عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.(1) سَمِعتْ حبوبة (جدة) ابنها يُدرّس حفيدها بعض الأمثال والحكم الدارفورية فلما أرهفت السمع سمعته يقول لابنه سمح البقر قرون وسمح العوين سنون وسمح الدُخن في الجرون (مخزن للغلال مُشّيد من حطب وقصب) فقالت له: لا لا يا ولدي سماح البقر (حلوبة) وسمح العوين نفايل (أخلاق) وسماحة الدُخن في المكايل. (2) كان أحد الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافة الإعلام بجنوب دار فور نحيف الجسم أنيق المظهر جاء لمنصب الوزير نتيجة لمحاصصة حزبية وكّرس جُل وقته واهتمامه للشؤون الإجتماعية في أقسامها المختلفة (زكاة حج وعمرة تأمين صحي وتأمينات اجتماعية) وأهمل الثقافة والإعلام لفترة تجاوزت العام الأمر الذي أغضب مديرو إدارات وأقسام الثقافة والإعلام وطلبوا من الوزير أن يعقد معهم اجتماعاً ضرورياً وعاجلاً فاستجاب لطلبهم. وفي الاجتماع دار نقاش ساخن حيث قيل للوزير أن عَهدك أسوأ عهد مرّ على الوزارة فيه إنطفأت قناديل المنتديات الأدبية وصام مسرح البحير وبحّ صوت إذاعة نيالا نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي وغَطّت الفِرق الشعبية والإتحادات الفنية في نوم عميق. فاستشاظ الوزير غضباً وقال لهم: (يا جماعة ياجماعة أنا الثقافة ما من أولوياتي وما عندي وقت ولا مال أصرفه في الغناء والرقص والهجيج). فتسرّبت مقولة الوزير من جوف الإجتماع إلى فضاء المدينة الرحب وسارت بها الركبان وتناولتها مجالس المدينة. فوجدني ذات يومٍ أحد الهدايين بفناء إذاعة نيالا وقال لي يادكتور وزيركم دا غشّ الحكومة سااااكت شافوا الظرافة والقِيافة والعَفافة وجابوه وزير للثقافة تاري زول سااااكت ما بيعرف معنى الثقافة ولا يميّز ما بين الغزالة والزرافة. (3) كان والدي يحضني على الزواج المبكر وأنا أتعلل بالجامعة وعندما تخرّجتُ في كلية العلوم البيطرية وعملتُ مسؤولاً عن إعلام جامعة نيالا جاءني من برام في نيالا وقال لي:(كان للقراية قريت والوظيفة أتوظفت بعد دا لازم تتزوج وأنا رشحّت ليك كم واحدة من بنات الأهل) لكني وجدتُ سبباً واتخارجت منه. فقنع مني وقام بتزويج أخواني الأصغر مني عمراً وكلما يسأله واحد من أهلنا يا يوسف: تزوّج الولد الكبير ولا العيال الصغار ديل؟ يرد بإمتعاضٍ: الكبير دا ما نافع الجامعة خربته. وبعد وفاة والدتي فكرتُ في الزواج بجد ولكن لسوء حظي كل مرة بفشل في وأخيراً لجأتُ إليه وقلتُ له أنتَ اختار لي عروساً بمواصفاتي وقد كان اختار واحدة قريبتي بنفس التي عنها وزُفت إليّ في نيالا وكان والدي متابعاً جيداً لبرنامجي الإذاعي (إضاءات)الذي أقدمه من إذاعة نيالا واستعرض فيه أحياناً بعض أشعاري. فلم يسمع خلال أربعة أشهر قصيدة عن زواجي فاتصل عليّ من البلد وقال لي: يادكتور الشِعر طار ولا شنو؟ ما سمعتَ أية قصيدة عن زواجك ما كتبت وأم اختياري ما عَجبك؟ قلتُ له كتبت قصيدة صغيرة قال: أسمعني لها قرأتُ عليه: حمداً جزيلاً ليك يارب فكّيتني من كلمة عَزب وأهديتني زوجة أخلاقها ماس ولونها أنقي من الدهب **** حمداً جزيلاً يا كريم أهديتني زوجة من النسيم حِشمة وأدب وخُلق قَويم عيشتّني في دُنيا النعيم **** حمداً ياخالق النور والظلام أهديتني سِت بنات برام رحمة ومودة واحترام علمتني أية معنى الغرام فقال لي: ود الذين. لو كان سِمِعت كلامي وتزّوجت باكراً كان نافست الحلنقي.