بينما ترتب هذه الأيام معظم مؤسسات الدولة لإغلاق حساباتها وجردها السنوي ومطلوبات عامها الجديد وما يمكن أن يرحل من خطط لم تنفذ، كانت الشرطة تودع عامها بطريقة مختلفة وتدفع بأكثر من أربعة آلاف عنصر تم تدريبهم بصورة خاصة واستثنائية، ضمن خطة كبيرة لايجاد منظومة أمنية متكاملة لتأمين الانتخابات وبسط الأمن بالبلاد. اليوم تدفع كلية الشرطة والقانون بأكبر دفعة من خريجيها ضمن ثلاث دفعات مختلفة قوامها «1312» متخرجاً، ويعتبر ذلك أول تخريج بهذه الكيفية من حيث العدد والعتاد، وأول تخريج يأتي بنظام التشعيب في إطار الشرطة الموحدة. وقبلها احتفلت الشرطة بتخريج الدفعة «1» بيادة بمركز تدريب اللواء الشهيد إبراهيم شمس الدين للتدريب الأساس، وهي تعد إضافة حقيقية للعمل الشرطى بولاية الخرطوم، وسيتم الدفع بها للعمل فى تأمين الانتخابات المقبلة لتمكين المواطنين من أداء حقوقهم الدستورية التى كفلها لهم القانون وقوامها «889» جندياً تلقوا تدريباً عسكرياً وأكاديمياً مكثفاً على أيدى خبراء، وسيتم الدفع بهم لتأمين الانتخابات المقبلة. وفي ذات الأسبوع دفعت الشرطة بأكثر من ألفي عنصر تم تدريبهم بأساليب متقدمة قوامها «2298» بمركز النسور للتدريب، وهذه المجموعة من الكواسر الجارحة التي أعدتها الشرطة للمهام الخاصة التي أشار إليها مدير عام قوات الشرطة بطريقة واضحة لا تحتمل التأويل والتحليل، فقد تم تدريب هؤلاء النسور على كيفية التعامل مع كل الظروف مهما بلغت نسبة تهديدها للأمن. والمتابع لهذه التخاريج من حيث عددها ومضمونها، يلحظ أن الشرطة بدأت تغير سياساتها وخططها تجاه النظر للعملية الأمنية بكلياتها، وبدأت تركز على التدريب النوعي، حيث شهدت الكلية نقلة نوعية في بنياتها الأساسية ومواعينها التدريبية وهيأت لها بنيات تحتية مقدرة مكنتها من القيام بواجباتها، حيث وصلت لمرحلة تخصيص مساحات ك «دروة» داخل الكلية لإطلاق الذخيرة الحية. ما قدمته الشرطة خلال الشهر الأخير من هذا العام وبعملية حسابية نجده غير مسبوق ويتناسب وحجم مطلوبات المرحلة القادمة، وأهم ما يميز العناصر الشرطية الجديدة أنه قد تم اختيارها وفق معايير يتبعون خلالها ما تمليه المواقف المختلفة، مع ترسيخ مفاهيم ومبادئ وسياسات وتكتيكات وتقنيات لضمان الكفاءة والمهنية. أفق قبل الأخير الشرطة الآن انطلقت لتحمي الدين والنفس والمال والعرض، والقادمون لصفوفها المتراصة باعوا أرواحهم لبارئها يوم ارتدائهم دمورية التدريب، إلا أنها ورغم ذلك تبحث عمن يحمي ظهرها بقانون يبسط الهيبة ويشيع الطمأنينة بين منسوبها. أفق أخير لا يستقيم محاكمة جندي ل «ست عرقي».