تشكل محلية الخرطوم واحدة من أهم الحلقات الأمنية بالسودان، وتكتسب خصوصيتها من خلال موقعها الإستراتيجي وطبيعة النشاط الدائر فيها، ولأنها قلب العاصمة فانه بالضرورة من تعزيز الأمن فيها بصورة خاصة تتوافق مع هذا الكم الكبير من العبء الأمني، ويشكل الجانب الجنائي محوراً مهماً في العملية الأمنية المتعلقة بأمنه وحقوقه التي تحافظ عليها الشرطة من خلال أعمالها المنعية والكشفية، ولمعرفة المزيد في هذا الجانب قامت «حوادث وقضايا» بجولة في عدد من أقسام شرطة محلية الخرطوم التي ستختتم بإذن الله بلقاء شامل مع العميد شرطة علي محمد عثمان، حيث بدأت أولى الزيارات إلى القسم الشرقي بالخرطوم. داخل القسم عند مدخل القسم تراصت مجموعة من السيارات الفارهة المحجوزة بأمر النيابة، في صالة التحري كمية من الأثاثات المحجوزة وحواليها مجموعة من الفتيات، التي يبدو انهن أجنبيات، يعمل أفراد القسم بهمة وهدوء وعلى كاونتر البلاغات ثلاثة من الأفراد كل يقوم بواجبه بلا ضوضاء أو تشويش، فينتابك احساس بان القسم على درجة من الهدوء والطمأنينة ويتضح ذلك من خلال اختصاص القسم ودائرته النوعية والمترامية الأطراف اذ تكمن أهمية القسم في إنسان المنطقة التي يغطي اختصاصها القسم. فالغالبية هنا رجال أعمال ورموز مجتمع وقادة تنفيذيون ومديرو مؤسسات وشركات كبرى وبالتالي فان طبيعة الجريمة هنا في غالبيتها جرائم تتعلق بالمال إما سرقة أو احتيال أو شيكات أو متابعة، وهذا ما تؤكده السجلات والبلاغات المتكررة من هذه النوعية. فالمنطقة تعتبر من المناطق الجاذبة للسرقة فالأثرياء جميعهم هنا. دائرة الأثرياء والدستوريين تكتسب بلاغات دائرة اختصاص الشرقي أهمية من خلال شخصيات المجني عليهم أو الضحايا سواء كانت بلاغات كبيرة أو صغيرة، فالشاكي ربما يكون وزيرا أو من المشاهير فالدائرة بحسب خريطة الاختصاص تمتد من لفة الجريف وشارع المطار حتى المشتل وشارع عبد الله الطيب وشارع الستين حتى تقاطع شارع مدني وحتى صينية المركزي وهذا الامتداد يضم عفراء والساحة الخضراء وعددا من المتنزهات وعددا من المطاعم الكبيرة وهي محلات يرتادها الأثرياء والدبلوماسيون ونجوم المجتمع إضافة لفندق السلام روتانا وهي مناطق اكتظاظ سكاني كبير ونوعي. منع وكشف هذا الوضع جعل شرطة القسم تعمل ليل نهار لحفظ الأمن والطمأنينة، فالقسم يرأسه المقدم عبد الله موسى تعاونه مجموعة تم اختيارها بعناية خاصة، فالكل يعلم المهددات ويعلم واجباته وفي إطار العمل المنعي مساء تخرج يومياً قوة من القسم وبدوريات مختلفة حيث تقوم بعمليات التمشيط ومنع الجريمة، واستطاعت أن تحبط العديد من السرقات، وفي حالة وقوع جريمة فإن القسم يباشر مهامه مباشرة وقد تمكن من ضبط الكثير من الجناة والمشتبه فيهم وإحالتهم للمحكمة. وتنفذ شرطة القسم الشرقي حالياً خطة تأمين الشتاء من خلال الأطواف الليلية وتوعية المواطنين بضرورة حماية أنفسهم بإحكام إغلاق المنازل. نماذج بلاغات تمكنت شرطة القسم الشرقي من إنجاز العديد من البلاغات المهمة وأشهرها بلاغ النهب الذي تعرضت له الصيدلانية المنقبة من قبل متهم أرهبها بمسدس «موية» ونهب هاتفها وتم القبض عليه ومحاكمته بالسجن سبع سنوات وقد تم ضبطه بعمل احترافي متقدم. تمكنت شرطة القسم من ضبط العديد من معتادي سرقات الخطف وتوقيف متهمين ومحاكمتهم وردعهم وتنفيذ حملات واسعة لمنع الأجانب من قيادة الركشات والمركبات العامة، وضبطت الكثير من المواتر والركشات غير المرخصة والتي تسير بلا لوحات بلاغ طريف تلقت شرطة القسم بلاغاً من مواطن قال فيه إنهم استأجروا شقة لزبون لم يخرج من شقته أكثر من ثلاثة أيام وأنه بدون أسرة. وقال في البلاغ إن رائحة كريهة جداً تنبعث من الشقة ولربما توفي الرجل لأنه لا يرد على الهاتف ولا يفتح الباب، على الفور تحركت قوة من القسم وبصحبة مسرح الحادث ووصلت للشقة وكانت الرائحة الكريهة موجودة فعلاً. وبعد كسر الشقة بحضور صاحب العمارة اتضح أن الزبون هرب وغادر الشقة وترك كمية من اللحم خارج الثلاجة الى أن تعفن وتحلل وفاحت رائحته، وأن المؤجر غادر دون ان يسدد قيمة الإيجار. توجيهات وإرشادات تهيب شرطة القسم الشرقي بجميع ساكني دائرة الاختصاص بأخذ الحيطة والحذر في فصل الشتاء والتأكد من إغلاق المنافذ والأبواب، والتركيز على حماية المنازل خلال فترات النهار وعدم التعامل مع الشغالات وخدم المنازل إلا بعد الرجوع للشرطة. ونبهت الشرطة على عدم حمل مبالغ مالية كبيرة في السيارة لتجنب معتادي المتابعة واستخدام كاميرات المراقبة في المولات الكبيرة والصيدليات والمؤسسات.