كان يوم أمس يوماً تاريخياً لأهل الفنون والمسرح، حيث كانت الانطلاقة الأولى للتسجيل لنيل رخصة ممارسة المهن الموسيقية والمسرحية، وذلك بمقر المجلس بمدينة المهندسين بأم درمان، المجلس الذي شهد مؤتمر التدشين بوقت ليس بعيداً في أواخر نوفمبر الماضي.. ومنذ الأمس وعلى مدى ستة أشهر قادمة يستمر التسجيل لنيل قيد المهن الموسيقية والمسرحية. وبحضور كثيف للوسط الإبداعي وحضور نائب رئيس المجلس الأستاذ صلاح مصطفى والأمين العام الأستاذ عبد القادر سالم، شرف يوم الافتتاح الوزير كمال عبد اللطيف وزير تنمية الموارد البشرية والمشرف على المجلس والمجالس المهنية المتخصصة. وخاطب السيد الوزير حضور المبدعين مهنئاً ومبلغاً تحايا السيد رئيس الجمهورية الذي كلفه مباشرة للقاء المبدعين في هذا اليوم وفي مقرهم، ومشاركتهم اليوم التاريخي الموافق الخامس من ديسمبر ليكون يوم عيد للمبدعين السودانيين يباهون به الدنيا بإبداعاتهم. وتحدث الوزير عن تميز المبدع السوداني في كل المجالات.. المسرح والموسيقى والفن وكذلك الشعر والادب. وضرب مثلاً بروعة شعر الحقيبة وشعر البنا وعبد الرحمن الريح وأبو آمنة حامد ورائعته «سال من شعرها الذهب»، وفي الغناء يصدح فينا ابن الثمانين منا بصوت ابن العشرين ودون استخدام لظاهرة «البليي باك» التي يستخدمها الآخرون لضعف حنجراتهم واصواتهم.. وذكر أيضا أننا شعب موهوب بالفطرة، لذلك تجدنا مبدعين في الشعر والتلحين والموسيقى والمسرح وفي السياسة وفي الثورات ايضاً. وختم بالدعاء بالرحمة لمن رحل من المبدعين، ولمن هم معنا بدوام الصحة والإبداع. وتحدث في الاحتفالية الأستاذ علي مهدي رئيس المجلس، معدداً دور الفن في الإصلاح الاجتماعي، وأهمية تلك القدرات التي استطاعت أن تجعل للفن مكانة بالغة الأهمية في يومنا هذا، وقال إن هذا اليوم بدأت فيه أولى إجراءات إنفاذ قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية لسنة 2010م. وشكر الوزير كمال عبد اللطيف الذي استطاع أن يدفع بالمشروع للأمام ليصبح حقيقة. وقال إن صدور القانون يمثل أعلى درجات الاعتراف الرسمي بجهود المبدعين بعد أن كان الاعتراف اجتماعياً، حيث تحقق اليوم الاحتراف والاعتراف الرسمي، وبذلك يكون المبدع السوداني قد انتقل إلى مرحلة جديدة. الجدير بالذكر أنه تم تقديم شهادات قيد للرواد الذين تجاوزت سنين تجربتهم الإبداعية أربعين سنة، تقديراً وعرفانا بدورهم، واستمراراً لما هو متفق عليه بأن يفتح الباب لشباب الفنون المسرحية والفنية، وقال إن المجلس أكثر حرصاً على هؤلاء الشباب ليمارسوا الفنون في أجواء طيبة وصحية. وقد تقدم الفنان الشاب خالد الصحافة، وكان أول من حضر وسجل في اليوم الأول.