مصير مجهول وترقب وضبابية في رؤية المستقبل وغيرها من الصفات التي تجسد واقع حال خريجي كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان.. ومن خلال معارض الخريجين التي درجت إدارة الجامعة على اقامتها سنويًا يتضح جليًا من خلال الاعمال التي عرضها الطلاب، فاتسمت اعمالهم بالرفض وعدم الرضا بهذا الواقع الذي فُرض عليهم. مع تكاثر الوعود التي يطلقها المسؤولون في كل مناسبة حول انشاء صالة عرض وطنية بجانب التوظيف واتاحة فرص العمل للخريج اضافة الى توفير مشاريع الاستقرار وتقديم اعمالهم الى الخارج. الدفعة 65 الوعود تتكرر في الاسبوع الماضي قام وزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله القريش بقص شريط معارض خريجي البكارليوس الدفعة 65 وسط حضور من المهتمين والتشكيليين واعلن السموأل بأن الوزارة ستقدم حوافز وجوائز للاوائل في كافة أقسام الكلية لهذا العام والاعوام المقبلة، كما وعد بتعريف المجتمع باعمال الخريجين واتاحة المجال للتعريف باعمالهم، وقطع بإقامة معرض فرادي لكل الخريجين.. واكد على تمويل كل المعارض التشكيلية التي يتقدم بها الطلاب والخريجون وطرح الوزير مشروع توثيق كلية للرواد: الصلحي، احمد عبد العال، شبرين وغيرهم من الرواد التشكيليين الذين اثروا الحياة السودانية.. فيما باهى البروفيسور أحمد الطيب أحمد مدير الجامعة بالكلية، وقال انها تمثل السودان خارجيًا مشيرًا انهم سفراء الجمال بالخارج.. وكشف عن تزايد أعداد الدخول الى الكلية وتحظى بقبول لدى الطلاب.. اما عميد الكلية الدكتور عمر محمد الحسن درمة فقد جدد دعم الطلاب بالتحصيل الاكاديمي وتوفير بيئة ملائمة للطلاب واشار الى ان الفن التشكيلي شهد عافية أكثر من ذي قبل موضحًا ان كلية الفنون تعد من أقدم كليات الجامعة وتم تطوير مناهجها ثلاث مرات خلال السنوات العشر الأخيرة، وقال: ستكون منبعاً لحملة الفكر والثقافة والفنون. تفاؤل وقلق!! اذًا ليس هنالك جديد.. ففي كل عام يطل المسؤولون بهذا الحديث وان رجعنا بالذاكرة قليلاً الى الوراء فسنجد انها نفس الوعود التي اطلقها الوزراء في مثل هذه المحافل ما اصاب الخرجين بالتضجر والسخط على القائمين بأمر الثقافة والمهتمين بهذه القبيلة كالاتحاد العام للتشكيليين السودانيين الذي لم يخفِ قلقه تجاه مستقبل الخريجين بصورة عامة والفن التشكيلي بصورة خاصة حيث رسم رئيس اتحاد التشكيليين الأستاذ عبد الرحمن مدني في حديثه ل«نجوع» صورة قاتمة لهؤلاء الخريجين رغم انه ابدى بعض التفاؤل بإعادة الثقة في وزير الثقافة الاستاذ السموأل خلف الله. وكشفت جولة ميدانية ل«نجوع» داخل اروقة المعارض التي قسمت على حسب الأقسام حيث وصل عدد الخريجين الى 119 خريجًا. فتبين ل«نجوع» مدى الإحباط الذي أصاب الطلاب وهذا ما تم عكسه في مضمون اللوحات.. والتقت «نجوع» بطالب فضل حجب اسمه حيث ابدى استاءه من الوضع، وقال انهم اقدموا على هذه المعارض رغم ممانعتهم في بداية الامر من المشاركة. خروج مهما يكن من امر فستظل ازمة طلاب كلية الفنون قائمة الى ان تقوم الدولة بوضع حلول ناجعة وجريئة لها ففي الوقت الذي تشهد فيه البلاد استشرافًا بعهد جديد للثقافة نجد أن قبيلة التشكيل تعاني من عدة اشكالات أولها مصير طلاب الفنون وإنشاء صالة العرض الوطنية وهنا مكمن خوف الطلاب الذين لا يدرون بأن أعماله هذه ستعرض مرة أخرى أم سيقبرها الزمان كما سبق لمن قبله من الخريجين؟!