عملية اختطاف فتاتين من منطقة القردود بمحلية مرشنج بجنوب دارفور من قبل حركة عبدالواحد نور وقتلهن بعد اغتصابهن أمر كاد يشعل نار الفتنة من جديد بين القبائل لولا حكمة القيادات الأهلية وصبر ذوي الضحايا وتدخل لجنة أمن الولاية لكانت القضية تحولت إلى صراع بين قبيلتي الصعدة التي تنتمي إليها الفتاتان والفور الذين تستغلهم تلك الحركة لتمرير أجندتها حسب مراقبين للوضع .. جريمة أدانها الاتحاد الإفريقي وبعثة اليوناميد واعتبرت محاولة من الحركات المتمردة لزعزعة الاستقرار بعد التحسُّن الذي طرأ على الأرض بشهادة مساعد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان دين إسميث ورئيس البعثة المشتركة إبراهيم قمباري ونائب رئيس الاتحاد الإفريقي ارتوس موانشا حينما قال إنه مندهش لاستقرار الأوضاع والسلام الذي أصبح ينتشر في دارفور. وكان والي الولاية عبدالحميد كاشا سلّم قمباري وموانشا تقريرًا حول الحادثة أكد امتلاكهم لأدلة دامغة تثبت ارتكاب الحركة للجريمة، وقال كاشا إن مجموعة تتبع لعبد الواحد تسللت من أعلى جبل مرة بقيادة صيام تونق وكاربينو وقامت باختطاف الفتاتين واقتيادهما لمعسكر الحركة ومن ثم اغتصابهما وقتلهما بالرصاص وأضاف أن الأجهزة الأمنية اعتقلت اثنين وسيتم تقديمهما للمحاكمة، وقال تلك هي ممارسات حركات التمرد التي تتهم الحكومة بارتكاب الأخطاء وأكد ملاحقة كافة مرتكبي الجريمة وحماية المواطن، فيما أدانت اليوناميد الحادثة ووصف اريتوس موانشا الحادث بالمؤسف والبشع وقال إن القبض على المتهمين يعكس الثقه لدى المواطنين ولفت إلى أن اليوناميد تشجع على خطوة تقديم المتهمين للمحاكمة، وتقر بتحسن الأوضاع على الأرض وأن السلام أصبح يمشي بين الناس عبر وثيقة الدوحة. لكن أكثر من «13» قبيلة تقطن منطقة القردود أكدت في حديثها أمام الوالي عندما زار المنطقة عقب حادث اغتيال الفتاتين أن مرتكبي تلك الجريمة قصدوا زعزعة الأمن بزج تلك المجموعات السكانية في فتنة جديدة وهي خطوة تتطلب أخذ الحيطة والحذر للتصدي لتلك المخططات وفند عضو تشريعي الولاية عن دائرة محلية كاس إبراهيم جبريل مدة الحادث أنه تم بتخطيط من قادة حركة عبدالواحد بمنطقة قبو الواقعة في تماس لمحليات كاس وشرق الجبل ومرشنج وليس من ورائه أي دوافع قبلية. وأشار في حديثه للصحفيين أن القائدين صيان تونق وكاربينو لا علاقة لهما بالمنطقة وأنهما من وادي صالح بغرب دارفور واستعرض إبراهيم تفاصيل الحادثة وقال إن المجموعة اختطفت الفتاتين من منطقة كارا التابعة للقردود قبل أسبوع وعندها اجتمعت قبائل المنطقة للبحث عنهما وكونت لجنة تضم تسع قبائل رافعة شعار«ميتة ولد ولاخراب بلد» تحركت لتتبع الأثر حتى أوصلته معسكر لحركة عبدالواحد بمنقطة «قبو» جنوب الجبل ليدور حوار بين اللجنة الأهلية وقادة الحركة استمر لثلاثة أيام وبعدها أمر القائد كاربينو باحتجازواعتقال اللجنة الأهلية داخل المعسكر لاستخدامها دورعاً بشرية في اي طارئ إلا أن قائداً آخر للحركة يدعى إسحق كور رفض الخطوة أدى لحدوث خلاف أجبر تدخل حرس إسحق لإطلاق النار على كاربينو فأصابه في إحدى قدميه، وأشار إبراهيم مدة إلى عثور اللجنة الأهلية على الفتاتين وهما فاطمة كبير عبدالله «22» عاماً وزهراء حسين حامد «17» عاماً بالقرب من معسكر الحركة مقتولتين ومجردتين من ملابسهما وملقيتين في الشارع بعد اغتصابهما، وكشف مدة عن اصابتهما بعيار ناري في الرأس وباتجاه واحد منوها إلى أن الهدف من ذلك زعزعة أمن واستقرار المواطنين وإدخالهم فى صراعات قبلية جديدة.