أكد مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السودان برنستون ليمان، أن انتقال الربيع العربي إلى السودان ليس جزءاً من أجندة الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورحب في ذات الوقت بتعيين نجلي المهدي والميرغني مساعدين للرئيس. وقال في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة أمس، إن الحكومة الأمريكية حريصة على تحسين علاقتها مع الخرطوم، وإنها تفضل إصلاحات ديمقراطية دستورية في السودان، وليس إسقاط النظام، ولا حتى تغييره. وأضاف: «ليس في مصلحتنا إسقاط النظام في السودان وزيادة المشكلات»، وزاد: «تكفينا المشكلات الحالية»، وأردف: «مصلحتنا هي تطوير النظام ديمقراطياً»، وتابع: «مصلحتنا الآن هي الاستقرار في السودان وفي دولة جنوب السودان». وأضاف قائلاً: «إننا أبلغنا الحركات المسلحة وقلنا لهم إن عبارات مثل «إسقاط النظام بالقوة» و «الجنوب الجديد في الشمال» لا تساعد في حل المشكلة». وعن احتمال رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب الأمريكية بعد فصل الجنوب، قال ليمان إن ذلك يعتمد على جهود الرئيس عمر البشير لحل القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان، وفي ثلاث مناطق في الشمال: دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ونفى أن تكون الحكومة الأمريكية تنقل مرمى الكرة كلما اقتربت منه حكومة البشير، وقال إن العكس هو الصحيح «كلما اقتربنا من تحسين علاقتنا مع حكومة السودان، تخلق حكومة السودان مشكلة جديدة». وأعرب عن قلق بلاده إزاء استمرار القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بين المتمردين والقوات الحكومية. وتابع: «إن الولاياتالمتحدة طالبت حكومة جنوب السودان بضرورة احترام سيادة السودان، بما في ذلك إنهاء الدعم للحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق». غير أنه قال إنه يتعين على حكومة البشير أن تحرص على حل المشكلات سلمياً. وأعرب عن تأييد الولاياتالمتحدة لاتفاق الدوحة بشأن دارفور واستعدادها للتعاون معها، «ولكننا قلنا مرات كثيرة إن أهم شيء في مثل هذه الاتفاقيات ليس التوقيع عليها، والاحتفال بها، ولكن تنفيذها». وأردف «نحن قلنا لحكومة السودان ألا تغلق الباب أمام الحركات التي رفضت اتفاقية الدوحة. وقلنا لهذه الحركات أن تركز على الحل السياسي، وليس العسكري. وقال ليمان إن الغاء العقوبات على السودان فيه بعض التعقيدات، وأضاف أنه تقدير أوباما بناءً على توصية من وزيرة الخارجية، بيد أنه أشار إلى أن أغلبية العقوبات على السودان كانت قرارات أصدرها الكونغرس بسبب مشكلة دارفور، ولن يرفعها غير الكونغرس، وكشف أن أعضاءً في الكونغرس اجتمعوا أخيراً وقالوا إنه لا يوجد أمل ما دامت هناك مشكلات في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وفي ما يتعلق بمفاوضات أديس أبابا قال ليمان: «أعتقد أن فيها أشياءً إيجابية كثيرة»، وأضاف: «لأول مرة يقدم الجانبان اقتراحات محددة وواضحة لحل مشكلة النفط»، لافتاً إلى أن دولة الجنوب دفعت خمسة مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، منها ملياران نقداً، وثلاثة مليارات لصالح الديون الخارجية المشتركة للجانبين، فيما اقترح السودان سبعة مليارات.