الاستقلال مناسبة تاريخية عظيمة يجب الاحتفال بها لتشعر بهذه العظمة الاجيال المتلاحقة في كل مكان وزمان.. وليعيشوا حقيقتها كيف كانت وكيف تحققت ومن هم الذين جاءوا بها. ولأن الناس سكتوا عنها زمنا كادت تنمحي ذكراها وتنطمس الا عند الذين حضروها وعاشوا نضالها.. او من حضروا درجات الاحتفال العالية بها.. فقد كانت مناسبة تستمر اياماً تشتمل على العديد من البرامج الوطنية التي تلهب الحماس في نفوس المواطنين جميعاًً.. ونحتاج إلى أن نحتفل بهذه المناسبة باستمرار دون أن نفوت عاماً مهما كانت الظروف، لأنه يعني لنا معاني كثيرة قد لا يراها البعض بهذه الدرجة لغياب الاحتفال بها بما يليق بعظمتها. قبل فترة ناقشت موضوع الاحتفال بهذه المناسبة وقلت في «الوهج» يومها يجب ان نكثف الاحتفالات بها، وان تكون احتفالاتنا عبر كل الاجهزة الاعلامية بدايةً بالصحف والفضائيات وكل المواقع الاثيرية.. وأن تذهب الاحتفالات الى صناعة الأعلام بالوانها الحقيقية وتوزيعها على الشعب مجاناً بالطائرات المروحية، وان ترفع على اركان المنازل والعمارات والمؤسسات الحكومية ودواوين الدولة. والأجهزة الإعلامية عليها بالاناشيد الوطنية.. والاغاني التي ترفع درجة وعظمة المناسبة.. ولا بد من استضافة الشخصيات الوطنية للحديث عن كيف صار السودان حراً طليقاً من قبضة المستعمر.. ولا بد ان يعرف وتعرف الاجيال من هم الذين استعمروا السودان، ولماذا وكم ظل هذا الاستعمار جاثماً على صدر الوطن يفعل ما يشاء. ومهم جداً ان تعرف الاجيال من هم الذين حرروا السودان من هذا الكابوس، وكيف كانت الوسيلة الناجعة في ذلك. الذي يفرح حقيقة أن الحكومة هذا العام بدأت جادة جداً في هذا الأمر.. وخاصة ولاية الخرطوم التي بدأت بذات الفكرة.. ومهم جداً ان تواكب هذه الاحتفالات الكثير من افتتاح المنشآت الجديدة والمشروعات التنموية الجديدة التي تزيد درجات الفرح بعظمة المناسبة ويدخل نفوس الناس احساس ان السودان تقدم وتطور عقب ان نال استقلاله، وانه يسير من تطور الى تطور آخر. لا بد في هذه الاحتفالات ان يحدث الانفصال والفصل بين احتفالات رأس السنة واحتفالات الاستقلال.. الآن ينتظر الشباب بفارغ الصبر احتفالات رأس السنة ولا يتذكرون مناسبة عيد الاستقلال، وهي للأسف التي تهمنا وتعنينا. من هذا العام بإذن الله نبدأ إعادة عظمة الاحتفال بهذه المناسبة بصورة تختلف عن كل السنوات الماضية. وليس صعباً أن نعيد لهذه المناسبة مجدها وعظمتها بإذن الله هذا العام.. وهي الفرصة الطيبة جداً التي يلتف السودانيون جميعهم حولها، متناسيين مناسبة رأس السنة التي تتزامن معها، ولا بد من الفصل كما قلت بينهما. كل عام والسودان بخير وشعبه الطيب أكثر رفعةً ومنعةً ورزقاً ورخاءً وسعادة واستقراراً، ولا بد أن تنداح هذه الاحتفالات إلى الولايات وتأخذ وضعها الطبيعي، وأن تعم الاحتفالات كل أركان السودان. إنها دعوة حقة لإعادة أعلى درجات حب الوطن ورفع الروح الوطنية وسط الشباب.. وكل عام وأنتم بخير.