حينما ينشد الموسيقار محمد وردي رائعته راية الاستقلال فإن كل من يستمع لها يتحرك وجدانه لقوة كلماتها وروعة لحنها خاصة حينما يقول: وليذكر التاريخ أبطالاً لنا عبد اللطيف وصحبه غرسوا النواة الطاهرة ونفوسهم فاضت حماسًا كالبحار الزاخرة فهذه الكلمات وغيرها تؤكد شراسة وبسالة المقاتل السوداني منذ تكوين الجيش السوداني في فترة مملكة كوش، ثم تطور في العام 1955 وعُرف حينها باسم قوات دفاع السودان ثم تحولت بعد استقلال السودان إلى قوات الشعب المسلحة، فارتبط التسليح بالشعب، وكيف لا يرتبط وجنود هذه القوات يدافعون عن كل شبر في أرض الوطن حماية للأرض والعرض، وكيف لا يرتبط التسليح بالشعب وقواد هذه المؤسسة وجنودها هم من قلب هذا الشعب الذي عُرف ببسالته وقوته وكذلك الحال عند جيشه ولا تعود قوة الجيش السوداني إلى تفوقِ تكنولوجي بل إلى عقيدته القتالية الفريدة وخبرته النادرة فقد ظل الجيش في وضعية قتالية منذ «الحرب العالمية الثانية» وإلى أمسِ قريب، وبالرغم من أن الحرب أمر كريه إلا أن استدامتها تنشئ خبرة تراكمية عالية جداً وهذا ما لم يتوفر لجيوش أخرى، وهذه الخبرة التراكمية جعلت قواتنا المسلحة تحقِّق الانتصار تلو الآخر في كافة الجبهات القتالية، مما يستوجب الوقوف إجلالاً لها وتحية من كل أهل السودان كأقل تقدير لما يقدمه جنودها البواسل. ويعد الجيش السوداني من أميز الجيوش في المنطقة حيث شارك في معارك في المكسيك وذلك عندما كان السودان محتلاً من قبل بريطانيا، وقد شارك في عدة عمليات خارجية وداخلية أثبت خلالها قوة وكفاءة وتميزًا، ومن أهمها دحر الإيطاليين من مدينة كسلا في شرق البلاد، ذلك الانتصار الذي ألهم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل وجعله يعدل عن الاستسلام للألمان كما صرح بذلك لاحقًا. وشارك في عمليات تحرير سيناء في العام 1973م من العدو الصهيوني كما اشترك أيضًا في الحرب ضد إسرائيل انطلاقًا من جنوب لبنان وكان جزءاً من قوات الردع العربية في جنوب لبنان، واليوم فليقف جميع أفراد الشعب السوداني دقيقة وفاء لأهل العطاء من هؤلاء الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة السودان، ولنقل لهم شكرًا على ما قدمتموه من أجلنا حفاظاً على عزة وكرامة الوطن.