أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن التحديات التي تواجه جنوب السودان هائلة، مشيرة إلى أن هناك فرصاً كبيرة لكن تواجهها بعض العقبات الصعبة. وقالت كلينتون في افتتاح المؤتمر الدولي الخاص بدولة الجنوب في واشنطون إن دولة جنوب السودان واحدة من الدول الأقل نمواً على وجه الأرض. ورأت أن الجنوب يواجه مهمة صعبة للعجز في مجالات الصحة والبنية التحتية والتعليم والحكم وسيادة القانون والتوترات العرقية والفقر المدقع وهشاشة المؤسسات. واعتبرت أنه رغم التوتر السائد حالياً بين السودان وجنوب السودان، فإن مستقبل البلدين مرتبط ارتباطاً وثيقاً، مشيرة إلى أن الدولة الجديدة ليس لديها أي منفذ إلى البحر، ونفطها المصدر يجب أن يمر عبر البنية التحتية الخاضعة لسيطرة السودان. واضافت: «ونحن نساعد جنوب السودان لوضع خطة لمستقبله، يجب أن نفكر مليَّاً في كيفية تقديم المساعدة لحكومة نامية». وقالت كلينتون: إن العمل الذي ينتظرنا ليس سريعاً ولا سهلاً». ودعت كلينتون دولة جنوب السودان إلى إدارة نفطها بشكل جيد، محذَّرة من أن النفط قد يشكل لعنة تؤثر سلباً على التنمية في الدولة الوليدة. وقالت: «إن النفط إما أن يساعد بلدكم على التخلص من الفقر أو تقعوا فريسة لعنة هذه الثروة الطبيعية». وأضافت: «إن هذه الثروة يمكن أن تضمن الثراء لحفنة صغيرة وكذلك للشركات والدول الأجنبية، في حين سيكون شعبكم بالكاد أفضل حالاً مما كان عليه». ومن ناحيته حث سلفا كير في خطابه أمام المؤتمر شركات النفط الأميركية على العودة إلى استئناف الاستثمار في قطاع الطاقة بجنوب السودان، بعدما رفعت الحكومة الأميركية العقوبات التي كانت مفروضة على الاستثمار الأميركي في قطاع النفط. وأضاف أن جنوب السودان عازم على أن يصبح جزيرة استقرار في إفريقيا. في غضون ذلك عقدت قيادة مشتركة لجيش تحرير جنوب السودان والجناح العسكري للحركة الديمقراطية اجتماعًا طارئًا لمناقشة مؤتمر الاستثمار الذي سيُعقد في العاصمة واشنطن حالياً، لفتح آفاق الاستثمار الأمريكي بدولة جنوب السودان. وأكد الثوار في بيان إعلامي أن دولة الجنوب بها جميع الموارد الطبيعية، وقال: يمكن لجنوب السودان أن تصبح جنة عدن في القرن الإفريقي إذا كان هنالك سلام وديمقراطية بيد أنه عبَّر عن أسفه أن الجنوب في الوقت الراهن ليس جنة عدن.. وكشف البيان أن قوات الثوار تتقدم باتجاه مدينة بانتيو بولاية الوحدة وأن الوضع الأمني على الأرض لا يناسب جذب أي استثمار إلى أن يتحرر كل جنوب السودان. وحذر البيان الشركات الأمريكية من الاندفاع نحو الجنوب، ودعا إلى التوخي والحذر باعتبار أن دولة الجنوب في حالة حرب الآن، وقال: لا يمكن لرجل أعمال أو شركة المخاطرة في منطقة الحرب بيد أن بيان الثوار أكد ترحيبهم بالشركات الأمريكية عقب زوال نظام الحكم بالجنوب، وأضاف: من الحكمة لأي مستثمر أن يفكر في دعوة سلفا كير له بالاستثمار قبل المجيء إلى الجنوب في وقت تهاجم فيه القوى الثورية المدن الرئيسية بالجنوب وأكد أن قواتهم قادرة على ضرب المدن في أي وقت. وجدد البيان تحذيراته للشركات الأمريكية بالبقاء بعيدًا عن دولة جنوب السودان في الوقت الراهن، وقال إن الوضع الأمني غير مواتٍ للاستثمار بالجنوب، وقال: أي رجل أعمال عاقل لن يستطيع استكشاف فرص الاستثمار في جو غير آمن ووسط الحروب القبلية والعنف الطائفي والإبادة الجماعية في مناطق المورلي وأخرى بالإضافة إلى وجود جيش الرب وعمليات الفساد المالي حيث أشار البيان إلى أن جنود الجيش الشعبي لم يتلقوا رواتبهم مما يدفعهم إلى عمليات الاختطاف. ودعا البيان الإدارة الأمريكية إلى التفكير بحكمة قبل اتخاذ أي قرار تجاري، وقال إن على دولة الجنوب أولاً أن تتحرر من أباطرة الفساد من قِبل الحركة الشعبية.