الشعب جاع ويحترق.. والحياة المعيشية أصبحت لا تطاق والشعب يحترق والغلاء طاحن والشعب يحترق والأسعار في تصاعد مستمر تنبئ بشر مستطير والشعب يحترق والناس يتعذبون ضرائب وعوائد ورسوم في كل شيء والشعب يحترق. والمعارضة تضحك في سرور وتنتظر الانفجار الذي لن يحدث وسيطول انتظارها، ورغم كل هذه العذابات القاتلة لا نريد للإنقاذ بديلاً لأنها حققت إنجازات عظيمة في كل أنحاء السودان ولا نريد لها بديلاً لأن البديل جربناه على مدى خمسين عاماً وأوردنا المهالك وفشل نظامهم، والإنقاذ في النصف الأول من عمرها كانت قوية ومعطاءة، وبمرور الزمن برزت لها بثور وأشواك وظهر الفساد في البر والبحر ولا يزول ذلك إلا بتفعيل الدوائر الثلاث «المراجع العام» و«النائب العام» و«القضاء» لتنصلح المسيرة في الجمهورية الثانية، ونحن صابرون على البلاء والعذاب وصرنا من ناس «عذبني وتفنن في عذابي وعذبني وزد في عذابك» ونخشى على الإنقاذ أن تتمثل بالمثل القائل «اخدوهم بالصح وعيشوهم بالكضب» والآن الكضب كمل وضاق الخناق وإخوانا الحرامية منهم من يريد الابتعاد ليهضم ما بلعه وواحدين طامعين في المزيد وواحدين صابرين على جمر يهبه الريح وواحدين خايفين من المحاسبة والجزاء المهين ونحن صابرون إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً «ودوام الحال من المحال» والدنيا ما دوامة» وواحدين بدل ما يعرفوا خطاب الحساب متين يا مولاي، ونخلص من هذه الدروس أن الشعب أصبح لا يحتمل أدنى زيادة من الضغط وأي زيادة ستكون هي «القشة القصمت ظهر البعير». والحقيقة الماثلة تقول إن أصحاب المرتبات العالية من الجيوش الجرارة من الدستوريين لا يحسون بآلام عامة الشعب المرهق ولا قدر الله إذا حدثت أي «كعه» كلهم يهربون ويجد الرئيس نفسه منفرداً كما حدث للقذافي وبن علي ومبارك وها هو الأسد وعلي صالح وكلهم يقول «انجُ سعد فقد هلك سعيد» وفي تقديري أن شر البلية تأتي رجال الصف الثاني للوزير وهم الوكلاء ورؤساء الأقسام ويتغير عدد من الوزراء والداء باقٍ في الوزارة وهم الذين يحسنون للوزير أن يضع العبء على الشعب لأنه يتحمل زيادة السكر وزيادة البنزين وعدادات الماء والدفع المقدم ورفع سعر الكهرباء كل ذلك يحدث تودداً وتقرباً وإرضاء للوزير والسيد الوزير يشيل ويردم إلى أن ينكسر المرق وينهدم السقف على الجميع ونقول لا يغرنكم صمت الجماهير وصبرها على المكاره «واحذروا غضبة الحليم الذي قال مغنيهم «نحنا كان عكرنا سبحان من يصفي عكرنا». وأقول للسيد وزير المالية الذي أعرفه حق المعرفة فقد قضينا سوياً أربع سنوات بالمجلس الوطني الانتقالي أعرف فيه صدق الوطنية ورجاحة العقل وسعة الصدر وحسن التفكير والتدبير وأقول له يا أخي المال تحت قدميك وأنت تنظر بعيداً لما في أيدي الناس من «تفاتيف» أولاً مرتبات الدستوريين ومخصصاتهم وانت أرجعت عربة الحكومة واستعملت عربتك الخاصة وبنزينك من جيبك الخاص وهذه قدوة لماذا لا يصدر قرار بتطبيقها على الجميع، والدستوري الذي يتقاضى مرتب عشرين مليوناً في الشهر «هل هو يروب الموية ولا يدلي الطير من السماء ولا يجيب التمساح من البحر» يا جماعة هذا حرام أليس خمسة ملايين في الشهر تكفي علماً بأن المعاشي الذي كان يدير عمله هذا وأكثر ظل يتقاضى «220» جنيهًا في الشهر لا تكفي علاج السكري والضغط والقاوت وما خفي أعظم. اتقوا الله أين العدالة ودونك تخفيض مصروفات الدولة والسفريات والبدلات وأمامك رد المليارات المنهوبة حسب اثباتات المراجع العام ودونك البنوك التي تبدد الأموال وتمنح الحرامية والجوكية والمحاسيب المصدرين ولا يردون الدولارات والسؤال أين أموال الجنوبيين الذين غادرونا لدولتهم وتوفرت مرتبات «92» نائباً برلمانيًا وتوفرت مرتبات ومخصصات الوزراء ووزراء الدولة والمستشارين والمعينين بالولايات في مناصب دستورية والمعينين في الخدمة المدنية في وظائف كبيرة وصغيرة ومن الجيش والشرطة الذين غادروا هذا من المسجلين والدولة بتصرف عليهم وأين المال المرصود لتنمية الجنوب وتوفر بعد الانفصال أما من عامة الجنوبيين الذين غادروا لديارهم لو افترضنا «4» ملايين جنوبي وكان الواحد يأكل رغيفتين في اليوم الواحد تكون توفرت «8» ملايين رغيفة تدفع الخزينة العامة ثمن قمحها بالدولارات كلها توفرت الآن بجانب ما كان يصرف من وقود لتحركاتهم الداخلية وما يصرف بالمدارس على تعليم أبنائهم وعلى صحتهم ولا ننسى كل الدستوريين في تذاكر سفرهم للجنوب بالطائرات مرتين في السنة وكانت تباع للعامة، كل هذه الأموال توفرت للخزينة العامة وأصبح انفصال الجنوب نعمة على الشمال لا نقمة. أخي السيد الوزير يقال إن جمع «القليل على القليل كثير». أما البكاء على بترول الجنوب هو حقهم وهم أسوأ حكماً منا ولو لم ينفصلوا كنا سنصرفه عليهم تنمية وقبل البترول كنا أحسن حالاً واخصب عيشاً من اليوم وإذا كانت الإنقاذ تريد أن تأخذنا بسياسة جوّع كلبك يتبعك» والكلب عندما يشتد به الجوع يصاب بالسعر وعضة الكلب المسعور لا شفاء منها إلا الموت وأيضاً بعد الموت هناك أقسى الحساب وأشد العقاب وإن الله يمهل ولا يهمل وحفظنا الله وإياكم من غرور الدنيا الفانية وقالوا «تبني تعلي تفوت تخلي».