حسبما أتوقَّع فإن والي النيل الأبيض الأستاذ يوسف الشنبلي لن يعلن حكومته الجديدة قبل بداية 2012م والسبب المباشر في هذا أن السيد رئيس الجمهورية سيزور الولاية في الثالث من يناير المقبل للمشاركة في أعياد الشهيد، ولا توجد ضرورة وفق التقديرات العادية تجعل الشنبلي يعلن حكومة جديدة وهو سيستقبل رئيس الجمهورية بعد أيام.. والمعروف أن الحكومة الجديدة لها ترتيباتها المتعلقة بمخصصات الوزراء والمعتمدين الجدد من سيارات ومنازل. { الحكومة الجديدة للشنبلي كذلك ربما لا تلبي طموحات الشارع في كوستي وربك والقطينة وكثير من السياسيين المنتظرين على الرصيف في مقاعد الانتظار من أجل الاستوزار وهؤلاء أغلبهم من أنصار الوطني وهذا باختصار لأن الحكومة الجديدة لبحر أبيض ستنسحب عليها ظلال الحكومة الاتحادية ذات القاعدة العريضة غير أننا نتعشم أن لا تكون مخيبة للآمال كما الحكومة الاتحادية فقد جاءت بوجوه ضعيفة لا تمثل القاعدة الحزبية العريضة التي تشكلت منها الحكومة وهذا يستدعي السيد الوالي أن يكون صارمًا وأن لا يقبل من ترشيحات الأحزاب إلا ما يراه مناسبًا وتنطبق عليه معايير التوصيف للوظيفة الدستورية حتى لا تفقد الوظيفة الدستورية ما تبقّى لها من بريق بدخول كل من هب ودب للوزارة. صحيح أن الناس في بحر أبيض مشغولون بمَن سيدخل الحكومة ومَن سيخرج منها غير أن هذا الهم الذي سيطر حتى على الوزراء في الحكومة ينبغي ألا يشغل الولاية عن الترتيب الجديد لزيارة الرئيس. أجد نفسي أتساءل باستمرار لماذا يجتهد بعض السياسيين والوزراء في تعرية الحكومة وهم جزء منها كلما لاح في الأفق «بوادر حديث عن تغييرات في الحكومة» ولماذا سكت هؤلاء عن قضية كانت بمثابة الصداع المستديم لحكومة مثل حكومة النيل الأبيض ألا وهي قضية انتظام دفع المرتبات واستحقاقات المعاشيين. ولأننا لا نتخيّل أن يقدم الوالي مقترحات تفصيلية للمسؤولين نقترح عليه أن يأتي بأهل الاختصاص الذين نتوقع منهم شيئين أولهما تقديم برامج واضحة وتفصيلية تستوعب مشكلات الولاية كولاية زراعية من الدرجة الأولى فالسيد الوالى يعلم أن أولى الخطط الصحيحة هي تحديد البداية وما نرجوه هذه المرة والولاية على وشك أن تودع أعضاء الجهاز التنفيذي لحكومة ما بعد الانتخابات أن تؤسس الحكومة الجديدة لبداية صحيحة ترتكز على الاهتمام بالإنسان أولاً ثم محطات الأبحاث الزراعية فهذا فهم يقوم عليه اليوم كل العالم وهي إسهامات لا بد منها في إطار الجهد الممكن لحل المشكلات المزمنة. إذن بحر أبيض تستقبل بعد أيام قلائل تغيرات الشتاء شتاء نقطة الانطلاقة للسيد الوالي الشنبلي لرسم ملامح أساسية لفترة حكمه وأهل بحر أبيض يريدونها تغييرات ساخنة تستوعب تطلعاتهم وليست مجرد تنقلات وتبادل أدوار بين الفريق القديم المجرب.