الحركة الصهيونية فيها يهود متدينون ويهود لا يدينون باليهودية ولا يؤمنون بوجود الله وإنما يربط بين اليهودي رباط لا يختلف وهو رباط الإيمان .. بأن الخلاص هو في العودة الى جبل «صهيون» حيث أقام داود معبده الأول وكما قال «بيجن» لأعضاء منظمة «كيويبتس» عين هاروت الإرهابية: لو كانت هذه فلسطين وليست إسرائيل .. اذاً فانتم غزاة ولستم مزارعين يفلحون الأرض .. اذا كانت هذه هي فلسطين فهي اذاً تنتمي للشعب الذي عاش من قبل ان تأتوا اليها لن يكون لكم حق العيش هنا الا اذا كانت هذه ارض اسرائيل والذي اطلق على بني اسرائيل اسم اليهود هم الفرس اطلقوه على عقيدتهم اليهودية ولو لم يكن بني والإسرائيلي .. وهذا هو الفرق بين اليهودي والاسرائيلي .. اذاً من هو اليهودي وهذا السؤال يتردد كثيراً داخل الكيان الصهيوني .. وهذا يعمق الشك عن فشل اسرائيل في جديتها في تعريف الهوية والشخصية اليهودية وفي التاريخ القديم ان قورش سمح لليهود بالعودة الي فلسطين وذلك لينفكوا من الإثر البابلي ولكن اكثر اليهود كانوا قد الفوا حياتهم تحت الاضطهاد البابلي .. ومن ثم فقد ترددوا طويلاً في العودة للقفار والصراع حول المدنية المقدسة وبعد هذا التردد طويلاً استقر رأي الاغلبية الساحقة على البقاء حيث كانوا بالعراق ومصر وغيرها من البلاد التي نزحوا اليها بعد سقوط دولتهم على يد «بختنصر» . اليهودية والسامية ان اليهود والعرب ساميون من ابناء سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام.. فاذا ذكرت السامية يجب ان لاتفهم على انها تشمل اليهود وحدهم فالعرب هم من نسل سيدنا اسماعيل الابن الاكبر لسيدنا ابراهيم عليه السلام هم من الساميين كذلك اليهود والعرب اصلهم واحد ولم يكن للعرب نبي بعد سيدنا اسماعيل الا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم اما بنو يعقوب «اسرائيل» فهم من نسل اسحاق بن ابراهيم وقد خصهم الحق عز وجل بالرسل فبعث فيهم العديد من الرسل .. اذ كان بنو اسرائيل قاسية عاصية.. تارة يعبدون الاصنام والاوثان وتارة يعبدون الله .. وتارة يقتلون الانبياء بغير الحق وتارة يستحلون محارم الله بأدنى الحيل فلُعنوا على لسان داود .. وكان خراب بيت المقدس ماهو معروف عن اهل الملل كلهم ومن انبياء اليهود »اشعيا - وارميا ودانيال وحبقوق وداود وسليمان وغيرهم مما كتب في كتاب سفر الملوك ومن العهد المقدس وفي العصور القديمة .. كانت اليهودية ديانة توحيدية في محيط وثني .. فهي تكتسب هويتها من هذا التعارض الواضح البسيط اما في العصور الوسطى العربية وفي العالم الاسلامي .. فقد اختلف الامر تماماً اذ وجدت اليهودية نفسها في محيط توحيدي «اسلامي او نصراني» ادى الى اندثار معالمها ولذلك حاول علماء اليهود ان يخلقوا هوة بين اليهود والملل ذات الشرائع التوحيدية الاخرى .. فابرزوا التلمود كثمرة لهذه المحاولات وخلال هذه الفترة ظهر تعريف الشريعة للهوية اليهودية .. فعرف اليهودي بانه من ولد لام يهودية او من تهود وبالتالي اصبح هذا التعريف هو الاطار المرجعي لكثير من الكتابات والاشكالات التي تثار حول الهوية اليهودية. وتعريف من ولد لام يهودية او تهود هو تعريف الكنيسة الارثوذكسية وقصد به التفرقة بين اليهودي وغير اليهودي .. ولكن حينما تكالبت الصهيونية لاظهار العلمانية بدأت تحرك مطلوباتها مؤثرة بذلك تدريجياً في الجماعات اليهودية الى ان دخلت اليهودية الاصلاحية ومن بعدها اليهودية المحافظة ومن ثم اليهودية التجديدية .. ولا تعترف اليهودية الارثوذكسية باتباع هذه الفرق او حاخاماتها يهوداً وقد تجيء الصهيونية في جوانب سقياها محاولة لاعادة تعريف الصهيونية مايتفق مع اوضاعها الجديدة في الغرب بعد ظهور دولتهم الفكرية العلمانية وسقوط «الجيتو» وبعدها تطرح تصورًا للهوية اليهودية على انها نابعة من صلب التاريخ اليهودي المرتبط بالارض ومن الضروري التنبيه للاهداف الصهيونية الاستيطانية ان لليهودي مزايا وحقوقًا معينة لا يتمتع بها غير اليهودي .. كما ان هنالك مؤسسات وبيوت تجارية ووكالات اعلام يمولها اليهود من خارج دولة اسرائيل وتعد هذه الترجمة الفعلية والمؤسسية لهذه المزايا .. وهذه مساعدات لليهود فحسب وتحجبها عن غير اليهود واهم هذه المؤسسات والمنظمات والاقسام المهمة داخل هيئة الاممالمتحدة بالاضافة للجمعيات المتخصصة اليهودية مثل الصندوق القومي اليهودي والذي يمتلك معظم اراضي فلسطينالمحتلة وتصاحب هذا الصندوق قوانين تحرم بيع هذه الاراضي او تأجيرها لغير اليهودي او حتى استخدامها لأي عمل بخلاف اليهودي فتعريف الصهيونية للهوية اليهودية هو الاساس الفطري للممارسات الصهيونية العنصرية ضد المسلم ولم تكن قاصرة على العنصر العربي .. بل ان عمليات ضم الاراضي تتم باسم هذه الهوية، فقضية الهوية اليهودية قضية محورية فالدولة الصهيونية تكتسب شرعيتها من ادعائها انها دولة يهودية وانها تقوم على دعائم هذه الشرعية وتنقسم الصهيونية الى قسمين 1/ الصهيونية الاستيطانية وهي لها مؤسساتها ومنظماتها التي تقوم بتحويل اليهودي المهاجر الى مستوطن يهودي في فلسطين مع تقديم كل مايحتاج له هذا المستوطن من اوراق ثبوتية وعمل وسكن راقٍ وعلاج 2/ صهيونية تقوم بجمع التبرعات لتوفير كل المعينات المادية والعينية لترتيب الهجرات الجماعية وتنظيم هجرات العقول وتوفير كل سبل الراحة لهم .. وهذه العقول تقوم بتناول كل جوانب الحياة .. سياسية اجتماعية، علمية، اقتصادية، عسكرية، كل جوانب التأييد العالمي لاسرائيل والضغط السياسي في كل المحافل الدولية «اللوبي الاسرائيلي» ومما لا شك فيه ان اليهود الحاليين والذين يبلغ تعدادهم في الاراضي المحتلة حوالى 18.7 مليون نسمة لا يمتون بصلة الى العبرانيين الإسرائيليين القدماء من نسل سيدنا ابراهيم عليه السلام اذ انهم اخلاط من شعوب الارض المتهودين بدوافع مادية او استعمارية.