للمواعيد المضبوطة أهمية في حياتنا، لربما تتوقف عليها حياة أشخاص أو مستقبلهم. لِنتخيَّل لو أن طبيباً أخلَّ بموعده مع مرضاه أو أستاذاً جامعيّاً تخلف عن موعده مع طلبته أو قائد طائرة تأخر عن رحلته أو حتى صديقاً وعد صديقه بزيارةٍ فلم يفِّ بوعده. إن الالتزام بالموعد أمر مهم جداً في حياتنا، ولو التزمنا جميعنا بالمواعيد لترقى مجتمعنا وهي من أهم عوامل النجاح، فالانضباطُ فيها وتنظيم أوقاتنا يؤدِّيان بالضرورة إلى الرُّقي والسُّمو بأخلاقنا واحترام الآخرين لنا. فالبعض يظن أن التَّأخر عن الموعد ربما يعطيه أهمية أو يكون مظهراً ودلالةً على مكانةٍ اجتماعيةٍ ، فالانْضباط والدِّقة في مواعيد التَّحلِّي بها يُعَدُّ من الصِّدق وعلامةً من علامات تقدُّم الشُّعوب، واحترام المواعيد يحمل دلالة على علو الهمة والثقة بالنفس إلى جانب الرغبة في إشاعة هذه الثقة لدى الآخرين. حتى المواعيد كانت حاضرة في الأغنية السودانية. «الإنتباهة» التقت بالعديد من المواطنين وخرجت بالإفادات الآتية: مواعيد سودانيين وعند موعدنا مع الأستاذ «حسن أحمد» الذي التزم لنا بالمواعيد، وقال أنا من الذين يهتمون كثيراً بالمواعيد .. وأزعل جداً لو أخطأ أحد معي ولم يف بوعده، ويضيف أن الانضباط في المواعيد يعد ثقافة وحضارة. والمواعيد السودانية لا اعتمد عليها، فغالباً ما يأتيك بعد ساعة من الموعد المتفق عليه. ويختتم بقوله: هذه صفة غير جميلة. عمار إبراهيم «إعلامي» يرى أننا بعدين جداً عن هذه الصفة وحتى التحدث عنها يعتبر نوعاً من أنواع التسلية لذا لا بد في المقام الأول احترام المواعيد أن نلتزم نحن في الإيفاء بالمواعيد واحترام وقت الآخرين. ويضيف: نحن في عهد السرعة في كل شيء فواجب علينا أن نحاربه حتى لا تسيطر على حياتنا وبسبب المواعيد كثير من الأشخاص انقلبت حياتهم «180درجة» والمواعيد عندنا نوعان مواعيد خواجات ومواعيد سودانية، فالاولى يضرب بها المثل في الدقة والانضباط واحترام الوقت مقياس لتقدم الأفراد والمجتمعات، والسودانيون لا يعطون للزمن قيمة مما جلب لهم مقولة مواعيد سودانية. منى محمود«موظفة» تقول إن معظم السودانيين لديهم مشكلة في ضبط المواعيد على سبيل المثال لو واعدت شخصاً على أساس يقابلك الساعة التاسعة صباحاً سوف ياتي إليك الساعة الحادية عشرة، وتعتبر هذه مشكلة بالنسبة إلينا. وعدم احترام المواعيد يهدر الكثير من الوقت الذي من الممكن ان يستفاد منه في أشياء مفيدة تفيد الشخص في إنجاز كثير سواء أكان عملاً أو ممارسة نشاطات وخدمات يستفيد منها أو يقدمها للمجتمع. وأضافت حقيقة نحن في كارثة حقيقية اسمها عدم احترام المواعيد، وهذه من الأسباب الاساسية التي تسهم في عدم تطوير البلد. لأن الدول الاخرى المتطور مواطنوها يحترمون المواعيد. شخص مرتب قد يسبب عدم الالتزام بالمواعيد استخفافاً بالأمر وهذا ما يحدث عادة عن الأطباء وأصحاب العمل ورجال الأعمال هذا ما بدا به «الرشيد عثمان»«أعمال حرة» هم الذين يوعدون الأشخاص سواء أكان في المؤسسات أو المستشفيات ويخلفون الوعد ثم يوزعون الاعتذارات عن طريق أشخاص يمثلونهم عبر السكرتارية وقد لا يجد البعض حرجاً في التأخير عن مواعيدهم . لا سيما إن كانوا من رجال الأعمال او الأطباء المعروفين او الشخصيات المهمة في المجتمع. وهذا يفقد المصداقية عند الجميع «زي ما بقولوا مواعيد سودانيين..» مودة عز الدين«خريجة» تقول ان السودانيين لا يحترمون المواعيد حتى في حالة الوفيات والأفراح مواعيد حضورهم متأخرة وكم من حالة زواج وخطوبة لم تكتمل مراسمها بسبب المواعيد. الانضباط في المواعيد من الصفات المهمة والشخص المنضبط في مواعيده يدل على انه شخص مرتب في حاجاته وليس هنالك خلل فيه. وغير المنضبط في حياته لا يكون متوازناً حتى في كل أشيائه وخاصة الانضباط في المواعيد. وأضافت ان كثيرا من الأشخاص يعانون جدا من عدم الإيفاء بالمواعيد على سبيل المثال تجد ان الشخص يوعدك ويتجاهلك. وتمضي في حديثها أن المنتظر دائماً يكون قلقاً ويدور السؤال في ذهنه هل أذهب أو انتظر. أشوفك بكرة في الموعد الانضباط والمواعيد حاضرة في الأغاني السودانية وغنى لها الكثير من الفنانين. فنجد في أغنايتنا السودانية الكثير من الدلالات والإشارات التي تؤكد ذلك على سبيل المثال «تعال بكرة أو بعد بعد بكرة». إن المواعيد الكاذبة لا يقبل تصديقها حتى ورد في أغنية «قبال ميعادنا بساعتين... أبيتو أنا وأباني الليل». وبكل التلهف يرجع ويقول برضي رجعت متصبر أغالط نفسي في إصرار وأقول يمكن أنا الماجيت.. وآخر لا يمل ومنتظر مواعيده في أغنية الموسيقار محمد الأمين «وعدتك قبل كدة مرات ولسع برؤيتك بحلم»... ويعلل في عدم الالتزام بالقول «مشاغل الدنيا تجبرني أخالف وعدي واتلوم».. وأحياناً لهفة الشوق تتحول الى تحذير «أوعك تخلف الميعاد وإنت عارف شوقي كيف»...