[email protected] على مدى سنوات إغترابنا الطويلة ظللنا نسعى جاهدين لتكريس المعاني الوطنية في عقول إبنائنا وبناتنا الذين كتب لهم المولى أن يروا النور بعيداً عن شمس الوطن العزيز..! فمن خلال أندية الجاليات و أماكن تجمعاتنا نحتفل كل عام بذكرى الإستقلال وإن لم يكن في نفس اليوم.. ننشد معهم للوطن ونذكرهم بمحطات النضال الوطنية التي تدرجت بانسان السودان الى أن رفع قادته العلم الوطني في اول يناير من عام 1956 بعد أن أنزلوا علمي الحكم الثنائي البريطاني المصري .. وننوه لهم بان الإعلان الحقيقي للإستقلال كان في التاسع عشر من ديسمبر 1955 حينما فاجأ الرئيس إسماعيل الأزهري العالم بذلك الأمر وبتوافق فريد من الأحزاب الأخرى من داخل قبة البرلمان ! ياترى كم من شبابنا اليوم داخل الوطن يقفون عند أول يناير باعتباره يوم إستقلال الوطن وليس هو رأس السنة الذي يعدون أنفسهم له قبل أيام بالسؤال التقليدي.. ( أين تروس هذا العام يا فردة ) وكم هي البيوت التي ترفع العلم ..قديمه وجديده ..باستثناء منزل الزعيم الأزهري في قلب أم درمان عاصمة الوطن الأولى ! أو قصر الرئاسة في الخرطوم العاصمة الحالية ..بل و قليل من الأعواد هي التي تحمل تلك الراية فوق هامات بعض الوزارات والدوائر الرسمية كمظهر روتيني ليس إلا ! مرت هذا العام الذكرى الثانية والأربعون للعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر الجاري .. مظاهر الزينة أنارت البلاد كلها قبل شهر من المناسبة ولا زالت متقدة لمدة شهر بعدها توحي وكأنها فرحة الذكرى الأولي ..! كل البيوت ترفع العلم الوطني ..الأطفال في المدارس رسومه داخل خلايا العقول قبل الخدود الغضة.. السيارات إكتست به متلونا ًعلى صفحات أجسادها وتمددت فيها الي جانبه صور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد مؤسس الدولة وقادة الوطن ، بل و حفزت الجهات الرسمية الشباب بجوائز ينالها من يتفوقون في تلك الزينة ..فتنافس المتنافسون ! بالطبع لن نقول يجب أن نعود الى 19 ديسمبر لنفصل عيدنا عن عيد رأس السنة الطاغي في كل عام ولن ننادي بلجم حريات الآخرين في الإحتفال بوداع عام و استقبال آخر ..لكننا لابد من أن نوسع مساحات العلم والوانه ومعانيه في عيون وعقول الأجيال الجديدة بدءاً بزيادة الجرعة الوطنية في البيوت والمدارس والإعلام..! فأول يناير ليس هو يوم الإستقلال فقط بالنسبة للسودان وأهله ..بل هو تاريخ ميلاد كل الأجيال القديمة في شهادات التسنين وجوازات السفر..الى درجة ظن معها موظو مطارات العالم أن السودانين هم أكثر الشعوب وطنية بإعتبار أنهم يتيمنون بيوم أستقلالهم فينسبون ميلادهم اليه ! فهل نثبت لهم هذه الحقيقة بنحت هذا الشعور في وجدادننا ولا نكتفي بكتابته بالحبر فقط على الوثائق ! ودمت يا وطن.. حراً مستقلاً..وكل عام والسودان وأهله ..بخير ..رغم كل المحن و صراعات الإحن !