تعرف الاراضي الرطبة بأنها الاراضي التي تغمرها المياه بصفة دائمة او مؤقتة، وتشمل سواحل البحر الاحمر وضفاف النيل وروافده، وقنوات الري بالمشروعات المروية وحتى برك مياه الامطار، وتكتسب الاراضي الرطبة اهمية زائدة وذلك لارتباطها بمعظم الاراضي الزراعية والغابات ومناطق المراعي ومناطق انتاج الاسماك وغابات المانغروف والسواحل البحرية، وفي ذات الوقت تتعرض الاراضي للتدهور والاهمال، فضلاً عن عدم ادارة منفصلة للاراضي في السودان. وفي غضون ذلك أكد خبير المياه حيدر يوسف خلال حديثه بمنتدى الجمعية السودانية لحماية البيئة بشأن الاراضي الرطبة، أن قرار انشاء السد سياسي بحت وليس اقتصادياً نتيجة رفض السودان ومصر مبادرة حوض النيل، بدليل عدم وجود سد النهضة في الخريطة الاقتصادية لدولة اثيوبيا منذ عام 1998م، واضاف انه بقيام السد ستكون الاراضي في حاجة لاسمدة لتخصيب التربة التي تعتبر اكبر مسبب للأمراض مما تنتج عنه اضرار بيئية وصحية، فيما اكد ان فيضان النيل الازرق يغذي قرابة 85% من الاراضي الطرفية على محاذاته، وبانشاء السد يتوقف فيضانه مما يسبب هجرة عدد من الرعاة الذين يعتمدون عليه، وقال إنهم توصلوا لحقيقة أن النيل يفيض كل مائة سنة هجرية. في وقت اوضحت فيه نهلة محمد ممثل وزارة الزراعة ان الغرض من انشاء السدود هو تغذية المخزون الجوفي للمياه، واضافت ان القطع الجائر للغابات يقلل من كمية الأمطار، فيما شكت من عدم المراجعة الدورية وغيابها للسدود بصورة متواصلة. ومن جانبه اتهم الاستاذ الجامعي عاصم المغربي وزارة الزراعة بعدم التنسيق والجدية وغياب الاهداف والادارة السليمة، لعدم وجود خطة او مشروعات في ظل وجود 150 مليون فدان و20 مليون عاطل، واضاف قائلاً إن سد النهضة حقيقة قائمة «نحن نتحدث والاثيوبيون يعملون في قيام السد»، ولكن ماذا بعد قيامه وكيفية مواجهة الآثار المترتبة عليه، فيما اكد ان مشروع الجزيرة يستهلك قرابة 7 مليارات من المياه، موكداً ان المجلس الاعلى للبيئة اكد اهمية المراعي والغابات. وفي سياق متصل اقر خبراء في مجال البيئة والغابات والمياه بوجود هجمة شرسة على الغابات لتعرضها للقطع الجائر والسرقة والنهب والطمع نتيجة التوسع والتوغل السكني على الاراضي الزراعية والغابات، واصفين حال غابة السنط بانها تعاني من ألم رهيب نتيجة التدهور، وانها مليئة بالشواذ والتصرفات والممارسات الخاطئة غير الحميدة خاصة الغابات النيلية، مطالبين الدولة بضرورة المحافظة على الغابات الحضرية وتفعيل قوانين البيئة وحماية الغابات، مما ترتب عليه جفاف المنطقة وبالتالي هجرة الحيوانات النادرة خاصة بحديقة الدندر، مطالبين الدولة بضرورة انشاء مركز دراسات خاص بالاراضي الرطبة وقضايا المياه. وفي ذات الاثناء كشف الخبراء عن وجود اضرار كبيرة على البلاد نتيجة انشاء السدود دون دراسات مسبقة وعدم وجود مراجعة دورية لها، وأضافوا أن قيام سد النهضة له أضرار، منها عدم تجديد التربة نسبةً لحجز الطمي.