وقف السودانيون في ربوع الوطن.. قراه وبواديه.. ريفه وحضره منتصف نهار الأربعاء 14 ديسمبر وقفة حيوا خلالها قواتهم المسلحة تقديراً وعرفاناً للدور الكبير الذي تضطلع به من أجل الحفاظ علي أمن وإستقرار البلاد، والزود عن الأرض والعرض وتقديم دمائهم وأرواحهم فداءًا لهذا الوطن. شكراً جنود الوطن.. قالها أهل السودان بقبائلهم وأعراقهم، وفئاتهم طلاباً وشباباً وعمالاً، وإتحاداتهم الفئوية ومنظمات المجتمع المدنى شكرا جنود الوطن جاءت من المواطن السوداني صادقة من القلب، إيماناً منه بأن القوات المسلحة هي التي ترد الأمور الي نصابها، ويتركز نهجها علي القضايا التي تجمع ولا ُتفرق، وتأتي القيم الإنسانية العليا والتي تشمل العدل والمساواة وحب الخير للآخرين والتضحية والإيثار والفداء والتحمل في سبيل إسعاد الاخرين في مقدمتها. كيف لا والقوات المسلحة وهى تنطلق فى أداء واجبها من قيم نُصرة المجتمع، وتحقيق المساواة والإخاء ونبذ الضيم والظلم، وتُمثل بوتقة التعايش بين أبناء الوطن بقبائله المتعددة وأعراقها وأعرافها وتقاليدها وآدابها وعقائدها المختلفة فى قومية يحميها من الإنزلاق فيما يعترى الحياة المدنية والأوساط السياسية من مزالق. تُعتبرالقوات المسلحة اول مؤسسة تمت سودنتها بعد الإستقلال وكان لها القدح المعلي في الدفع نحو تحرير البلاد من المستعمر، لتتواصل مسيرتها بعد ذلك وهي تمثل رأس الرمح في المحافظة علي وحدة البلاد عبر مجاهدتها وتكمن قوة الجيش السوداني ليس فقط في تفوقه العسكري، بل في عقيدته القتالية الفريدة، وخبرته.. حيث ظلت القوات المسلحة في وضعية قتالية منذ الحرب العالمية الثانية والي الأمس القريب. مما وفر لها خبرة قتالية تراكمية عالية بما لاتتوفر لجيوش أُخري، وقد أهلت هذه الخبرة الجيش السودانى لأن يكون من أميز الجيوش في المنطقة.. لا غرو فقد شارك إبان الحرب العالمية الثانية في معارك عدة، وفي عدد من العمليات الخارجية خلال الإحتلال البريطاني، ودحر الإيطاليين من شرق البلاد، وشارك بفعالية في حرب 1973، وضد الغزو الصهيوني إنطلاقا من جنوب لبنان، وشارك في قوات الردع العربية. عطفاً علي الحرب الأهلية في جنوب السودان التي استمرت منذ أغسطس 1955حتي 2005م. قواتنا المسلحة يتميز أفرادها بالشراسة والبسالة، والفراسة والفداء والتضحية. ويفضلون الإستشهاد في سبيل أداء واجبهم حمايًةً للدين والعرض.. ويشهد التاريخ للجندي السوداني عزيمته وإصراره، ووقوفه أمام أصعب المخاطر والمواجهات.. والشاهد علي ذلك ما تشربه من مجاهدات وبطولات أسلافه أمثال علي عبد اللطيف وغيرهم من أبطال الوطن . وقد ظلت القوات المسلحة تمثل رأس الرمح في العمل الذي يرمي إلى المحافظة علي وحدة البلاد، كصانعة للإستقلال وحامية له وتواجة اليوم تحدي أن تظل كما عهدناها رأس الرمح في ترسيخ وحدة البلاد، وهي تستند الي قوة عسكرية ضخمة تتمثل في مصانع للمدرعات والآليات الثقيلة، ومصانع للأسلحة والذخيرة، وتتلقى وفق خطط علمية مدروسة جرعات تدريبية في كافة أنواع الأسلحة، وهو ما مكنها أن توفد أفرادها إلى مختلف الجيوش العربية في وظائف إستشارية وتدريبية نجحوا خلالها في خلق نظام عسكري صارم بتلك الدول. لم يقتصر دور القوات المسلحة على مهامها المنوط بها فى الدفاع عن الوطن والمواطن، والعرض والأرض.. بل إمتد إلى المساهمة فى شتى المجالات .. ويأتى إنشاء هيئة التصنيع الحربى عام 1993 لنقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة للإستفادة منها فى مجال الصناعات الحربية وتغطية إحتياجات البلاد، وتوسعها فى المجال الصناعى والمشاركة بصورة فعالة فى النهضة الصناعية والزراعية بالبلاد، عبر إنتاجها العديد من الصناعات المدنية الهامة خير دليل على ذلك. شكراً جنود الوطن.. وشكراً لذلك النفر الكريم بالهيئة الشعبية للتواصل الثقافى والإجتماعى.. أصحاب المبادرة وهم يمدون جسور التواصل بين مكونات المجتمع وتوثيق العادات والتقاليد الداعية للقيم الفاضلة، وتوعية الشباب وقطاعات المرأة والطلاب بثقافة السلام.