السياسي الوطني المثقف: الأستاذ حماد توفيق حماد وُلد في مدينة ود مدني في عام 1906م، وتلقى دراسته بكلية غردون «قسم المحاسبين» بالخرطوم بالخرطوم، وعمل محاسباً في مصلحة المالية، وترقى إلى وظيفة مفتش حسابات في مصلحة الزراعة وشارك مشاركة قويةً في معارضة الحكم الإستعماري في السودان وقاد مظاهرات الاحتجاج ضده، ومن جراء مواقفه السياسية ضد الإستعمار، تم تقديمه إلى مجلس محاسبة في مصلحة الزراعة، الذي خيره بين العمل الحكومي والعمل السياسي، فترك الوظيفة وتفرغ للعمل السياسي وفي الهيئة الستينية لمؤتمر الخريجين تم انتخاب حماد توفيق عضواً في الدورات الأولى والثانية والثالثة والرابعة والحادية عشر والثانية عشر، كما انتخب أيضاً عضواً في اللجنة التنفيذية لمؤتمر الخريجين لعدد من الدورات. وتم اختياره سكرتيراً لجبهة الكفاح الداخلي لدعم وفد السودان الذي سافر إلى مصر في مارس 1946م لعرض مطالب السودان في ذلك الحين. وقبل قيام ثورة 23 يوليو 1952م، أنعم الملك فاروق على «حماد توفيق» برتبة «البكويه» ولكنه ردها إليه بعد فترةٍ قصيرة احتجاجاً منه على مسلك الملك الخاطئ في حكم مصر وإقالة وزارة مصطفى النحاس في ذلك الحين! وعندما توحدت الأحزاب الاتحادية، أختير عضواً في اللجنة التنفيذية للحزب الوطني الاتحادي. وفي البرلمان الأول بالسودان 1953م تم انتخاب الأستاذ حماد توفيق عضواً، ممثلاً لدائرة المسلمية بالنيل الأزرق. وفي الحكومة الوطنية الأولى: «1954م 1956م» تم تعيينه وزيراً للمالية، ثم وزيراً للمواصلات في عام 1956م، وتولى مهام وزارة التجارة والصناعة في فترة «1957م 1958م». وعن الأستاذ حماد توفيق، قال الأديب الباحث محجوب عمر باشري في كتابه «رواد الفكر السوداني»: لقد شارك حماد توفيق في الجمعية الأدبية في نادي ود مدني، وكان من أوائل المُلبين لدعوة مؤتمر الخريجين، وترأس في فترةٍ من الفترات هيئة تحرير مجلة المؤتمر، وكتب فيها مقالات أدبية واجتماعية وسياسية. وقال عنه الصحفي الكبير الراحل محمود أبو العزائم في كتابه «كنت قريباً منهم»: لقد كان حماد توفيق أحد أبكار مؤتمر الخريجين، ممن حباهم الله بعقلية فذة كانت مضرب الأمثال، أهلته في مستقبل أيامه لتولي مهام مناصب قيادية عليا، وعندما انطلقت شرارة العمل الثقافي الوطني من جمعيات أم درمان الأدبية إلى نادي ود مدني، استلهم حماد توفيق مواقفه السياسية إبان اشتعال الحركة الوطنية في السودان ضد الاستعمار من أجل الحرية والإستقلال. المصادر: ٭ كتاب «معجم شخصيات مؤتمر الخريجين» تأليف البروفيسور المعتصم أحمد الحاج. ٭ كتاب «كنت قريباً منهم» تأليف الأستاذ محمود أبو العزائم. ٭ وكتاب «رواد الفكر السوداني» محجوب عمر باشري.