جرت في الأسبوع الماضي انتخابات اتحاد طلاب جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا في ظل أجواء ساخنة رغم برودة الطقس هذه الأيام وقد حدثت حالات استقطاب حادة من قبل التيارات المتصارعة للطلاب.وكانت المفاجأة اقتحام منبر السلام العادل لمعركة الانتخابات وخوضه لها بقائمة واحدة بدون تحالفات مع جماعات أخرى، فيما لجأت باقي التنظيمات لتتحالف مع بعضها البعض مع المؤتمر الوطني، ورغم العقبات والمتاريس التي وضعتها لجنة الانتخابات في طريق طلاب المنبر إلا أنهم استطاعوا تقديم قائمتهم الأربعينية، فيما تحالف طلاب المؤتمر الشعبي مع طلاب الإخوان المسلمين وطلاب الحركات المسلحة تحت مسمى «الوحدة الطلابية» وتحالفت قوى اليسار « شيوعيون وبعثيون وناصريون» تحت مسمى «التحالف الديموقراطي» وحملت النتائج فوز المؤتمر الوطني «حزب الثروة والسلطة» بالمركز الأول وجاءت الوحدة الطلابية التي يدعمها المؤتمر الشعبي والإخوان المسلمين في المركز الثاني، وكانت المفاجأة السارة في احتلال قائمة منبر السلام العادل المركز الثالث . وجاءت قائمة الوحدة الطلابية الأخرى في المركز الرابع فيما تذيلت القوائم قائمة قوى اليسار«تحالف ديموقراطي».. من هذه النتائج نخلص إلى أن الطلاب ليسوا بعيدين عن حركة الإسلام السياسي المتصاعد والمتنامي فتكون القوائم الثلاث المتصدرة هي من نصيب التنظيمات الإسلامية، فهذا يعني إنجاز الطالب الجامعي للفكر الإسلامي وبهذا تنتهي آخر فصول رواية «موسم الهجرة إلى اليسار والعلمانية» في السودان. ويبقى أن دخول منبر السلام العادل الانتخابات الطلابية بقوة يعني أن «شمس المنبر» تشرق بقوة لتضيء عتمات «الإظلام السياسي» وتخبت بشعاعها أحزمة الجهل والتخلف الفكري. تنظيم عمره أربعة أعوام يدخل الانتخابات الطلابية بقائمة واحدة بدون تحالفات ويحرز المركز الثالث جدير بالتأمل والدراسة والتحليل ومنبر السلام العادل يبقى من الظواهر المدهشة التي تعبِّر بالصدق عن صوت الأغلبية الصامتة.