الدكتور ابراهيم أنيس طبيب وشاعر وسياسي، ولد في عام 1904 م بمدينة أم درمان، وتخرج في مدرسة كتشنر الطبية في عام 1928م وتلقي دراسات عليا في الطب بإنجلترا، وعمل طبيباً في المصلحة الطبية بالخرطوم، وتنقل بعد ذلك في كثير من المستشفيات في مناطق عديدة في السودان، وترقى في مراحل التدرج الوظيفي الى أن تبوأ منصب نائب مدير المصلحة الطبية. وتولى الدكتور ابراهيم أنيس رئاسة نادي الخريجين بود مدني في عام 1937م. وقد اهتم اهتماماً ملحوظاً بالقضايا الوطنية والمشكلات الاجتماعية، وعشق الأدب والسياسة، وذاعت شهرته في كل مكان عمل فيه. وعن بداية عهده وصلته بنادي الخريجين في ود مدني يقول الأستاذ محجوب عمر باشري في كتابه »رواد الفكر السوداني« لقد رأي الدكتور ابراهيم أنيس عند زيارته الأولى لنادي الخريجين بود مدني، انه عبارة عن ملهى ومركز رسمي تسيطر عليه الحكومة الاستعمارية، وقد أباح النادي يومئذ لأعضائه تناول المشروبات الروحية داخل النادي، مما جعله يفكر جدياً في محاربة تلك الممارسات الخاطئة بتكوين جمعية أدبية في النادي، وقد حظيت بإقبال كبير من المثقفين، وانضمت اليها خيرة الذين كافحوا في سبيل حرية السودان، نذكر منهم: اسماعيل العتباني وحسن ياسين وابراهيم عثمان اسحق وحسن نجيلة ومحمود الطيب هيبه وابراهيم عمر الأمين وحسن نوري والدكتور دفع الله مصطفى، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. ونشأت في الجمعية الأدبية فكرة مؤتمر الخريجين التي قدمها الأستاذ أحمد محمد خير المحامي ومما يحمد للدكتور ابراهيم أنيس أنه اهتم برعاية وتنمية الوعي الوطني والثقافي في البلاد. وعندما صدرت صحيفة »الرأي العام« يومية سياسية في عام 1945م كان ابراهيم أنيس يعمل في وزارة الصحة، ويواظب على حضور صالون »الرأي العام« وكانت صحيفة »الرأي العام« في تلك الأيام تصدر مسائية، فيحضر ميخائيل بخيت وابراهيم أنيس وابراهيم عثمان اسحق وأمد خير ويخططون مع اسماعيل العتباني وأحمد مختار وحسن نجيلة في كيفية تحرير الصحيفة بالمستوى الرفيع المنشود، مما جعل الصحيفة تحقق أعلى نسبة انتشار في ذلك الحين. وكان الدكتور إبراهيم أنيس من عشاق الشعر العربي الرصين، وكثيراً ما اختار الدرر لتنشر في صحيفة »الرأي العام«. وقد أنتخب الدكتور ابراهيم أنيس عضواً في الهيئة الستينية لمؤتمر الخريجين وكان أديباً وشاعراً. من المراجع: كتاب معجم شخصيات مؤتمر الخريجين - تأليف الدكتور المعتصم أحمد الحاج وكتاب. »رواد الفكر السوداني« تأليف أ. محجوب عمر باشري.