أخي وصديقي دسوقي.. لك مني عاطر التحايا وخالص الأشواق.. وأسأل الله ان تكون في نعمة وعافية وستر ومعافى من آلام الغضروف اللعينة التي اصبحت ملازمة لك كما ظلك.. وعافيتك هي بلا شك عافية للشارع الرياضي والحقائق الخالية من أدوات التجميل والمساحيق.. وعافية للكلمة الرصينة والنقد الهادف البناء والطرح الموضوعي والفكر الثاقب والثقافة المتجددة.. أخي وصديقي لا حديث في الشارع الهلالي العريض في هذه الأيام الا عن عودة كابتن الهلال السابق ولاعب المريخ مطلق السراح هيثم مصطفى كرار الى احضان نادي الهلال الأعظم، وقد تباينت الآراء واختلفت وجهات النظر في امر عودته وحدث الانقسام.. وانا يا عزيزي لا اخفى عليك تأييدي المطلق للفريق الرافض عودته لأسباب لا احصيها، ولكن اذكر لك امثلة قليلة حتى ابرر موقفي وادعم حجتي واقولها للحقيقية والتاريخ ان هيثم اعطى للهلال ما في ذلك شك، وسكب العرق الغزير داخل الميادين الخضراء منافحاً ومدافعاً عن شعاره الزاهي، وحقق من الانجازات مع زملائه اللاعبين ما يصعب حصره، وكم اسعد الأمة الهلالية المنتشرة في الداخل والخارج بأهدافه الرائعة وتمريراته المتقنة وباصاته البينية، ويكفيه فخراً واعزازاً انه ارتدى الشعار لفترة سبعة عشر عاماً بالتمام والكمال، وكان خلالها جندياً مخلصاً للأزرق العاتي وقائداً متميزاً فيما بعد، وقد احبته الجماهير حباً صادقاً وهتفت له من الأعماق ملء حناجرها «سيدا.. سيدا.. سيدا»، وكان يتمتع بقبول واسع وسط الغبش والكادحين والهائمين بعشق الأزرق، وكم كانوا يعلقون عليه الآمال العراض لحسم اللقاءات الصعبة والمباريات القوية، وكم حملوه على الأكتاف.. ولا اخفي على الجميع ان البرنس اختلف مع عدد من رؤساء الهلال لأنه كان مدللاً ولم يتعامل معه هؤلاء الرؤساء بالقسوة او سياسة العين الحمراء.. وفي عهد رئاسة الأخ الأمين البرير اصبح سادراً في غيه.. يختلف مع هذا وذاك ويفتعل المشكلات، وبلغ به الغرور حداً بعيداً عندما اساء مدربه غارزيتو في اللقاء الصحفي الشهير بالزميلة «حبيب البلد» رد الله غربتها، ووصفه بأنبوبة الغاز الفارغة، كما تعرض لرئيس الهلال منتقصاً من قدره، وظل محارباً من المدرب ومن دائرة الكرة، كما ظل صديقاً لدكة البدلاء، فاعتصمت الجماهير الغفيرة بباحة النادي لفترة تزيد عن الشهر لاول مرة في التاريخ، وكانت تفترش الارض وتلتحف السماء رغم البرد الشديد وزمهرير الشتاء.. ووصل الهوس بأحد المشجعين حداً بعيداً عندما اعتلى الكشافة منادياً بعودة البرنس الى صفوف الفريق وكابينة القيادة واما ان ينتحر، فأتى اليه النجم علاء الدين يوسف واقنعه بالتنازل عن هذا المبدأ، فاستجاب لطلب علاء الدين. وعندما حان موعد التسجيلات الرئيسة عقب نهاية موسم 2012م اصدر مجلس ادارة نادي الهلال قراراً قضى بشطب البرنس وزميله علاء الدين يوسف الذي كان متعاطفاً معه للحد البعيد، واحدث القرار ضجة واسعة في الديار الهلالية ونزل على الجماهير كالصاعقة، وكان قراراً صادماً لعشاق الأزرق العاتي، اما بالنسبة للأخ البرير رئيس المجلس فقد كان قراراً شجاعاً وتاريخياً اعاد للكيان هيبته وتفرده، ولكن الجماهير لم تستطع هضمه وتعاطفت بصورة لافتة للانظار مع هيثم والتفت من حوله، ولكن وللأسف الشديد خطا هيثم خطوة غير موفقة وسلك طريقاً خاطئاً منتصراً لنفسه في نرجسية مبالغ فيها يحسده عليها الامير نرجس، ويمم وجهه شطر القلعة الحمراء منيخاً ركائبه في العرضة جنوب، منضماً الى كتيبتها وموقعاً اسمه في كشوفاتها وسط غضب الأمة الهلالية التي اعتصمت من أجله رغم الجوع الكافر ولسعات البرد والبعد عن البيت والاهل والولد، ضارباً بأدب الهلال وموروثاته عرض الحائط.. انه عدم الحياء في اسمى معانيه وانه حب الذات يا دسوقي!! وعندما وطئت اقدامه تلك المضارب الحمراء صرح تصريحاً أخرق قائلاً بقوة عين لا فض فوه ولا نام حاسدوه ثلاثة اشهر في المريخ افضل من سبعة عشر عاماً في الهلال، متنكراً لنادي الهلال الذي اعطاه المجد والشهرة والاموال والعربات والمنازل والفلل والمكانة التاريخية والاجتماعية والصيت الحسن، ولولا الهلال ما كان احد يعرف هيثم مصطفى كرار، ولولا الهلال لما امتلك المنازل والعقارات والعربات الفارهة، ولولا الهلال ما نال هذا الشرف الباذخ والسمعة الضاربة التي تخطت الحدود المحلية الى ما وراء البحار والمحيطات والبلاد البعيدة. لقد ذهب هيثم الى المريخ بمحض اراداته، ووجد البيئة غير ملائمة والتربة ما عادت صالحة للتألق والاستمرارية، واظنه وليس كل الظن اثم انه ندم على اليوم الذي اتى به الى المريخ، وندم على تصريحه الساذج وقوله المردود، وقضى مع الكوكب الاحمر موسمه الاول واحرز معه بطولة الممتاز، وفي الموسم الثاني قلب له ظهر المجن قارعاً طبول الخلاف والاختلاف، وعجز عن الاستمرارية متلاعباً بالعقد المبرم بينه وبين ادارة النادي، رغم علمه التام أن العقد هو شريعة المتعاقدين، وترك الجمل بما حمل ممنياً نفسه بالعودة مرة اخرى الى المارد الازرق على عينك يا تاجر، ناسياً ومتناسياً كل ما فعله!! لقد اساء هذا الهيثم لاعلام الهلال في سنوات مضت عندما وصفه بإعلام صحن الفول، انه لا يحترم الذين منحوه صكوك الشهرة والمنزلة الاجتماعية المرموقة ودافعوا عنه باستمرار وكالوا له عبارات المدح والاشادة والتقدير والثناء العاطر!! انني يا صديقي دسوقي انتمي الى تنظيم الاصالة والصدارة الهلالي، وافتخر بهذا الانتماء الصادق للتنظيم، وكل القادة بالتنظيم وحملة الاقلام ورسل الكلمة المقروءة يؤيدون عودة هيثم، اما انا فلا والف لا لعودته، وهيثم بعد ارتدائه للفانلة الحمراء لن نقبله لاعباً مرة اخرى في صفوفنا، وسوف نقف ضد عودته بكل ما نملك حتى يعرف حجمه الطبيعي ويحاسب نفسه على الذنب الكبير والجرم التاريخي الذي اقترفه في حق الهلال الأعظم!! ان مسيرة الهلال ماضية بقوة ولن تتأثر بذهاب اي رجل مهما كان حجمه ووزنه وعطاءه وتجرده، والهلال هو الذي يصنع النجوم ويصنع الاداريين ويصنع المدربين والاعلاميين والاقطاب، ولن تتوقف مسيرته الظافرة باذن الله، وحواء ولود ورحمها لن يتوقف عن انجاب العباقرة والافذاذ، فليذهب هيثم الى سبيله، ومن حقه ان يختار اية قبلة غير الهلال المحروس بجماهيره الوفية واقلامه الرشيدة وعشاقه الميامين وكتابه الخلص ورجاله الصناديد القابضين على جمر قضاياه والمساهرين من اجل رفعته وسموه ومكانته المرموقة. اين كباتن الهلال الذين دافعوا عنه بالغالي والنفيس في العهود الذهبية والأيام الخوالي والزمن الجميل؟ إن الكتيبة الزرقاء المدججة بالنجوم الزواهر لن تتأثر بذهاب احد أو غياب احد وشطب احد أو موت احد، ودعكم من النجوم الذين انتقلوا الى الدار الآخرة عليهم رحمة الله الواسعة هل الهلال تأثر بابتعاد كباتنه على مر الأزمان؟ هل المسيرة توقفت باعتزال سبت دودو وامين زكي وعثمان الديم ونصر الدين عباس جكسا وعلي قاقرين وعز الدين الدحيش وفوزي المرضي وشوقي عبد العزيز والنقر اخوان واحمد آدم ومصطفى سيماوي وجعفر عبد الرازق وطارق احمد آدم ومنصور تنقا وجمال الثعلب وكندورة ومصطفى كومي واحمد النور وحمد كمال وبقية العقد النضيد الذي اعطى ولم يتسبق شيئاً. انني يا صديقي دسوقي استغرب وبشدة من موقف المنادين بعودة هيثم الى صفوف الهلال وانت على رأسهم، وماذا تريدون منه بعد ان سلك الطريق الخطأ وبعد ان استنفد اغراضه وتقدمت به السن ووهن عظمه واشتعل رأسه شيباً؟ ماذا تريدون من لاعب اقترب عمره من الأربعين؟ ماذا تنتظرون منه وقد اذل الجماهير واغضبها يوم ان وقع في كشوفات الند التقليدي في يوم امطرت سحبه أحزاناً ومآسي لجمهور الهلال الوفي الذي لا يستحق مثل هكذا تصرفات والاعيب صبيانية!! اننا ننصح الأخ هيثم مصطفى بالتخلي عن التفكير في امر العودة لاعباً بصفوف الأزرق، وننصح الاخوة في مجلس الادارة بقيادة اشرف الكاردينال واخوانه الميامين بعدم الاستجابة لطلبات المنادين بعودته حفاظاً على هيبة الهلال وعلى تماسك نسجيه الاجتماعي ووحدة لاعبوه، وقفل الباب امام كل مغرور ومتطاول ومتعجرف ومتلاعب بمشاعر الاهلة وأعصابهم. أخوك/ حسن السيد عبد الله- حجر العسل تعقيب: رغم اختلافنا جملةً وتفصيلاً مع كل حرف وكلمة سطرها حجر العسل عن قضية هيثم، فقد نشرنا مادته عملاً بحرية التعبير واحتراماً للرأي الآخر وحق الاختلاف، لأن الصحافة بدون حرية التعبير تتحول الى نشرة تعبر عن اتجاه واحد ورأي واحد.. وسنعلق على مادة حجر العسل في قادم الأيام إن كانت في العمر بقية