تختلف الآراء والحكايات والتجارب من شخص لآخر في الحياة الزوجية في كيفية التعامل مع الحماة فمنهم من يرى أنها صديقة حميمة ومنهم من يرى أنها امرأة تحب التسلط والجبروت، ولكن هنالك عوامل عديدة ساهمت في كسر هذه الصورة لتحل محلها علاقة احترام متبادل وفهم مكانها ودور كل طرف منهم من يعتبرها «أم وأخت» والبعض الآخر يتعامل معها على حسب المعاملة كان ل «البيت الكبير» وقفة على ذلك وأجرى استطلاعاً: في بداية الاستطلاع التقينا نسمة عمر «ربة منزل» التي حكت تجربتها عن علاقتها مع حماتها وتقول: إنها عندما ارتبطت بزوجها لم تضع حاجزًا بينها وبين والدته وأصبحت تعاملها مثل والدتها وواجهت صعوبة في مدى تقبل الأمر، ولكن اصراري على معاملتها باحترام وتقدير وعدم الدخول معها في مناقشات تزعجها جعلتها تتقبلني. وأضافت نسمة: إذا أصرت على رأيها تجدني اتفهمها ولا أحاول انتقادها وفي بداية أول سنتين من زواجنا لم تتغير معاملتي معها وظلت كما هي حتى الآن وقد مرت عشرة أعوام على زواجنا وأصبحت أمثل الابنة وزوجة الابن استطعت أن أكسب ثقتها بمرور الوقت وذلك من خلال فهم شخصيتها وإيجاد طريقة صحيحة للتعامل معها. ٭ خلود علي «موظفة» تقول: إنها تعامل حماتها كصديقة وأخت واتقبل منها الرأي وأحاول تصحيح الأخطاء بنفس هادئ ودائمًا أجمِّل من مظهرها أمام الناس وأحسن الاستماع حتى لو أنها اخفت بعض الحقائق وأجعل أبنائي يحبونها وأغرس في قلوبهم هذا الحب وأطلب من زوجي الاهتمام بها على حسب المقدرة وعندما يكون هنالك نقاش أحاول أن أوسع صدري لكي أكسبها صديقة. ٭ نسرين إدريس «ربة منزل» رأيها مخالف للآراء السابقة فهي التي شهدت مأساة حقيقية مع أسلوب لاذع من حماتها تقول: تعشق استفزازي وإثارة غضبي دائمًا ولكن بالمعاملة الحسنة والصبر أصبحت تعاملني بطريقة حسنة، وتضيف نسرين: أعرف أنها لا تحبني فقد كانت تفضل ابنة شقيقتها عروسًا لزوجي الذي اختارني ومن وقتها بدأت الحكاية فهي إن كانت لا تتدخل مباشرة في حياتي إلا أنها تعمل على جعلها غير سعيدة. إشراقة حمزة «ربة منزل» ترى أن الحموات أمهات ولكن تضافرت عوامل عديدة رسمت صورة ذهنية على الحماة أبرز سماتها القوة والجبروت والتسلط بسبب رفضها أي الحماة القادمة الجديدة أي زوجة الابن التي تنافسها على حسب اهتمام ابنها بها لكنها اختلفت ما بين الأمس واليوم. رأي اجتماعي تشير الأستاذة سلافة بسطاوي في حديثها قائلة: إن الحماة وأخوات الزوج وأم الزوج لها تقديس للعادات والتقاليد والثقافات بشكل عام وما لا يفهمونه أن هنالك أسرة جديدة تدخل حياتهم بدون تفاصيل وأن الحماة والنسيبة دائمًا ما يسيطران على الزوج أو الابن ويكون بذلك متقوقعاً تحت آرائهم ولا يكن لديه الخيار والانفراد برأيه وتحدث حرب شعواء إن أفصح مبيِّناً الاعتراض لهن ويفقد إتزانه بينهم والتغير الاجتماعي في الحياة هو أهم عنصر حدث فيه تعلم المرأة واستقلالها فالحماة في العصر الحالي باتت مشغولة بعملها وأصبحت صديقة لزوجة الابن ولم تعود هنالك حواجز بينهم.