الحلقة الثانية من حلقات: «وقفات مع مجازفات» تنشر يوم غدٍ إن شاء الله تعالى، ولقرب ليلة رأس السنة الميلادية أضع بين يدي القراء هذا المقال: اقتربت ليلة رأس السنة، وقد ارتبطت هذه الليلة بالفوضى والفجور والفواحش والتفلّت الأخلاقي، وهزيمة كثير من الشباب والفتيات أمام الشياطين الإنسية والجنية وأمام أهواء أنفسهم.. ومع أن العام الماضي كان أفضل من العام الذي سبقه بفضل الله ولطفه أولاً ثم بالتوعية الكبيرة والتحذير من الانحراف العقدي والأخلاقي الذي يكون في هذه الله، ونتوقع أن هذا العام سيكون خيراً من الأعوام التي قبله حيث عمّت التوعية بتحريم الاحتفال بأعياد النصارى ومشاركتهم فيها، وتم توضيح مناقضة ذلك للإيمان ومخالفته لتعاليم الإسلام .. ويجتهد كثيرٌ من الناصحين والناصحات للتوجيه والإرشاد لينأى الناس عامة والشباب والفتيات عن الوقوع في الشباك التي ينصبها بعض من يريد أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا. للأسف فإن ليلة رأس السنة باتت من الليالي التي تزعج الصالحين ومن همهم الإصلاح، ففيها تنتهك الأعراض ويتلاعب بها، ويعم الفساد ويكثر شرب الخمر وتعاطي المخدرات، ومن د. الجميعابي عندما صرّح في إحدى وسائل الإعلام الرسمية أن أعداد اللقطاء تكثر في شهر سبتمبر إذ يكثر الحمل السفاح والزنا في ليلة رأس السنة الميلادية .. وإنا لله وإنا إليه راجعون. قرأت سابقاً التقرير الميداني الذي أعده الزميل بهذه الصحيفة الأخ الأستاذ علي الصادق البصير والذي كان عنوانه: «رأس السنة الخرطوم عاصمة مجنونة».. ورأيت أن تنبيهي لاجتناب موبقات هذه الليلة وتحذير أولياء أمور الفتيات والشباب وتذكير المدرسين والموجهين وأئمة المساجد في المجتمع يساعد فيه أن أقتبس بعض ما ورد في تقرير الأخ الأستاذ البصير والذي ورد فيه: «دقت شارة الوقت للثانية عشرة تماماً وتحول سماء الخرطوم لمشهد أشبه بافتتاح ملاعب الأولمبياد، وفي تمام الساعة 12:01 تماماً تم تدوين أول بلاغ 1/2013 بقسم كرري يفيد بضبط حافلة تحمل «915» كرستالة «عرقي» معبأة ومجهزة للتوزيع، وتم ضبط المتهمين واتخاذ الإجراءات الجنائية ضدهم، بينما سجل قسم امتداد الدرجة الأولى في تلك اللحظات ورغم الخيمة أول بلاغ له وكان بلاغ سكر. إلا أن وسط الخرطوم لم يخلُ من مشاهد سالبة وغريبة، فقد أوقفت سلطات أمن المجتمع حفلتين واحدة كانت بصالة في ناد شهير ويحييها فنان كبير وحضورها حوالى عشرين فتاة وعشرين ولداً لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين سنة، وقد كتمت الصالة برائحة الحشيش والفجور والسفور والخلاعة. أما الحفلة الثانية فقد تم إيقافها وهي مقامة بفندق شهير وراقٍ، حيث اتضح أن الفنان الذي يقيم الحفل أمريكي الجنسية، وتم استدعاء صاحب الفندق وإيقاف الحفل لذات الأسباب، وهي عدم الالتزام باشتراطات التصديق. شعبة الشقق المفروشة بولاية الخرطوم عممت تحذيرات وتنويهات صارمة وواضحة، إلا أن «27» فتاة وسبعة أولاد تم ضبطهم في ليلة رأس السنة في شقة غير مفروشة، وتم ضبطهم في أوضاع مخلة ومعظم الفتيات في حالات سكر شديد، كما تم العثور على كميات من الويسكي والعرقي بحوزة الشباب وتم اقتيادهم للقسم، وفتحت في مواجهتهم بلاغات سكر وأعمال فاضحة. وأثناء تحرك قوة الطوف الليلي بدائرة اختصاص القسم الشرقي الخرطوم تم الاشتباه في عربة حافلة «استايركس» بها شخصان، فتم إيقافها ليقوم أحدهما بالهروب من العربة. وعند تفتيش العربة تم العثور على عدد «156» زجاجة ويسكي، وتم القبض على المتهم الآخر وفتح بلاغ تحت المادة 79ق. ج بالقسم الشرقي. وفي صباح اليوم التالي تم ضبط شقة بحي الزهور استأجرها ثلاثة شباب.. وكان بحوزتهم عدد من زجاجات الويسكي والعرقي، وبعد غياب عقولهم استدرجوا طفلاً عمره «13» عاماً وتناوب اثنان في اغتصابه بعنف، وبعد ضبطهم تمت مواجهتهم بلاغات تتعلق بالسكر بينما تمت إحالة بلاغ الطفل للجهة المختصة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم». هذا بعض ما ورد في تقرير الأخ البصير في ليلة رأس السنة من العام قبل الماضي، وهو يحكي عن جولته هو فقط، وبلا شك فإن أعمالاً شبيهة في أماكن أخرى ضبطت وأعمالاً لم تكشف!! هذا هو حصاد رأس السنة وحفلاتها، فوضى أخلاقية وفواحش وانتهاك للأعراض وكبائر ومخدرات، وقبل ذلك خلل خلل عقدي!! فهل بعد هذا نسأل عن أسباب المصائب والبلايا التي تحيط بمجتمعنا وعن غلاء الأسعار وفساد الأحوال؟!! إذا علمنا عن انتشار كلاب أصيبت بالسَعَرٌ .. أو سمعنا نبأ انتشار أمراض معدية فتاكة، أو بلغنا خبر قطاع طرق يصولون ويجولون في الشوارع.. أو ما أشبه ذلك .. هل سنترك أبناءنا وبناتنا يخرجون لمواجهة تلك الأمراض أو أولئك الأعداء أو تلك الحيوانات ؟!! وأن خروجهم في ليلة رأس السنة لوقوعهم صيداً في شباك أعداء الفضيلة والمروءة والأخلاق لهو أشد خطراً، وأعظم ضرراً من ذلك .. وما أكثر من وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. فليقم كل من ولّاه الله مسؤولية في أداء ما وجب عليه، فإن السؤال عنها عظيماً عند الله تعالى، وإن تضييع الأمانات من أسباب الخزي في العاجل والآجل.. وليمسك كل ربّ أسرة أبناءه وفتياته وليمنعهم من الخروج في حفلات هذه الليلة، فلنقاطع ليلة رأس السنة وحفلاتها المشؤومة وخزاياها وموبقاتها المعلومة.