جرت العادة في السودان عندما يخطب شاب فتاة، يقدم لها الهدايا التي تتمثل في جلب الدبلة للمخطوبة وبعض العطور والكريمات والملابس، وإذا أمكن (طقم ذهب)، كما تقدم أسرة المخطوبة كذلك بعض الهدايا المقترنة بشهر رمضان، حيث تجهز والدة الفتاة المخطوبة جميع مستلزمات شهر رمضان بما فيها (العدة) التي سميت ب(موية رمضان) وتختلف كذلك من أسرة إلى أخرى على حسب الظرف المادي لتلك الأسر، فهنالك أسر ميسورة الحال تقدم لأم العريس كل ما هو غال ونفيس وأيضاً اسر متوسطة الحال تجتهد لإرضاء ام العريس.. وتصبح هذه الهدايا متبادلة بينهما الى ان يتوج المخطوبان بالزواج.. لكن في ظل الظروف الاقتصادية الأخيرة التي استدعت شد الاحزمة على البطون ودعت الى التقشف هل ما زالت الأمهات متمسكات بعادة (موية رمضان)؟ وما هي المعايير (الجديدة) التي تجهز بها (موية رمضان) وما هي الاصناف التي تحتوي عليها؟ حلو مر: بداية تحدثت الينا المواطنة عواطف عوض السيد وقالت إن موية رمضان هي عادة قديمة توارثتها الأمهات من الحبوبات عبر الأزمان، لكن نجدها في السابق كانت تغلب عليها البساطة في المحتوى والشكل وكانت عبارة عن (حلو مر) و(ورقاق) وقليل من الأواني المنزلية البسيطة التي تتطلبها مائدة الإفطار في رمضان, وأضافت: اصبحت موية رمضان هذه الايام عبارة عن نوع من التباهي و(الفشخرة والبوبار).. اذ اصبحت مكلفة جداً.. وفي رأيها انه بوضع الظروف الاقتصادية الراهنة يجب ان تتفهم كل الاسر هذا الظرف، بغض النظر عن إمكانياتها المادية سواء كانت تستطيع أن توفر هذه (الموية) لأهل العريس. معايرة وكدا: أما الموظفة سهام حسن فقالت إن هذه العادة اصبحت متجذرة فى المجتمع السوداني واضافت بعض الناس يتحدث عن ضرورة القضاء عليها لكن هذا الامر يتطلب فترة طويلة لان النساء يفعلن الممكن والمستحيل ل تجهيزها، وقالت: فى كل عام يضاف اليها شيء جديد حتى دخلها (الكولر والمكيف) وغيره من الأجهزة الكهربائية, ومن ناحية النسابة قالت سهام إنهم (يُعيرون) زوجة الابن التى لم تقدم هذه الهدية لهم.. وهذا ما يدعو والدة العروس لفعل المستحيل من اجل ان توفر الاوانى المنزلية الفخيمة وكل ما تحتاجه ام الزوج فى شهر رمضان. ديون متلتلة: وأشارت الحاجة (بخيتة عمر) الى ان التجار يتعاملون بالدين لعلمهم المسبق ان النساء فى هذه الفترة يجهزون هدية النسابة (موية رمضان) لانهم يعرفون الظروف الاقتصادية التى تمر بها الاسر..واضافت: (والله موية رمضان دي الديون البتراكما علينا خلوها ساااكت)! جميلة ولكن من جانبها ترى ربة المنزل سمية حامد ان (موية رمضان) عادة جميله تقدمها ام العروس الى ام العريس اكراماً وتقديراً لها، عندما كانت الظروف الاقتصادية متيسرة وايضاً متطلبات الحياة بسيطة ولكن في الفترة الاخيرة اخذت طابعا آخر واصبحت مصدراً للبوبار اذ باتت تحتوي على اجهزة كهربائية واوان منزلية باهظة الثمن ومواد تموينية, واضافت: على الرغم من ان هذه العادة جميلة وتميز السودانيين وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة سوف تجبر العديد من الاسر على التخلي عنها. السوداني