كانت تتبسم يمنة ويسرا حاملة فى يد صينية الشاى وباليد الاخرى الموبايل وهى تجول ممرات المؤسسة التى تعمل بها وتتحدث بصوت عال ما بين ضحك وتبسم وتقول «خلاص محمد خلينى اشتغل لمن اجى البيت بعدين »، اغلب العاملين معها رجالاً ونساءً كانوا يتهامسون ويتغامزون بعلاقه «ع.س» مع زوجها ما بين معجب وساخر وحاسد وكلهم لسان حالهم يقول «بختها». هم يعتقدون انها تعيش حياة مثالية خالية من المشكلات ، لا يعلمون انها طلقت مرة من زوجها وان زوجها حاول الزواج مرتين عندما كانا حديثى زواج «5» سنوات ، لا يعلمون انها تجنى حصاد «17» عاماً زواج وعدد «4» اطفال كانوا ثمرة هذا الزواج ،لا يعلمون ان زوجها «سائق ركشة» وهى «عاملة خدمات» قد مرت عليهما المشكلات بجميع انواعها وبمواجهة شرسة وصلابة وكسر لكل القيود والحواجز استطاعا ان يصلا الى بر الامان بعد سنواتهما الاولى بكل تحد! يا حديثى الزواج ليس عدم وجود مشكلات دلالة على السعادة وحسن العلاقة بين الزوجين، ان المشكلات واقع حقيقى فى كل الحياة وخاصة الحياة الزوجية ان عدم وجود مشكلات يعنى عدم وجود تفاعل!! ان طريقة ادراكنا وتعاملنا مع المشكلات هو المشكلة، ان نفوسنا تمتلئ بالافكار والمعتقدات والمفاهيم والمعايير التى نقيس بها ونقيم سلوك الاخرين ومن ثم نصنفه أهو مشكلة ام لا؟ ولكننا نختلف فى مستويات هذه الاشياء وانواعها واشكالها، وان لم نكن مرنين فى ادراكها فالكلام وحده لا يكفى، لابد من افعال ايجابية وسط محكات الحياة الزوجية فانتبهوا لبعض النقاط منها: انتبه ليس كوننا على حق فى اى موقف من المرجح والاكيد ان يخدم الموقف، ربما نحن على حق فعلاً ولكن قد نضطر ان نتنازل عن حقنا بطيب خاطر للآخر ليس ضعفاً منا ولكن تفضلاً ومرونة ووضع رصيد جيد من الممكن ان تتبادله مع الآخر تعاملاً فى المستقبل، انتبه انت لست ملزماً ولا مرغماً على اصلاح الاخرين وهدايتهم، انما عليك النصح والارشاد وكن متيقنا انها مشكلاتهم وليست مشكلاتك فلا تتبنى مشكلات الاخرين وترغمهم على تركها بل وتربط احساسك بالسعادة بنهاية مشكلاتهم مقنعاً نفسك انك ستكون فى قمة السعادة ان هم تخلوا عنها، ركز مع نفسك وعيوبك ودع التحكم !!َ انتبهوا لفن التسامح والعفو والتغافل عن الصغائر، تقبل الآخر بكل عيوبه فأنت مليء بالعيوب واخلع نظارة المثالية والكمال، انتبهوا للحب فلن تعيشوا بدونه وهو يجعلك تلغى وتتجاهل كل سلبيات الآخر وتضخم ايجابياته فكن محباً حقيقياً للحبيب. تمت