وستمائة عربة مقاتلة من عربات التمرد تلتقى في ود بليل. ومائة وعشرون تتدفق من الحدود الغربية مساء الجمعة. ومئات في جنوب النيل. وعمليات تبدأ من قطع شارع بابنوسة.. ثم ضرب الدلنج أو مدينة في كردفان.. واتخاذها مركزاً للحرب الشاملة. واستعداد أمريكي لمنع الطيران السوداني و.. وخلايا الحركة في العاصمة تتدفق نشاطاً.. والخرطوم ليلاً تصبح خالصة لنوع معين من العربات والناس. و.. و.. كانت هذه هي أحاديث الأسبوع الماضي. وحديث عن الأسلوب الحديث للحركة.. أسلوب (دمامل الجدري). ودمامل الجدري تنبت فجأة في كل مكان بحيث يستحيل حصارها. والأسبوع الماضي نحدث هنا أن التمرد في كمبالا يجد من يقول له في حسم : هذه فرصتكم الأخيرة.. فإما انتصار .. أو... لا دعم لكم عندنا. والتمرد يجد أنه محاصر تماماً.. وأنه لا بد من انتصار. (1) والخرطوم تحدق في أكوام الحشود هذه وتعرف أن شيئاً تقوم به الخرطوم سراً.. ومنذ شهور يعطي ثماره الآن. .. وإن الذعر هو ما يجعل التمرد يكذب.. ويكذب. الخرطوم التي تعلم أن التمرد لا يملك معشار هذه الأسلحة كانت ترسل قوة الدعم السريع. .. والخرطوم تجعل لقوات الدعم السريع هذه طبلاً تدقه حتى تجذب العيون بعيداً عن شيء.. بعيداً عن قوات الدعم السريع (2) و(قوات الدعم السريع) (3). و.. (3) .. وجبريل إبراهيم وعقار وقادة العدل والمساواة والثورية كلهم يطوف الآن مع مخابرات أفورقي.. يزورون قوات أفورقي على حدودها مع إثيوبيا. .. والخرطوم تعرف أن (بيعاً) جديداً يبدأ. فقوات التمرد المحاصرة تشرع منذ فترة في تحويل جنودها إلى مشروع تجاري ممتاز. والحركة والثورية تجد الآن أن الطريق إلى الجنوب مقطوع. العرب يقطعون الطريق من هنا.. وقوات مشار من هنا والمنشقون من الحركات هذه يقطعون الطريق و... وجنود يهربون. وجنود الحركة يجدون أن قادة العدل والمساواة الذين يهبطون نيجيريا العام الماضي.. ويجعلون جنودهم مرتزقة ضد بوكو حرام = ونيجيريا تدعم = . ويجعلون جنودهم مرتزقة عند حفتر في ليبيا وجهة هناك تدعم. .. القادة هؤلاء يجعلون جنودهم مرتزقة الآن عند أفورقي في حربه القادمة ضد إثيوبيا. وجنود حركة العدل من القبائل العربية ينشقون. وجنود من القبائل الأخرى يرفضون أن يكونوا مرتزقة.. وينشقون. وقادة يفشلون في الحصول على جزء من الأموال الكثيفة. وينشقون.. وهدم عرمان للمحادثات الأخيرة يصبح وقوداً ممتازاً لإشعال الاتهامات داخل قيادات الحركة والعدل والمساواة. وخلف الأبواب وأمام الأبواب تنطلق الاتهامات لعرمان بأنه : عميل للمؤتمر الوطني.. وأن أحدهم في الخرطوم كان هو من يملي على عرمان الدخول إلى جلسة المفاوضات الأخيرة بورقة للمنطقتين.. لهدم المفاوضات (قالوا.. نافع). وأن غندور الذي يبكي أمام الأبواب.. يرقص خلف الأبواب و.. ولهيب الاشتعال يمتد إلى خلايا الحركة في الخرطوم. .. و.. و... والخلايا تقتتل.. .. والمقدمة هذه بين يدي حديث التمرد تنتهي إلى أن: جنود العدل والمساواة تمردوا.. أو أكثرهم. وجنود عقار الانشقاقات بينهم = منذ شهور = تصل إلى مشاهد إعدام القادة أمام الجنود.. وأن عقار ليس عنده الآن إلا جنوب النيل الأزرق .. (وهو عاجز تماماً عن التقدم بهم إلى الأمام). وأن طريق التمرد من كردفان ومن جنوب النيل ينقطع مع الجنوب. وأن .. وأن. يبقى أن قبيلة عربية اختطف جبريل أبناءها العام الماضي (مجموعة الدوحة التي كانت قادمة من تشاد). القبيلة هذه.. وبعد أن انتظرت عاماً.. تعلن الآن أنها لن تنتظر. والقبيلة تحشد الآن للهجوم. .. ويبقى أن المخابرات الإسرائيلية تنظر في بؤس إلى فشل الأموال في شراء القبائل العربية. شيء يحدث. وما نسرده .. ونشرع في سرده.. ليس حديثاً عن التمرد. ما نشرع في سرده هو تحولات ضخمة تجري الآن في السودان. وهو شيء يشبه المعارك البحرية تحت الليل لا ترى العين نتائجها إلا في الصباح.