في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البروفيسور عبدالله الطيب ومدام جيرزلدا وقصة حب تتحدي الزمان .. بقلم: المثني ابراهيم بحر

البروفيسور الراحل المقيم عبدالله الطيب طيب الله ثراه واحد من اكبر اهراماتنا اللامعة التي نتباهي بها , ولكني كنت اتمني لو ان البروق قد عاش حياته خارج السودان وبالتحديد في احدي الدول الغربية
اولا: حتي تعم شهرته الافاق , وثانيا :لاننا نحيا في اتون مجتمع لا يحترم فيه النابغين والمبدعين والعظماء علي وجه الخصوص ولا نعرف قيمتهم الا بعد فوات الاوان بعد ان يغادروا معترك الحياة ويتركونا نهبا للحزن, ولولا ان الاديب العالمي الطيب صالح عاش حياته في مدينة الضباب لاصبح نسيا منسيا ولما عرفه الاخرون, فنحن نعيش في وطن يعاني فيه المبدعون من الاهمال مع سبق الاصرار ,و ينطبق علينا في السودان مقولة ان ( لا كرامة لنبي في وطنه) ولكني في هذا المقال اريد ان اتناول جانب مهم غفل عنه الكثيرون عن الراحل البروف عبدالله الطيب, اذ تناولت معظم الكتابات الجانب الاكاديمي وحياته الدراسية وتناست ان تسلط الضوء علي حياته الاجتماعية الخاصة والتي اعتبرها احد اكبر اسباب نجاحه ونبوغه الاكاديمي , فحياته الخاصة وخاصة بعد زواجه من مدام جيرزلدا حالة استثنائية تستحق التأمل والتوثيق في فيلم سينمائي وهي درس بليغ في الحياة الزوجية السعيدة , مثلما توثق الكثير من الدول حياة عظماؤها وعلي سبيل المثال وثق المصريون حياة الكثير من عظماؤهم ومبدعيهم وعلي سبيل المثال الاديب طه حسين كدليل يغني عن المجادلات ,حتي يكونوا كتاب مفتوح لكل من يريد المعرفة و للاجيال القادمة , لان التوثيق السينمائي هو الاكثر تعبيرا وتأثيرا.
في هذا اليوم الرابع عشر من فبراير يحتفل العالم بذكري( القديس فالنتاين) رمز الحب , ونكشت في ذاكرتي لا بحث عن قصص سودانية واقعية تناسب هذه الاحتفائية , فلم اجد غير قصة (تاجوج) التي نحتفي بها نحن السودانيون كرمز لاقوي قصص الحب المثيرة في المجتمع السوداني, ولكن قصة تاجوج ربما تم اضافة الكثير من الوقائع اليها فأصبحت اقرب للاسطورة من الواقعية , او قد تكون قصة واقعية ولكنها تقليدية في تفاصيلها تتشابه مع الكثير من القصص الواقعية ,واخيرا وجدت ضالتي في قصة الحب التي جمعت البروف عبدالله الطيب ومدام جيرزلدا اعجبتني لانها ليست تقليدية لشخصين مختلفين احدهما من مشرق الارض والاخر من مغربها مع اختلاف العادات والتقاليد ,فأن تأتي انجليزية من عاصمة الضباب لتعيش في السودان مع زوجها الافريقي في السودان هذا مكمن الاندهاش, ولكن البروف استطاع ان يسودنها بطريقته الخاصة حتي اصبحت متيمة بعشق السودان واهله وترابه ونيله, ومدام (جيرزلدا) الفنانة التشكيلية هي بنت الحسب والنسب وبنت الذوات تركت كل متع الدنيا وجاءت مع زوجها الذي احبته الي السودان, وهي من اسرة كانت رافضة مبدأ زواجها من شخص قادم من القارة الافريقية, ولكنها دافعت عن حبها وقاتلت من اجله حتي توج بالزواج من اجل البروف الذي رأت فيه مالم يراه الاخرون, لان البروف كان صادقا معها وما يدهش في ان علاقتهما الزوجية التي امتدت لفترة قاربت الستين عاما انها كانت تزداد سعادة كلما تقادمت بهما السنوات ,علي عكس حال المتزوجين في المجتمع السوداني يزبل الحب كلما تقادمت السنوات, وكل الذين عايشوهم اكدوا علي سعادتهما وعلاقتهما ببعض لم تتبدل منذ ان ربط بينهما الحب ثم الزواج المقدس في سنينهما الاولي, فحبهما كالذهب لم يصدأ, والاكثر ادهاشا وكما ذكرت مدام (جريزلدا) في احدي اللقاءات التي اجريت معها ان البروف لم يحاول او يضغط عليها لدخول الاسلام ولكنها اسلمت طواعية بعد مرور حوالي 15 عاما من زواجهما ,لانها ظلت كل تلك الفترة تدرس الاسلام وشاهدته واقعا في زوجها في تعامله وسلوكه وعاشته واقعا بين اهل زوجها واصدقائه, وفي هذه النقطة رسالة هامة ودرس بليغ بان الاسلام دين محبة وتسامح نستطيع بسلوكنا ان نرغب الاخرين الينا طواعية , وهذه هي النقطة التي اشار اليها من قبل المغني البريطاني (سامي يوسف) من خلال وجوده في الغرب ,عن ان الناس في الغرب لا يعرفون شيئا عن الاسلام لان المسلمين اليوم شوهو صورة الاسلام وقدموا نموذج سيء عن الاسلام , وبنفس هذا الحب والوفاء بادلها البروف الحب والوفاء باحسن منه, وخاصة عندما تكون الحياة في مجتمع متشابك مثل المجتمع السوداني من الصعب جدا ان يصبر الزوجان علي بعضهما اذا لم يحدث انجاب , ويتدخل الاخرون و الاهل في ادق تفاصيل حياتك الخاصة علي نحو قد يعجل بهدمها, فما بالكم اذا كانوا اغراب عن بعضما, , اذ هي قصة واقعية تستحق الاعجاب شاهد الكثيرون وقائع تفاصيلها خصوصا الطلاب الذين درسهم البروف, يروا ان حياتهما كانت غاية الانسجام و السعادة علي نحو غير مألوف في المجتمع السوداني ....
كنت اسأل نفسي كثيرا عن سبب فشل الحياة الزواجية للكثير من السودانيين الذي يتزوجون من اجنبيات,وبالتحديد من الدول الغربية فأغلب اللائي جئن من الغرب للعيش في السودان انتهت حياة غالبيتهن بالفشل, وبعد بحث وتقصي وجدت فعلا ان النتيجة مخيبة للامال, وعلي سبيلب المثال (م ع) قدمت الي السودان مع زوجها من دولة رومانيا قبل حوالي عشرون عاما تعرفت اليها قبل ثلاثة اعوام وكان زوجها الطبيب يحضر للدراسات العليا في دولة رومانيا وتزوجها هناك, وبعد ان انهي دراسته ورجعوا الي السودان بعد فترة اكتشفت انه متزوج من دون ان يخبرها فطلبت الطلاق ,فطلقها وامعن في اذلالها وجعلها تجري في المحاكم من اجل استرداد حقوقها حتي حفيت قدماها من الجري في المحاكم ,وكان هذا تأديبا لها لانها طلبت الطلاق وبعد ذلك كان معسرا معها في نفقتها الشهرية لها ولاولادها , ولكن من اجل ابنائها ظلت باقية بالسودان حتي الان, وعلي سبيل المثال ايضا (م م ) تزوجها زوجها في المانيا عندما كان يدرس هناك واتي بها الي السودان وهي المانية الجنسية تعمل طبيبة في احدي المراكز الطبية الخيرية وعلمت ان زوجها تزوج عليها بضغط من اهله الذين قالت عنهم انها لم تجد ترحيبا منهم بالشكل الكافي منذ ان وطأت قدماها السودان , فطلبت الطلاق وظلت باقية في السودان من اجل ابنائها , وهذان علي سبيل المثال فقط لايسع المقال لذكر قصص واقعية كثيرة ,والحالات الناجحة وجدت انها قليلة جدا ومعظم السودانيين الذين تزوجوا من اجنبيات وحياتهم تعتبر ناجحة الي حد ما وهم يعيشون الان وجدت ان حالتهم المالية ممتازة جدا, فهذا يعني احيانا ان المال يغطي علي سلبيات كثيرة, الا ان هناك حالتان علي سبيل المثال حققتا نجاحا باهرا في السعادة الزوجية بالرغم من ان حالتهما المادية عادية و متوسطة وهما البروفيسور عبدالله الطيب وزوجته مدام ( جيرزلدا ),والاديب الراحل (النور عثمان ابكر) وزوجته الالمانية (مارغريت), واندمجت زوجاتهما في المجتمع السوداني وكانت مشاركاتهما لافتة للانظار دخلوا كالنسيم الي قلوب السودانيين, ولكن بعد البحث والتقصي وجدت ان من اكبر اسباب هذا الفشل ان السودانيون عندما يتزوجون بالاجنبيات ثم يأتوا بهن للعيش في السودان يفقتقدون اهم عوامل نجاح الحياة الزوجية (الصراحة والوضوح والواقعية) والخواجيات عموما كما لاحظت يعشقن الرجل الصادق والواضح والواقعي والمعتد بنفسه, فكثيرين تزوجوا من اجنبيات ولكنهم لم يكونوا صريحين وواضحين مع زواجاتهم في كثير من
الامور الحياتية المهمة مثل العادات والتقاليد وطبيعة الحياة القاسية في المجتمع السوداني, وعلي سبيل المثال اذكر احد اصدقاء الدراسة يدعي ( ص ع) كان يدرس الطب في روسيا واثناء فترة الدراسة ارتبط بقصة حب مع احدي زميلاته في الجامعة وكان صريحا معها في كل تفاصيل الحياة في السودان بعاداته وتقاليده واوضح لها انه لن يعيش الا في داخل السودان من اجل اسرته الكبيرة, وفي العام الاخير وقبل ان يحزم حقائبه ويعود الي السودان اوضح لها انه لن يستطيع ان يجعلها تعاني من اجل ان تعيش في السودان في بيئة قد تكون قاسية بالنسبة لها ولن يستطيع ان يسعدها بأن يجعلها تعيش حياة مترفة ثم عاد بعد ذلك الي السودان, وكانت المفاجأة انها لحقت به بعد ستة شهور لانها احبت فيه صراحته ووضوحه وواقعيته والان مضي علي زواجهما اكثر من 5 سنوات يعيشان حياة عادية وبسيطة و لكنهما في قمة السعادة, وهذه الصراحة والوضوح والواقعية هي احد اهم الاسباب التي جعلت من مدام (جريزلدا) ان تعشق البروف لهذه الدرجة لانه كان صادقا معها ومن اجله احبت السودان قبل ان تأتي اليه ,فالوضوح والصراحة والواقعية من اهم خطوات الزواج السعيد لان الزواج السعيد في رأيي ليس هبة او قسمة ونصيب بقدر ما هو شيء نتعب فيه من اجل انجاحه من اجل حياة زوجية سعيدة تلازمنا الي اخر العمر ما استطعنا الي ذلك سبيلا.
كنت قد كتبت عدة مقالات بخصوص الحياة الزواجية في السودان لكونها مأزومة جدا لعدة اسباب اهمها : انها تفتقد ملح الحياة الزوجية(الرومانسية)اهم بهارات الحياة الزوجية خاصة بعد ان فضحت الدراما التركية حالنا المائل وحسمت قول كل خطيب, وتناقشنا كثيرا في المنتديات الاسفيرية باهمية وجود معاهد متخصصة للزواج علي غرار العديد من الدول ومنها ماليزيا التي لا تسمح لاي شخص بالزواج الا بعد ان يبرز شهادة من معهد للزواج, وتعتبر ماليزيا من اقل الدول في حالات الطلاق, او علي الاقل نطالب بادراج مادة عن الحياة الزوجية في الجامعات والمعاهد او المدارس الثانوية لانها خطوة مهمة من اجل حياة سعيدة تدوم طويلا, فمعظم المتزوجين يجهلون اشياء كثيرة عن الحياة الزوجية , والغالبية يتركز اختيارهم في مواصفات محددة من اجل اشباع غرائزهم الجنسية, فاختيار شريك الحياة ينصب في اشياء ثانوية لا تدوم طويلا تتسبب في فشل الحياة الزوجية, ومعظم ازماتنا الزوجية الان محورها( الرومانسية والواقعية والوضوح )
وهي اشياء قد تكون معدومة في قاموس الرجل السوداني خصوصا الرومانسية كما اشرت بعد ان اثبتت التجارب ذلك بأختلاف الزمان والمكان, ولكن عموما المرأة تقدر الرجل الواضح والرومانسي الذي لا تكبله العادات والتقاليد ,وفي السودان تعاني الحياة الزوجية من ثلاثة ازمات رئيسية اهمها اثنان اضيفت اليها ازمة جديدة وهي ازمة مستجدي الحياة الزوجية وهي لم تكن موجودة في السابق واصبحت الان ظاهرة تستحق الدراسة, فحالات الطلاق بين حديثي الزواج الذين لم تتخطي حياتهم الزوجية العام او العامين وعلي اعلاها 5سنوات اصبحت ظاهرة مغلقة جدا ينبغي الوقوف عندها, ثم هناك ازمة منتصف العمر وهي اصلا موجودة منذ قديم الزمان ومتجذرة في مجتمعنا السوداني, ثم اخطر ازمة وهي ازمة خريف العمر بعد ان يتخطي الزوجان سن الستين وهذه المرحلة هي تلخيص فعلي لكل عمر الحياة الزوجية , فمشكلتنا في السودان حتي الان اننا لا نعرف كيف نعيش حياتنا بعد الستين بعد ان لاحظت ان معظم الذين يتخطون سن الستين يزهدون عن ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي وهذه من اكبر الاخطاء التي نمارسها في مجتمعنا في هذه المرحلة العمرية التي اعتقد انها اكثر المراحل التي تحتاج الي متانة العلاقة الزوجية ودفء المشاعر والرومانسية اكثر من ذي قبل, واذا اردت ان تعرف مقياس سعادة اي زوجين فأنظر لعلاقتهما الزوجية بعد الستين فهي المقياس الحقيقي للزواج السعيد, وهذه هي النقطة التي لاحظتها واقعا عمليا ورأيتها واقعا معاشا في البروف ومدام( جريزلدا) بعد ان تخطيا الستين بمراحل, فمن يراهما للوهلة الاولي يظن انهما لا يزالا في اولي مراحل الخطوبة, وأول ما لفت نظري اليهما حين التقيتهما بالصدفة في احدي المناسبات الاجتماعية وظللت اراقبهما لمدة اكثر من نصف ساعة علي الاقل كانت كافية لتقييم موقف حياتهما , كانا غاية في الانسجام الي ان مضيا كانا كفراشتان تحلقان في السماء جعلتني في غاية الاندهاش من هذه العلاقة الحميمية في هذا المجتمع المعقد والمقيد بعاداته وتقاليده, في مجتمع يعتبر المداعبات والتعبير المباشر والرومانسية بعد الزواج من الكماليات المترفة التي لا تجوز بعد مرحلة الزواج , وهذه حقيقة ماثلة مهما حاولنا انكارها والان كثير من الزوجات يصرخن بعد الزواج بان الزوج لم يعد طبيعيا كما كان قبل الزواج واصبح (ما ياهو) لان انظمتنا التربوية لها دورا لاجما في هذا الغلو والتطرف وما بهذه الازمة من السلبيات اصبحت جزء من ممارساتنا الاجتماعية.
بعد حوالي العام او العامين من رحيل البروف وجدت مدام (جيرزلدا ) في احدي مناسبات الاحتفائية بذكري الرحيل,فنحن لا ننتبه لعظماؤنا الا بعد ان يغادروا حياتنا ,فنمد ايدينا لازهارهم فنجدها قد مضت بعيدا, وتجاذبت معها اطراف الحديث وابديت لها اعجابي اولا بشخصيتها لانها جعلت من البروف رجلا عظيما,فهي كانت وراء الكثير من انجازاته مثلا هي من شجعته علي الكتابة بتشجيعه علي بداية افراغ كل ما يحفظه في عقله لانه كان كثير القراءة , وكانت اروع الدرر( المرشد في فهم اشعار العرب) ووقفت بجانبه وقدمته الينا علي احسن ما يكون, وابديت لها اعجابي بقصة حبهما وحياتهما الزوجية ووفائها لزوجها بهذه الطريقة التي اذهلتني , كونها تظل بالسودان حتي بعد رحيل زوجها فلا ابناء بينهما لكي تظل بالسودان , ولا يوجد شيء يربطها بالسودان بعد رحيل البروف سوي هذا الحب الكبير الذي ولد في بريطانيا وتربي وعاش في السودان واصبح خالدا الي الابد, ومن اجله احبت السودان ونيله ودامر المجذوب التي اصبحت حريصة علي قضاء ايام العيد فيها مهما كانت الظروف, ودخلت كالنسيم الي قلوب السودانيين الذين عرفوها واحبوها فأي حب اكبر من هذا ,فكثيرون تزوجوا من اجنبيات واتوا للعيش بهم في دول العالم الثالث ولكن الانجليز حالة خاصة يختلفون عن كل الدول الغربية يصعب ترويضهم بهذه الطريقة, واقسمت لو كان لي مال لوثقت لها سينمائيا كاروع قصص الحب التي توجت بحياة زوجية سعيدة, وكل العشاق الذين يضرب بهم الامثال كرموزاستثنائية في قصص الحب لم يتزوجوا بداية من عنتر وعبلة وجميل بثينة وروميو وجوليت في رأيي ناقصة, وهناك قصص حب كبيرة واقعية توجت بالزواج ولكن خبأ بريق الحب بعد الزواج بعد ان استنفد اغراضه وكما يقول الشاعر( يموت الهوي مني اذا ما لاقيتها..
ويحي اذا ما فارقتها فيعود ) والزواج في رأيي تجربة عملية مهمة وهي الميزان الحقيقي لاي قصة حب في رأيي يجب ان تتوج بالزواج اجل اكتشاف قدار الحب والسعادة الزوجية , وقد نجح فيها البروف (ومدام جريزلدا) بدرجة الامتياز لشخصين مختلفين عاشا حياة زوجية سعيدة تستحق ان نقف عندها وقفة تأمل لانها جديرة بالاعجاب..........
[email protected]
//////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.