تبارت الأحداث بولاية النيل الأبيض منذ الشورى وتصاعدت وتيرتها بشكل متلاحق ينبئ عن حدوث فجوة سياسية بداخل الولاية، الامر الذي جعل كثيراً من المراقبين يتنبأون بتوقف السياسيين على أرض متصدعة كما تنذر الأحداث بتصاعد ألسنة الخلاف بين أعضاء المؤتمر بالولاية. وقد أشار بعض المراقبين للوضع السياسي بأن الأزمة نابعة من داخل الحكومة وقد وصلت إلى المواطن وأشاروا الى ان الولاية تدار بمنهجية قديمة لا تقوى على التجديد، فيما ذهب البعض الى عدم تأهيل بعض المسؤولين اكاديمياً، لذلك من الطبيعي مما يجعل بعض أعضاء المجلس التشريعي بعيدين عن التأهيل الاكاديمي، وقد ظهر الأمر جلياً باستكمال المكتب القيادي الذي هدد بسببه بعض القادة بالخروج عن المؤتمر الوطني في حال إعادة الحرس القديم من خلال المكتب القيادي الذي استكمل، فيما اوضح ونيس حمد المعتمد السابق بمحلية قلي بان استكمال المكتب القيادي بالولاية هو أسوة بالمركز عندما استكمل رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير مكتبه القيادي، فقام رئيس المؤتمر الوطني بالولاية الشنبلي باستكمال مكتبه القيادي ولكن ما يشوب الأمر بأن القائمة التي رفعت في الشورى الاتحادية هي نفسها التي كونت منها المكتب القيادي الآن. هذا يؤكد بأن الوالي يحاول جاهداً بناء قاعدة من المريدين حتى يضمن إعادته مرة أخرى كوال، وقد نبع هذا الأمل بعد أن أرجئت عملية تغيير الولاة إلى حين تعديل الدستور، كما أوضح حمد بأن رئيس المؤتمر الوطني بالولاية قد اجتمع بتلك القائمة بقاعة الشهيد الزبير، ولكن تبقي الاستفهامات قائمة هل هم قيادات تستحق العودة ؟ هل هم أصحاب المرحلة القادمة؟ وهل قدموا في دوائرهم شيئاً يذكر بالرغم تكدسهم في مدينتهم فقط. أما عويضة محمد التوم عضو هيئة شورى الولاية قال ان توزيع الدوائر الجغرافية به تعد واضح إذا عدنا للذين استكمل بهم المكتب هي قيادات من الحرس القديم ولا يضيفون شيئاً للولاية واعتبر ان من الذين تم اختيارهم هم المقربون لمركز القرار في الولاية، وهذا يؤكد بان عملية الإصلاح بالولاية لن تتم بهذا المستوى وأيضاً انتقد محمد توم رئيس المؤتمر بالولاية وقال انه لم يقدم شيئاً يذكر، و قال انبه المركز بخطورة الموقف. فيما كان لخضر إسماعيل رئيس الهيئة البرلمانية بالمجلس التشريعي وأحد القادة الذين استكمل بهم المكتب كان له رأي مغاير تماماً، فقد اتفق مع رئيس المؤتمر بالولاية بان الخطوة جريئة وتخدم الخط العام وانه أتى كأحد القادة المختارين بالانتخاب وان كل محليات الولاية خرج منها اثنان وامرأة بالوفاق التام، وكان لابد من وجودي بمكتب الاستكمال بحكم منصبي لأني رئيس اتحاد أصحاب العمل بالولاية من الذين تم اختيارهم قيادات ذات خبرة، كذلك أشار إسماعيل بان ما أشيع عن هذا المكتب فانه أتى على أساس ترجيح كفة الشنبلي في المرحلة القادمة ليس صحيحاً، في داخل هذا المكتب يوجد أشخاص ليسوا على وفاق مع الشنبلي ولكن المسألة هي موازنة فقط، فقد جاء بعفوية كاملة وقال من يصلح لقيادة بحر ابيض يبقى اختياره رهيناً للزمن والمركز الذي ارجأ الأمر فيه إلى حين تعديل الدستور.