ظاهرة تسود في المجتمع السوداني وترهق العائلات ولكنها مع ذلك تمارس طقوسها ولو على حساب احتياجاتهم وما هو مهم، ذلك خوفًا من عصا التقاليد، هذه الطقوس تجدها في الأفراح والمناسبات المختلفة حتى في شهر رمضان العظيم حيث إن «موية رمضان» تحوي كل مستلزمات هذا الشهر وما يزيد بتفنن الأسر المقتدرة في الذي يقدم.. «تقاسيم» أجرت استطلاعًا مطولاً حول هذا الموضوع فإلى الإفادات: تقدير وفال الحاجة رابحة النور قالت: موية رمضان تشمل الأواني المنزلية وبعض الأغراض الأخرى التي تقدمها أسرة البنت لأسرة الولد كهدية للنسابة وتعتبر بمثابة تقدير وفال، وتضيف رابحة ابني تزوج منذ أكثر من أربع سنوات ومع ذلك ما زال «نسابته» قبل أيام من شهر رمضان يرسلون لي موية رمضان رغم أن زوجي تحدّث إليهم رافضًا وشاكرًا لهم. الأواني المنزلية وتحدثت إلينا الخالة نادية علي التي قالت: إن موية رمضان مكلفة جدًا وأثقلت كاهل بعض الأسر التي تتكفل بها لأسرة أهل الولد وتحتوي علي الآبري والرقاق، بالإضافة إلى الأواني المنزلية.. وقالت نادية: إن شراء هذه الأشياء غالٍ ومكلف ويكون ذلك فوق طاقة الأسر، وأضافت أنه في عدم استطاعة البعض تجهيز موية رمضان يعتبر البعض ذلك تقصيراً في حق الأسرة تجاه أسرة أهل العريس التي تقدم لهم هذه الموية وأكثر من ذلك. سوق القضارف أما الحاجة التومة خميس وهي تقطن مدينة القضارف، فقالت في هذا الخصوص إنها تذهب إلى سوق القضارف لأربعة أيام متتالية حتى تشتري الأواني المنزلية والبهارات لإرسالها إلى نسابة ابنتها وذلك حتى «لا تطول ألسنتهم»، وأضافت: أنها تريد أن تستر حال ابنتها من القيل والقال، علمًا أنها إذا لم تجهز موية رمضان غالبًا ما تحدث مشكلة بسبب الأشياء الزائفة وتوضح أنها تعاني كثيرًا من ارتفاع الأسعار. موروثات ثقافية فيما أكدت بخيتة فضل «ربة منزل» أن موية رمضان طقوس متوارثة من الحبوبات وظلت موجودة إلى يومنا هذا، حيث تخلى عنها البعض وتمسك بها البعض الآخر من الأسر السودانية، وقالت: أنا لا أراها موروثات سيئة بقدر ما أراها جزء من موروثنا الثقافي الأصيل وهذا ضروري. تُرعب الأسر هذا ما أكدته إحدى الشابات المخطوبات في حديثها، حيث إن أسرتها عانت الكثير من أجل توفير مستلزمات موية رمضان إرضاءً لأم عريسها المرتقب فهذه الموروثات ترعب الأسر فلا تستطيع الهروب.