحضور سعادة الأخ اللواء أحمد عثمان محمد خير المدير الحالي.. على الأساس الذي بدأه الأخ اللواء طه لم تتوقف عليه لكنه طفر به طفرة عالية، بل دعونا نقول وثب وثبة جعلت نفحات الأمن والاستقرار تغطي كل الولاية. والقائد الذي يعمل هناك لا يمكن أن يكون سهلاً في تفكيره ولا بسيطاً في عمقه الأمني الاستراتيجي. والعمل الشرطي يقوم على مفاهيم العضد الاجتماعي والسند والعمق الفكري صاحب التخطيط الذي يقود لبر الأمان. الملاحظ بدقة أن الذين جاءوا لإدارة شرطة ولايات دارفور سريعاً يصبحون نجوماً في عالم الشرطة وغيره، بداية بذلك الزمان الذي كان فيه اللواء عمر الأمين الذي حل مكانه اللواء الطريفي إدريس في شمال دارفور، والآن اللواء أبو بكر عبد الرازق الذي عمل عملاً هو الآخر محل تقدير ضباط الشرطة قبل أية جهة أخرى، أيضاً اللواء عادل بشارة واللواء أبو بكر أحمد الشيخ، وقبلهم كان اللواء صلاح خليفة الذي الآن يشغل رئاسة أخطر إدارة عامة بالشرطة السودانية وهي الإدارة العامة للسجل المدني. هؤلاء هم قادة الشرطة الذين عملوا قريباً في ولايات دارفور المختلفة يرسون قواعد متينة للعمل هناك. والشرطة عرفت بترابطها المتين بين أعضائها إن كانوا ضباطاً أو ضباط صف وجنود، لذا يكون بإذن الله النجاح حليفهم على الدوام، وهي القبيلة الوحيدة التي لا قبيلة لديها سوى المحبة في الله بين أفرادها بمختلف رتبهم وسحناتهم. اللواء أحمد عثمان قدم لهذه الولاية بعداً آخر من أبعاد العمل الشرطي الاستراتيجي، وهو الدخول للأمن عبر بوابة الإعلام التي نحسب أنها أكثر الأبواب سهولة لتعبر عبرها الولاية لدحر الانفلاتات الأمنية ودحض الشائعات والشائعات التي ملأت هذه الدنيا و(خربت بيتها) وهي شائعات مغرضة. وفي حساباتنا المدير الشاطر هو الذي يجعل الإعلام ملازماً له لمثل هذه الأشياء المغرضة. هكذا فعل السيد اللواء أحمد عثمان، ففي خلال هذه الزيارة التي قام بها وفد إذاعة «ساهرون» إلى هناك استطاع السيد اللواء أحمد أن يجعلهم يؤدون واجبهم كما ينبغي، وبالطبع ما أروع الأستاذان زهير ومصعب فقد استطاعا أن يعكسا أن نيالا مدينة آمنة بل كل ولاية جنوب دارفور كلها آمنة، ولا ننسى أن نيالا مدينة لها بعد سياحي لا نقاش فيه غير الإجابة بنعم. كنت أتحدث للأخ الدكتور طيفور الأمين حول مجمل هموم نعيشها هذه الأيام في العمل الاجتماعي، وجاءت سيرة وأخبار ولاية جنوب دارفور وما حدث فيها من طفرة أمنية عالية نسأل الله أن يثبتها ويحفظها آمين. وجاء الحديث عن السيد اللواء أحمد عثمان محمد خير، فقال لي العقيد دكتور طيفور أنت تعرف أن الأخ اللواء أحمد عثمان من الذين ينطبق عليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس وخير الأعمال سرور تدخله على كل مسلم)، وهو مستودع للسكينة والطمأنينة والوقار. قلت والله يا دكتور لقد وصفته وصفاً نحسب لو جعلوه بيد البشر أن يخصوا به الناس لمات الناس في الحصول عليه ونزعه من الآخرين.. إنها الصفات التي تُدخل الناس الجنة. لكنها بحمد الله جعلها الله له خالصة يهبها لمن يشاء. جميل أن يفسح الأخ اللواء أحمد عثمان المجال لضباطه في كل الإدارات ليدلوا بدلوهم في عكس نشاط إداراتهم من كل الرتب والإدارات العامة والمتخصصة، مما جعلنا نتابعهم من الخرطوم وكأننا نعيش معهم هناك. هذا هو الجو الإداري الذي يحبه الناس ويساندونه ومحبة بمحبة يبادلونه، وتكون الخلاصة نجاح وفلاح، وهذا بالضبط الذي أحدثه الأخ اللواء أحمد عثمان مدير شرطة الولاية هناك. الشرطة التي تعمل بكل اجتهاد ونشاط ومحبة لأجل الخدمة في جنوب دارفور وشرقه وغربه ووسطه وشماله، لهي جديرة بأن تجد الاحترام من الرأي العام والمساندة والمؤازرة.. ألا تعلمون أن الشرطة من الشعب وإلى الشعب.. وأن الشرطة في خدمة الشعب. اللهم ثبتنا لقول الحق وإن كان خصماً علينا.. إننا لم نقل إلا الحق (تكبير).