في قديم الزمان كان يُطلق عليه اسم (مرض الملوك)؛ لأنه لا يصيب إلا تلك الفئة التي تعتمد على أكل اللحوم الحمراء حيث يزين طبق «الشية» المائدة في أكثر من وجبة خلال اليوم الواحد، والآن بعد أن تشابهت الموائد لدى العديد من الأسر أصبح يزين المائدة طبق «الفول» تلاحظ زيادة عدد مرضى القاوت وعند البحث عن السبب اتضح أن ما تسببه اللحوم الحمراء تسببه البقوليات إذا ما أكثر من إحداهما والسبب هو أنها تتسبب إما في زيادة الأملاح في الجسم أو في عدم مقدرة الجسم على التخلص من الأملاح التي تتسبب في ارتفاع اليورك أسيد في الدم، ويسبب القاوت مضاعفات عديدة أخطرها الفشل الكلوي.. لمعرفة القاوت حاورنا د. خليفة العوض استشاري الباطنية وأمراض الكلى والمدير العام السابق للمركز القومي لأمراض الكلى. ٭ ما معنى القاوت؟ هو مرض النقرس أو داء الملوك هو مرض يصيب الإنسان يؤدي إلى تكوين الحصاوى في الكليتين، كما تؤدي ترسباته في المفاصل إلى التهابات وتورم خاصة بأصابع القدمين «الأكبر»، كما تؤدي ترسباته أيضًا إلى التهابات المفاصل الكبرى مما يسبب تورمًا وألمًا بالمفاصل. ٭ ما هي أسباب الإصابة بالقاوت؟ يصاب الإنسان بالقاوت في إحدى الحالات الآتية أولاً: عدم مقدرة الجسم على التخلص من الأملاح أو زيادة إفرازات الأملاح في الجسم «اليورك أسيد» وقد يكون أيضاً لأسباب وراثية أو غير وراثية. ٭ ما هي أعراض الإصابة بالقاوت؟ قد تحدث أعراض روماتزمية بالمفاصل وقد تحدث التهابات حادة وتورم بأصابع القدم الأكبر كما قد تحدث بعض النتوءات بصيوان الأذن الخارجي أو «بالكوع» وقد تحدث كذلك ترسبات بالعين وكما يحدث مغص كلوي حاد نتيجة تكون الحصاوى بالمسالك البولية وقد لا تكون له أعراض. ٭ هل تُحدث الإصابة بالقاوت أي مضاعفات؟ قد تؤدي إلى تكوّن الحصاوى التي تؤدي للالتهاب وإذا تكررت تؤدي إلى تجميع واضطراب في وظائف الكليتين مما يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي. ٭ أي الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالقاوت؟ هم الذين لديهم تاريخ مرضي بالأسرة أو الذين يعتمدون كثيرًا على أكل اللحوم والبروتينات في الغذاء غير المتوازن، والمصابون بارتفاع ضغط الدم والسمنة. ٭ هل يعني ذلك أن كل الذين يأكلون اللحوم والبقوليات هم مصابون بالقاوت؟ ليس بالضرورة؛ لأن الغذاء المتوازن كما ذكرت يمنع حدوث القاوت وكذلك فهنالك أشخاص يأكلون اللحوم والبقوليات ولا تكون لديهم أملاح أي أن الجسم يستطيع أن يتخلص منها بالصورة الطبيعية. ٭ هل كل أصحاب البدانة هم مصابون بالقاوت؟ ليس بالضرورة. ٭ كيف تسبِّب البقوليات القاوت ومن ثم الفشل الكلوي؟ البقوليات مثلها مثل اللحوم الحمراء التي تحوي نسبة كبيرة من البروتينات التي تتحول إلى حامض اليورك الذي يسبب القاوت وهذا يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض كما أسلفنا من بينها حصاوى المسالك البولية المتكررة التي تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي. وكذلك فهو يتسبب في تدمير كبيبيات الكليتين «النيفرونس» لذا يحدث الفشل الكلوي المزمن.. وعليه على جميع الذين يعتمدون على طبق الفول كوجبة رئيسة التقليل من تناوله فقد ثبت أن المصابين بالقاوت ليس هم من الفئات العليا كما يعرف باسم «داء الملوك». ٭ هل هنالك علاقة بين السكر والضغط والقاوت؟ لا علاقة بينهم، لكن مضاعفات السكر «غير المضبوط» المهمل على الكلى زائد مضاعفات ارتفاع الضغط المهمل على الكلى زائد مضاعفات القاوت تساوي الفشل الكلوي. ٭ ما هي الفئات العمرية التي تصاب بالقاوت؟ الأطفال وغالباً تحدث الإصابة نتيجة لوجود خلل جيني ووراثي، وفي الأعمار المتوسطة نجده بصورة أكثر من الفئات العمرية الكبيرة. ٭ نسبة الإصابة بالنسبة للكبار والصغار؟ هي أقل من «7%» للأطفال وأكثر من «20%» للكبار. ٭ نسبة الإصابة لدى للنوعين؟ تتساوى نسبة الإصابة بالقاوت لدى النوعين. ٭ ماذا عن القاوت والرياضة؟ الرياضة مهمة جداً للجسم وحقيقة تركها يتسبب في الإصابة بالقاوت؛ وذلك لأن الجسم الذي تعوّد على ممارسة الرياضة يكون عضلات قوية، وبعد ترك الرياضة لفترة من الزمان تضمحل العضلات القوية وتزداد نسبة البروتينات مما يؤدي إلى زيادة حامض اليورك في الجسم فيصاب صاحب الرياضة المتوقف عن التمارين لفترة طويلة بالقاوت لذا ننصح بممارسة الرياضة وعدم الإقلاع عنها. ٭ كيفية تشخيص مرض القاوت؟ بفحص نسبة حامض اليورك في الدم بعد صيام ما لا يقل عن «16» ساعة وإجراء الموجات الصوتية للمسالك البولية. ٭ كيفية علاج مرض القاوت؟ أولاً على مريض القاوت متابعة إرشادات الطبيب المعالِج من أخذ للعقاقير الطبية والإكثار من شرب السوائل، فهي تقي من الحدوث المتكرر لمضاعفاته كتكوين الحصاوى بالمسالك البولية. ٭ الذين يعانون من الإصابة بالفشل الكلوي جراء القاوت هل بعد علاج القاوت تعود الكلى لوظيفتها؟ تعود، ما لم يصل الحال إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن كما أن علاج القاوت قد يؤدي إلى تأخير المعالجة بالاستصفاء. ٭ كيف يمكن الوقاية من مرض القاوت؟ أولاً «الوقاية خير من العلاج» فلا بد من الفحص الدوري لنسبة حامض اليورك في الدم والغذاء المتوازن وشرب السوائل بكمية متوازنة ثم مراجعة الطبيب وأخذ العقاقير الطبية.