غيوم كثيفة علقت في سماء العلاقة بين السودان ومصر خلال الفترة الماضية، فطفت على سطح العلاقة الكثير من القضايا الخلافية التي إن كان ظاهرها الرسمي بدا أكثر تحفظاً إلا أن المراقب يلحظ حالة من الفتور الرسمي واللوم المتبادل الذي تطور إلى اتهامات في كثير من الأحيان. بعد فوز السيسي برئاسة مصر يتوقع مراقبون أن يتغير مشهد العلاقات بأحد اتجاهين إما إلى تعاون يفضي لحلحلة الخلافات، أو إلى مزيد من التوتر خاصة بعد الزيارة الاخيرة لرئيس الجمهورية للقاهرة و قد شابها كثير من علامات الاستفهام اضافة الى الانطباع والتناول السالب لاجهزة الاعلام. لاستجلاء تلك المواقف قام وزير الدولة بالإعلام الأستاذ ياسر يوسف إبراهيم بزيارة لجمهورية مصر العربية بتفويض من رئيس الجمهورية استغرقت ثلاثة أيام على رأس وفد إعلامي، أجرى خلالها عدداً من اللقاءات مع مسؤولين مصريين خاصة في شؤون الميديا لبحث تفعيل التعاون الإعلامي بين السودان ومصر. وقالت مصادر أمنية قد تم خلال الزيارة تفعيل التعاون الإعلامي بين الجانبين في إطار توجيهات الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي بشأن إيجابية الإعلام في قضايا البلدين والمصالح الاستراتيجية والتنموية المشتركة، وأشار إلى أن الرئيس المصري استقبلهم بمكتبه بقصر الاتحادية بالقاهرة في ختام الزيارة وأكد التزامه التام بكل ما تم التوافق بشأنه إبان قمتهما في العاصمة المصرية في الفترة السابقة، وكشف يوسف عن تطبيع كامل بين أجهزة الإعلام السودانية والمصرية وفق اتفاقيات تنص على الالتفات إلى استراتيجية العلاقة وأخويتها والعمل بما يدعم هذه العلاقات ويدفعها إلى الأمام، وقد تم الاتفاق على إنتاج عدد من البرامج المشتركة وابتعاث عدد من الإعلاميين والصحفيين من أجل الاستفادة وتبادل الخبرات والتجارب، وأشار يوسف إلى أنهم التقوا بعدد من الأجهزة الإعلامية المصرية تشمل اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وهيئة الاستعلامات، ومركز الأهرام، وصحيفة الأهرام، بجانب عدد من القنوات الخاصة، وقال وجدنا تجاوباً منقطع النظير من كل هذه الأجهزة على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الإعلامية في جميع المجالات بين السودان ومصر. اعتبر دكتور عبدالرحمن أبو خريس بمركز الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية للصحيفة، بأن توقيت الزيارة نفسها جاء مناسباً جداً لتكملة الثقة وتعزيز للعلاقات الثنائية بين البلدين، سيما ان الساحة السياسية كانت مليئة بالتجاذبات الاعلامية خلال الفترة الماضية، وقد رأى كل من البلدين وقف العدائيات والتراشق الاعلامي المحموم مشيراً أن زيارة الرئيس الاخيرة قامت بفتح قنوات تعاون مشترك و متبادل بينهما. و ربما هناك هموم مشتركة خاصة في ظل الأوضاع المتوترة التي تعيشها المنطقة العربية حالياً، بجانب أنها ستقطع الطريق أمام محاولات بعض القوى التي تستهدف علاقة البلدين من خلال إيقاع الفتن والتربص بمسيرة وعلاقة الشعبين الأزلية والتاريخية والتي لم تتغير بتغير الحكومات والأنظمة المتعاقبة، وأضاف د. خريس ان الزيارة ترتبط أيضاً بالمتغيرات العديدة التي تمر بها المنطقة العربية خاصة الجوار الليبي غير الثابت والمستقر، الذي تبدو فيه أصابع التدخل الأجنبي والفرقة الداخلية والمواجهات التي وصلت حد الاحتراب الداخلي، اضافة الى اليمن بالاضافة الى كيفية مواجهة «داعش»، كل هذا يجعل البلدين مسؤولين مسؤولية مباشرة عن الاستقرار في المنطقة. تجدر الاشارة الى أهمية تناول الهم المشترك وهو مياه النيل الذى يحتاج لعمل مشترك كبير يعزز متانة العلاقات لمجابهة المخاطر. و يرى ابو خريس من الضرورة تصحيح الصورة الذهنية خارجياً وتوحيد الجهود لجهة اهمية الدعم المصري بالنسبة للسودان، ويرى ان الزياة كانت ناجحة فى تحقيق كافة المحافل خاصة بان النجاح يقاس بما تلته من اتفاقيات، سيما بعد تنزيلها فى ارض الواقع لاحقاً و ما نراه فى اطار الراهن نستطيع ان نجزم انها حققت مكاسبها المرجوة. بالإشارة الى تطور العلاقات التى دخلت فى طور تعميق المصالح بافتتاح الطرق وزيادة التبادل التجارى والسلعى وسط جملة من التحديات الامنية التى تحيط بالبلدين، وكل ذلك يفرض ان نعلى المصلحة العليا لوادى النيل ونضع من البرامج الاعلامية ما يؤدى الى تحصين العلاقات ونلحظ كيف تترجم المشاعر الطيبة، وكيفية توقيع بروتوكولات تعاون اعلامية لتحقيق وتدعيم المصالح المشتركه، لكون الزيارة جاءت تنفيذاً لتوجيهات الرئيسين البشير والسيسي لبحث تفعيل برامج تدعم تلك التوجيهات. وبحسب السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان فى القاهرة، أن زيارة الوفد الاعلامى السودانى برئاسة وزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف هي اول زيارة بعد الزيارة التاريخية للرئيس البشير الى مصر يومى 18 و19 اكتوبر بكل رمزيتها. وقال يوسفخلال الزيارة: يسعدنى ان اكون فى دار الامة المصرية، ومبيناً ان هدف هذه البروتوكولات وضع آليات للتعاون الدائم والفعال بين جريدة الوفد، وبوابة الوفد الإلكترونية، وقناة الحياة التلفزيونية الفضائية، من جهة، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالسودان، وصحيفة الرأي العام، وقناة الشروق الفضائية، السودانيتين من أجل نقل الصورة الحقيقية والكاملة عما يدور بالبلدين لشعبي وادي النيل.