وثقت صحيفة الاستقلال في عددها ليوم 2/1/1956م لحظات إنزال العلم حيث كتبت في تمام الساعة الثامنة صباحاً عقد البرلمان بمجلسيه الشيوخ والنواب اجتماعاً مشتركاً بدار مجلس النواب وقد تلا رئيس الوزراء اعتراف حكومتي مصر وبريطانيا، ثم عقب على ما ورد في ذلك الاعتراف وطلب منهم المحافظة على الاتفاقيات السابقة بأنه طلب منهم تحديد هذه الاتفاقات وقال إنه سيعرضها على البرلمان قبل اتخاذ أي قرار. ثم حلف أعضاء مجلس السيادة اليمين القانوني أمام رئيس مجلس النواب وثم ذهب إلى الشيوخ والنواب بإقدامهم يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء بين صفوف من رجال البوليس وشعب متحد على طول الطريق يهتف مبتهجاً حتى وصل الجميع إلى السراي. وهناك كان السيدان الجليلان علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي ورئيس القضاء وكبار الموظفين والأعيان والتجار. وبعد قراءة القرآن الكريم ألقى السيد رئيس الوزراء كلمة قصيرة وكان يقف بجانبه السيد زعيم المعارضة محمد أحمد المحجوب أمام سارية العلم. وبعد أن حيّت فصيلة من قوة دفاع السودان بدا إنزال العلمين ورفع العلم السوداني في تمام التاسعة. وطُوى العلمان وسلما إلى السيدين عبد الفتاح حسن مندوب مصر ودودز لاركر مندوب بريطانيا وبدا إطلاق 10 طلقات على التوالي.