بعد مضي أكثر من أسبوعين على إعلان تشكيل حكومة ولاية الخرطوم ما تزال ردود الأفعال تترى حول تعيين بعض الوزراء، فبعد الجدل الواسع الذي حظي به تعيين البروفيسر مأمون حميدة وزيرًا للصحة بين مؤيد ومعارض، تجدد ذات الجدل ولكن هذه المرة في وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية التي شملت وزارتي الإرشاد والأوقاف والتنمية الاجتماعية سابقاً والتي تسلمت مهامها رسمياً مشاعر أحمد الأمين الدولب أمس الأول الثلاثاء كوزير خلفاً للوزير السابق عثمان البشير الكباشي. الجدل حول تولي امرأة للوزارة جاء هذه المرة من جهة ذات اختصاص وهي هيئة علماء السودان، حيث انتقد أمين دائرة الفتوى بالهيئة عبدالرحمن حسن أحمد تولي مشاعر الوزارة، وأشار حسن إلى أن الوزارة تشرف على الأئمة والدعاة ومن مهامها فض النزاعات بينهم ولجان المساجد مما يقتضي في كثير من الأحيان الذهاب للمساجد ومخاطبة المصلين، ورأى أن هذه المهمة يكلف بها الرجال وقال عبدالرحمن «لو إن الوزيرة ذهبت مندوباً لن تكون ذات قيمة» الأمر الذي دعاه لاستبدالها. وفي خطوة أعقبت هذا الانتقاد تسلّمت الدولب مهامها رسمياً وقالت لدى مخاطبتها برنامج التسليم والتسلم إنها ستعمل على مواصلة التكليف لتحقيق أهداف الوزارة وتحقيق متطلبات إنسان الولاية في التنمية الاجتماعية. يتوقع الكثيرون أن تواجه الوزيرة صعوبات عملية كبيرة ليس لعدم كفاءتها بل لطبيعة مهامها التي تقتضي داخلياً وخارجياً وحجم التحدي في الوزارة التي شهدت أروقة نظيرتها الاتحادية خلافات كبيرة فيما يخص أعمال هيئة الحج والعمرة، وكذلك ما ينتظر الوزيرة من تحدٍ على خلفية ما شهدته الفترة الماضية للوزارة من إنجازات حيث شهدت انعقاد أول مؤتمر للمساجد بالسودان ومؤتمر الذكر والذاكرين بجانب الأداء المتميز لهيئة الحج والعمرة والنشاط الدعوي المتميز الذي شهدته محليات الولاية كافة وفقاً لحديث الوزير السابق. القيادية في الوطني د. سعاد الفاتح نفت وجود موانع فقهية تمنع المرأة من تولي مهام الإرشاد والأوقاف وقالت ل«الإنتباهة»: «المرأة أفتت في الدين ودرست الرجال وروت الحديث عن الرسول «صلى الله عليه وسلم» ولم يروَ عنها حديث موضوع أبداً طالما كانت محتشمة وعالمة وقادرة» وامتدحت سعاد.. مشاعر ووصفتها بالمرأة القوية والذكية والجادة.. ولكن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك.. وأضافت هذه الوزارة فيها كنائس وفيها ناس متزمتون .. وعندما نأتي إليها بعنصر نسائي تجربتها حديثة نكون اتعبناها». وعلى ذات نهج سعاد سار عضو هيئة علماء السودان الشيخ شمس الدين علي خلف الله مؤكدًا عدم وجود موانع فقهية تمنع المرأة من تولي مهام الوزارة في حديثه ل«الإنتباهة» واستدل بأن سبأ كانت ملكة على قومها ولكنه بدأ مستغرباً من الدوافع وراء توكيل مهام الإرشاد والأوقاف لامرأة وقال «يعني ما لقوا راجل ولا شنو ؟؟» ووصفه بغير الموفق وأردف«لم أرَ في التاريخ امرأة تم تعيينها للإرشاد والأوقاف». لم يقتصر الجدل حول الوزارة على تولي امرأة لشؤونها وحول قدرتها والموانع الفقهية والصعوبات العملية التي يمكن أن تواجهها فقط بل امتد إلى تسمية الوزارة وتوصيفها حيث تساءلت سعاد الفاتح: هل هذه الوزارة موصفه؟؟ وقالت الحكاية غير واضحة! هل الإرشاد هو الدعوة؟؟ وطالبت بأن يكون هناك توصيف دقيق لهذه الوزارة. ولكن البعض يرى أن الموقع الوزاري لا يعدو أن يكون إشرافياً وأن جل العمل الميداني يطلع به عدد من الموظفين في الوزارة تحت إشراف المدير العام أو أي مسمى آخر، ويضيف آخرون أن وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية بها جوانب ومهام تختص بالمرأة ويرون ألا تعارض كبير في أن تتولى المرأة هذه الوزارة بحيث يمكن أن يتولى مهام الإرشاد والإوقاف أي شخص آخر في الوزارة تحت إشراف الوزيرة وهو أمر غير صعب.