إن تصويت أمريكا والدول الغربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار لجنة الأممالمتحدة الداعي لتقييد «حرية التعبير لحماية قدسية الأنبياء والأديان كان في ظني استباقاً لإعلان نية سوء مضمرة ضد الدين الإسلامي خاصة دون بقية الأديان، فرفضها للقرار لم يكن عشوائياً أو آنياً، ولكنه كان استباقاً لوقت تنفيذ خطة لتجريم الدين الإسلامي باتهام تعاليمه بأنها هي مفرخة الفكر الإرهابي والإرهابيين، على نحو ماهو حاصل الآن من حملات سياسية وإعلامية وكان المقرر الخاص بالأممالمتحدة المتعلق بحرية الرأي والتعبير وافق على خطة مسيحية/ صهيونية بإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، والإرهابيين بالمسلمين، حيث جاء في تقريره الصادر في 2008 بأن حرية التعبير لا يمكن أن تقيد من أجل حماية المعتقدات الدينية، بل فقط لأجل حماية حقوق أخرى للإنسان، رغم إدعائه معارضة التشهير بالأديان لما له من أثر سلبي على التعايش الديني واحترام معتقدات الآخرين، بقوله أن التشهير بدين معين يمكن أن يؤدي إلى نفور الآخرين من اعتناق هذا الدين، غير أنه لزم الصمت إزاء ما يتعرض له الدين الإسلامي الآن من تشهير بعقيدته الإيمانية، وبتعاليمة السلمية التي تدين العنف والإرهاب بأي شكل من أشكاله الفكرية والعملية، بينما أن الهدف المسيحي/ الصهيوني الواضح من ربط داعش كتنظيم إرهابي بالدين الإسلامي وبالمسلمين عموماً دون تفرقة بين المجرم والبرئ هو «تنفير شباب وناشئة المسلمين من الإسلام، دينهم ودين آبائهم.. تجاهل مقرر لجنة حقوق الإنسان الأممية قرارات كانت الأممالمتحدة ممثلة بمجلس حقوق الإنسان قد أصدرتها ضد التشهير الجهود المكثفة التي بذلتها معظم دول منظمة التعاون الإسلامي التي قابلتها معارضة واضحة من أمريكا والدول الغربية 1 تسمية الحرب على الإرهاب باسم «الدولة الإسلامية» والحرب الدول الحالية على إرهاب «تنظيم داعش» وتعم حتى الأبرياء من المسلمين وتسئ للدين الإسلامي، وما يقوم به التحالف الدولي من ملاحقات ومطاردات لكل من يشتبه به يمكن النظر إليها على أنها «غطاء» لحقيقة أنها حرب على الإسلام، لأن «تنظيم داعش» لا تمثل المسلمين ولا الدين الإسلامي، في حين يصر قادة الغرب وصحافته وفضائياته بتسمية الحرب بالاسم الحقيقي الذي يقصدونه وهو (الدولة الإسلامية) وهي تسمية مقصورة، هدفها إلصاق كل جرائم داعش التي تتناقلها الصحف الفضائيات بالمسلمين وبالتالي تدفع تلك الجرائم بشباب وناشئة المسلمين إلى النفود الشديد من الجنسين من الإسلام، دينهم ودين آبائهم الأولين بل ومن كل شيء له علاقة بالإسلام ومن المسلمين المؤمنين بتعاليم ومبادئ وقيم هذا الدين الحنيف، مما يعرض الأقليات المسلمة في الدول غير ويوقفوا ممارسة شعائره، أو التحول إلى دين غير الإسلام أو النزوح والطرد والملاحقة والقتل، تماماً كما كان يحدث للمسلمين من قضاة محاكم التفتيش في أسبانيا بعد سقوط «غرناطة» وزوال دولة الأندلس! تاريخ محاكم التفتيش الأسود يعيد نفسه بعد 521 سنة وأخشى أن أقول في فما يتعرض له الإسلام والمسلمون الآن من حروب وملاحقات وتعذيب وقتل، هو نفس الحرب التي شنتها «محاكم التفتيش» في أسبانيا بعد سقوط «غرناطة» قبل ( 521) سنة مضت إذ كان على العرب الذين بقوا بعد سقوط غرناطة أن يختاروا بين الطرد أو التنصر، فتنصر الكثيرون منهم علناً، وبقوا على إيمانهم بالإسلام يمارسون شعائر دينهم سراً، الذين لم يتنصروا وبقوا في أسبانيا هددوا بالاسترقاق مدى الحياة، أو بالموت! شهادة عالم تفضح زيف الدعوة الغربية للتعايش السلمي قال العالم غوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب» عن محاكم التفتيش:(يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون التنصيريون ضد المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع، واقترح القس «بليدا» قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد «ثلاثة ملايين عربي» وكان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف عربي مسلم في كمائن نصبها مع أتباعه، وكان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، وحجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين، فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم، ويختم د. لوبون شهادته بقوله: (الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم من الأندلس، حينما كانت قافلتهم متجهة إلى إفريقية) 2 وأتساءل: هل ما يحدث الآن من إدانة للإسلام، والمطالبة بتغيير الكثير من تعاليم القرآن في مناهج التعليم ووصم المسلمين في العالم دون تمييز بالإرهاب أقل جرماً وفظاعةً مما حدث لعرب ومسلمي الأندلس بعد زوال دولتهم؟. المصدر: 1- كتاب «محاكم التفتيش الغاشمة» للدكتور: عبد الرحمن علي الحجي 2- وكالة «ويكيديا الحرة العالمية» عن كتاب العالم لدكتور غوستاف لوبون.