عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو أمرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.. متفق عليه.. قال الإمام النووي: أجمع العلماء على عظم موقع هذا الحديث وكثرة فوائده وصحته.. قال الإمام الشافعي وآخرون هو ثلث الإسلام، وقال الشافعي هذا الحديث يدخل في سبعين بابًا من الفقه وقال آخرون هو ربع الإسلام. وقال عبد الرحمن بن مهدي وغيره ينبغي لمن صنف كتابًا أن يبدأ فيه إما تنبيهًا للطالب على تصحيح النية وقد فعل ذلك البخاري وغيره وقد ذكر البخاري في أول صحيحه وذكره في سبعة مواضع من كتابه يعني من كتابته سبع مرات.. وقال النووي: وتقدير الحديث أن الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة، فمن أطعم دابته وقصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب.. ومن أكل وقصد بأكله أن يتقوّى على الطاعة فإنه يثاب ومن نام مبكرًا من الليل ليأخذ كفايته من النوم ليتمكن من صلاة الفجر في وقتها فيثاب على نومه.. وهكذا العادة قد تتحول إلى عبادة إذا قصد بها التقرب إلى الله. والإخلاص في الأعمال الصالحة واجب عيني على كل مكلف، والإخلاص هو قصد الله وحده بالعبادة وهو سبب للخلاص من أهوال يوم القيامة ومن النار، والإخلاص هو روح العبادة فكل عبادة تفقد الإخلاص تكون كالجسم الذي فقد الروح فلا ينتفع به فضلاً عن أنه يصبح جيفة نتنة تؤذي الناس برائحتها.. والمطلوب من كل مؤمن عند بداية أي عمل صالح أن يبدأه بالنية الخالصة لله يعني يقصد بعمله الأجر والثواب من الله، هذا هو الإخلاص. وعكس الإخلاص الرياء وهو طلب المنزلة في قلوب الناس بالعبادات وأعمال البر والخير والرياء محبط للعمل الصالح والمرائي يحرم من ثواب عمله والرياء حرام ومن الكبائر فلنحذره.. أعاننا الله على تركه وأعاننا على الإخلاص.