هدية علي عادت الأوضاع لطبيعتها في ولاية غرب كردفان في أعقاب التوتر الذي شهدته منطقة كواك إثر تجدد الاشتباكات بين المسيرية أولاد عمران والزيود، حيث راح ضحية الصدامات الأخيرة عشرات القتلى من الطرفين، ورجحت إحصائية تقريبية احتمال أن يكون عدد القتلى قد تجاوز المئتين، وفي ذات الأثناء وصل الولاية يوم الخميس الماضي مسؤول عسكري أمني رفيع للإطلاع على حقيقة الأوضاع. وفي الخرطوم أرسلت الحكومة المركزية إشارات واضحة بضرورة حسم التفلتات الأمنية، ووصلت الفولة قوات من الاحتياطي المركزي حيث كان الوالي أحمد خميس في استقبالها بميدان الحرية، مؤكداً قدرة الدولة على بسط الأمن لتحقيق الاستقرار وإنهاء كل مظاهر التفلتات. وقال إن القوات ستفصل بين الأطراف المتنازعة، مجدداً حرصهم على استقرار الولاية لتحقيق شمولية التنمية. إلى ذلك اُستقبلت قوات شرطة الاحتياطي المركزي التي وصلت غرب كردفان من فرع القوات المركزية بالخرطوم بزغاريد النساء وتهليل الرجال والأطفال. وأمن عدد من زعماء الإدارة الأهلية على فرض هيبة الدولة، حيث قوبلت التعزيزات الشرطية بارتياح كبير وترحيب حار. وطبقاً لمصادرنا فإن التفلتات الأخيرة بين الزيود وأولاد عمران شارك فيها المتمرد توماس من دولة الجنوب، كما أن بعض المحسوبين على الأطراف المتنازعة استولوا على ممتلكات الدولة واستخدموها في الاشتباكات، الأمر الذي شكل مؤشرات غير إيجابية في تطور النزاع. ويذكر أن النزاع قد تجدد بعد ثلاثة أيام فقط على انعقاد الصلح بين الزيود وأولاد عمران بالنهود الذي حضره نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن وبمشاركة ديوان الحكم الاتحادي وحكومة الولاية. وذهب الوالي أحمد خميس إلى أنهم ماضون في تنفيذ كل القرارات التي تضبط التفلتات وتساعد في حماية ممتلكات الدولة والمواطنين، داعياً لتكاتف الجهود والتعاون من أجل جمع الفرقاء.