تنتشر الأسواق الأسبوعية في الكثير من مناطق السودان، وقد عُرفت منذ زمن بعيد منها ما هو متخصص مثل سوق الإبل وسوق الماشية وغيرها، ومنها ما يحتوي على كل المستلزمات التي يحتاج إليها الإنسان، ومن تلك الأسواق سوق يوم الأحد بشمال بحري منطقة الدروشاب شمال، كان لهذا السوق في بداية التسعينيات صولة وجولة، حيث كانت هنالك موجة من الغلاء في الأسعار وندرة، وبذكاء من التجار قاموا بتخفيض الأسعار حيث جعلوها أقل من التي على الدكاكين، حيث يقومون بعمل دلالة عليها بهذا السوق، مما اكسبه شهرة ومكانة لدى ربات البيوت.. «تقاسيم» ذهبت الى موقع السوق بالدروشاب شمال وجلست الى العم عيسى زكريا آدم رئيس لجنة السوق الذي سرد قصة هذا السوق منذ انشائه والهموم والتحديات التي تواجهه حيث قال: إن هذا السوق تم انشاؤه في العام 1984في زمن حكم الرئيس الراحل جعفر نميري، وتم التصديق به كي يجد الناس حاجياتهم وألا يتكدسوا في سوق بحري الذي كان صغير الحجم، وقد تجول السوق كثيرًا ببحري، حيث كان كل «أحد»، وموقعه شرق الكنيسة ببحري، ثم نُقل الى شارع مستشفى الحوادث الجنوبي، ثم نُقل الى موقع حديقة عبود الحالية، ثم نُقل في العام 1998 جنوب السوق المركزي بحري، وهنالك تمت اضافة يوم الأربعاء واصبح السوق يومين في الأسبوع، وبعدها نُقل السوق الى موقعه الحالي بالدروشاب شمال، والسوق تُباع فيه كل احتياجات الاسرة مثل الاواني المنزلية والمواد التموينية والملابس والاحذية والاجهزة الكهربائية، ومن الاشياء الجديدة على السوق الأثاث المنزلي والابواب والنوافذ، حيث كان السوق في الماضي بسيطًا يغطي احتياجات المنزل اليومية فقط، اما الآن فأصبح يحتوي على كل الأشياء، والتجار الذين يبيعون في هذا السوق يأتون من اطراف ولاية الخرطوم، وقال: لدينا زبائن من ولاية الجزيرة ونهر النيل، وهنالك بائعات اشتُهرن ببيع الأعمال اليدوية مثل اعمال السعف والجردقة والاعشاب الطبية مثل المحريب والحرجل والحلبة.. ومن الطرائف التي كانت سائدة كان هنالك قسم للملابس المستعمَلة فيقولون: «وسِّع صدرك هدوم المرحوم قدرك»، ومن هذا السوق تفرَّعت عدة أسواق وأصبح الأحد والأربعاء ببحري والخميس بحلة كوكو جنوب السوق المركزي الجديد والجمعة في سوق الوحدة، وينقسم الى قسمين في يوم الجمعة، حيث يكون بأمدرمان وسوق ستة، أما يوم الثلاثاء فيكون بالشقلة الحاج يوسف، وذكر الحاج عيسى ان هنالك تحديات تواجههم وهي الأمن، حيث طالب بعربة شرطة ارتكاز لتأمين السوق حيث يؤمَّن من قِبل لجنة وبأفراد اللجنة الذين طالبوا بضرورة توفير الأمن، وتبقي رحلة هذا السوق الشعبي قائمة ولكن الى اين تتجه، هذا ما يعلمه أهل محلية بحري.