اليوم هو الموعد الذي حددته اللجنة القومية لنصرة القوات المسلحة تأكيداً لوقوف الشعب السوداني خلف قواته المسلحة التي أبلت بلاء حسناً طيلة نصف قرن من الزمان تأكيداً أن المقاتل السوداني قوي العزيمة والشكيمة.. عزيمة لا تلين أمام العدو وشكيمة لا تنكسر في مواجهة المهام الموكلة إليه.. وعرفاناً للجيش بالأدوار العظيمة التي ظلت قواتنا المسلحة تؤديها في أي مكان وأي زمان وفق الشهادات التي أولى بها الأعداء قبل الأصدقاء.. في الحرب العالمية الثانية وفي حروب الشرق الأوسط ضد العدو الإسرائيلي.. ولعل دخول الأتراك السودان كان الهدف منه المال والرجال لما عُرف عن أرض السودان بأنها بلاد الذهب والثروات والموارد ورجال السودان بأنهم أقوياء .. ورماة الحدق خير مثال لذلك. وبرغم تكالب الإمبريالية والصهيونية بإمكاناتها اللوجستية والمالية والتكنولوجية ظلت تتآمر على بلادنا ليس في عهد الإنقاذ الراهن وحسب بل وعلى الدوام منذ استلام السودان من السلطة المهدية والمقولة الشهيرة التي قالها ودوَّنها في مذكراته تشرشل بأنهم قتلوا أنصار المهدي ولم يهزموهم.. وهذا وحده دليل كاف على تأكيد شجاعة الجندي السوداني وعدم تراجعه وهروبه حتى على سبيل «الكر والفر» الذي هو جزء من تكتيكات وأساليب الحرب منذ أقدم العصور بل هو «عند الحارة» كما قال أمرؤ القيس: مكر مفر مقبل مدبر معاً.. كجلمود صخر حطّه السيل من علِ. اليوم هو يوم الجيش.. يوم إضافي جديد لتعبِّر جماهير الأمة عن وفائها لأهل العطاء.. والتضحيات وحماية الأرض والعرض.. يوم الوفاء لأرواح الشهداء الذين وهبوا أرواحهم ودماءهم مهراً للتحرر وفداء للوطن في مواجهة الاستهداف الصهيوني الغربي الذي مارس جميع الحيل واستخدم كل أساليب المكر من دعم مفتوح للتمرد وتسليح مباشر وغير مباشر لعصابات النهب والقتل والتدمير في مقابل حصار اقتصادي مُحكم وحظر للسلاح واستخدام للمنظمة الدولية والمنظمات الإنسانية في السعي لإلحاق الأذى بالشعب السوداني وكسر إرادته ودحر قواته ومجاهديه للعودة مرة أخرى إلى عهد الاستعمار القديم.. اليوم هو يوم تأكيد قوتنا الكامنة في إيماننا بالله ورسوله.. والمترجمة في قوله تعالى )إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».. وهو السلاح الأقوى الذي نواجه به أعداء الأمة والسودان في كل مؤامرة يحيكها ليلتف حولنا.. حتى اضطر الآن بعد هزائم شراذم التمرد في أنحاء البلاد أن يستخدم آخر أوراقه بالجنائية واستخدام كرة طلب توقيف الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين رمز قواتنا المسلحة وسعادتنا الوطنية.. وهو أسلوب رخيص وهزيل ومفضوح.. باستهداف القوات المسلحة ومحاولة التسرب إليها عبر بوابة أوكامبو ومحكمته الجنائية التي ما أنشئت إلا لمثل هذه الأغراض الاستعمارية.. فالخروج اليوم للتعبير عن النصرة والمؤازرة يصبح واجبًا وطنياً لنقول لقواتنا المسلحة إلى الأمام سر.. فالشعب معك والله معك في نصرة الدين ونصرة الحق.. ونصرة الوطن...