أكد السيد أشرف الكاردينال رئيس الهلال في عدة تصريحات وأحاديث بعد انتخابه مباشرة انه جاء بالديمقراطية وسيكون ديمقراطياً ومؤسسياً في ادارته للنادي، ولن يمارس الديكتاتورية باقصاء أو عزل من يختلف معهم في الرأي، وانه سيشرك الجماهير العريضة في اتخاذ القرارات الكبيرة عبر استطلاعات في المواقع الاسفيرية لمعرفة مواقفها وتوجهاتها، وانه سيتيح الفرصة كاملة للمعارضين قبل المؤيدين للمشاركة في اللجان المساعدة وبرلمان الهلال باعتبارها الوعاء الذي سينصهر فيه الجميع لتتحقق الوحدة من خلال التلاحم والعمل المشترك بهذه اللجان!! وقد رحبنا وأشدنا وهللنا لحديث الكاردينال كرئيس مختلف في نهجه واسلوبه وتعامله مع اصحاب الرأي الآخر الذين عانوا الأمرين في العهود الماضية من عمليات العزل والابعاد والاتهام بالخيانة والتآمر والطابور الخامس، لمجرد انهم يختلفون مع مجالس الادارات في الآراء والمواقف والقرارات والتصرفات!! ورغم ان ما طرحه الكاردينال من رؤى وسياسات قد وجدت الاشادة والترحيب في الأوساط الهلالية، إلا انها لم تتحول الى واقع، وكانت مجرد كلام للاستهلاك غير قابل للتنفيذ.. حيث جاء تشكيل اللجان المساعدة في اغلبيته الغالبة من أعضاء التنظيم الحاكم والمؤيدين والمساندين للمجلس ورئيسه فيما عدا بعض الأشخاص الذين تم اختيارهم كنوع من الديكور لإيهام الناس بأن اللجان تضم ممثلين لمختلف التنظيمات والشرائح والمجموعات، وهو ليس وجوداً حقيقياً للمعارضين وأصحاب الرأي الآخر، بدليل ان الساحة الهلالية لم تشهد اشراك الجماهير في أية استفتاءات حول قضايا الهلال التي تحتاج لأن تقول الجماهير رأيها فيها حتى لا يُدار النادي بحزب واحد وفكر واحد ورؤية واحدة لا تعبر عن وجهات نظر ومواقف الشرائح الأخرى التي قد تكون من بينها آراء أفضل بكثير من آراء الحزب الحاكم ومجلس ادارته!! وأمس أصدر مجلس ادارة الهلال قراراً بتكوين برلمان الهلال الذي نادينا مراراً وتكراراً بتكوينه كمرجعية يستفيد المجلس من كفاءة رجالها وخبراتهم في وضع الخطط والبرامج ومعالجة المشكلات ودعم السلطة مادياً ومعنوياً.. والمؤسف ان هذا المجلس الاستشاري الذي ضم عدداً كبيراً من رموز الهلال وأقطابه قد خلا من اسم السيد طه علي البشير حكيم الهلال وكبير الأسرة الهلالية وخليفة زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبدالله، لأنه ناشد مجلس الادارة إعادة هيثم مصطفى لكشوفات الفريق التزاماً واحتراماً لقيم الهلال وتقاليده التي تدعو للصفح والتسامح والغفران مع كل من يرتكب الاخطاء من لاعبي الهلال الذين اجزلوا له العطاء واعطوه بلا حدود من جهدهم وعرقهم وفنهم وقدراتهم.. واذا كان طه علي البشير قد اختلف مع المجلس في موضوع هيثم او حالت بعض ظروفه دون حضور اجتماع منزل العميد ابراهيم محجوب، فإن هذا لا يعطي المجلس حق عزل وابعاد الحكيم الذي حمل الهلال على اكتافه لأكثر من «30» عاماً سجل خلالها من حر ماله أكثر من «40» نجماً صنعوا انتصارات الفريق وقادوه لمنصات التتويج اكثر من «15» مرة، ولم يتوقف الأمر عند عزل طه علي البشير وحده بل تم عزل الرئيس الأسبق صلاح إدريس والرئيس الأسبق شيخ العرب يوسف أحمد يوسف والرئيس السابق الأمين البرير وعبد الله السماني رجل الهلال القوي، وأحمد دولة وزير الثقافة الهلالي الأسبق، وبقية العقد الفريد من القيادات التاريخية التي صنعت مجد الهلال بفكرها وتضحياتها.. والمؤسف أن الكاردينال الذي جاء بالديمقراطية يمارس هو ومجلسه أبشع أنواع الديكتاتورية بعزل المختلفين معهم في الرأي رغم أن الديمقراطية لا تطير إلا بجناحي السلطة والمعارضة، وأنه لا توجد ممارسة ديمقراطية حقيقية بدون حق الاختلاف وحرية التعبير واحترام الرأي الآخر الذي داس عليه المجلس ورئيسه لابعاد كل من اختلف مع سلطة القمع والاستبداد التي تطرب لهتافات التأييد ولا تريد الاستماع لصوت واحد معارض يسلط الأضواء على الأخطاء والسلبيات. وأخيراً نحن لا نملك الا ان نقول لك الله يا هلال الحرية والديمقراطية الذي كلما قلنا انه انعتق من الديكتاتورية تنبت له الديمقراطية المزيفة ديكتاتوراً اكثر تسلطاً من الذي سبقه، وذلك لأن كل من يأتي عبر انتخابات الاستجلاب لا يأتي بإرادة الجماهير واختيارها الحر، بل بشراء المناصب بالمال عن طريق العضوية المستجلبة التي لن تفرز قادة ديمقراطيين لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الأرض اليباب لا تنتج قمحاً ووعداً وتمنياً، ولأن من يشتري أصوات الناخبين بالمال لا يحترم آراء من يختلفون معه، لاعتقاده ان المواقف والمبادئ تشترى بحفنة من الجنيهات!!