وصلتني الرسالة التالية من محمد ملاح: «واحدة من علامات الساعة أن يفتي مثلك في دين الله. قال تعالى «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ٭ ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق» الحج 9.8، فأنت تلوي عنقك وتجادل بجهل في الدين. وفي حديثك عن الضب قلت: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، ومن قال لك إن هذه الآية تشمل الحيوان، سبحان الله هذا خطاب لأهل التكليف الإنس والجن، ودليلك على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعاقب أمة الضب بما فعله الضب مع إبراهيم. والضب ثبت علمياً بسمومه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس تقتل في الحل والحرم: الكلب العقور، الحدأة، الغراب، العقرب والفأر. وأتمنى أن ترد على هذا، فهل نصف الرسول بقتل هذا الفواسق وهي أمم بأنه غير رحيم كما تزعم أنت وأمثالك؟ حقيقة أنت تحمل شهادة علمية للعيش، أما العلم فأنت جاهل حقيقة كتاب وسنة رسوله، وهذه لا تعرف إلا بالايمان وإخلاص العمل لله. وللمزيد أتمنى أن نتقابل أو نتناظر في منابر الجامعة أو التلفزيون. 0122873276» هذه الرسالة أرسلها محمد ملاح في بريدي الالكتروني. تعليقي: أن أرد على رسالتك فنعم. أما أن أقابلك أو أناظرك في منابر الجامعة أو التلفزيون.. فلا. أنا لن أفعل ذلك لأني إن فعلت فسأكون كمن استجاب لدعوة «طالعني». وما هي الفائدة التي ستعود على الحضور في منبر الجامعة أو مشاهدي التلفزيون من مناظرة حتى ولو مسحت بك الأرض مسحاً فهي لن تتعدى حدود: ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف خير من العصا؟ ولكني أقول لك: أنت جعلت ما قلته نوعاً من الفتوى التي هي علامة من علامات الساعة. وعلامات الساعة التي هي آتية لا ريب فيها ولا يجليها ربي إلا لوقتها ليس من بينها فتوى يدلي بها العبد الفقير إلى ربه، محمد بن عبد الله بن الريّح. ولو كان من أشراط الساعة هذا الذي تقول لصرت أشهر شخصية في زماننا هذا تأكل الطعام وتمشي في الأسواق. أما إنني قد أفتيت في دين الله فهذا لم يحدث. أنا فقط وضحت وجهة نظري في ما قيل إنه حديث واستبعدت أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قاله حتى ولو اعتمده عدد كبير من العلماء. وأرجو ألا تكون من زمرة السودانيين الذين عندما يغلط أحدهم في تلاوة آية من القرآن الكريم ويصوّب يصيح متضجراً «يا أخ أصلو غلطنا في البخاري؟». ولم أقل إن الرسول صلى الله عليه وسلم غير رحيم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» «وبالمؤمنين رؤوف رحيم» لقد افتريت عليَّ كذباً. والآية الكريمة التي أوردتها في بداية رسالتك لا تنطبق عليَّ. فأنا لم أجادل في الله بغير علم. أنا أؤمن بالله وبوحدانيته وبرسوله وبكتبه وبالجنة والنار والقدر خيره وشره وأن الله يبعث من بالقبور. وكان الأولى بك أن تتثبت من سبب نزول تلك الآية الكريمة. «بعد أن أعطت الآيات السابقة لهذه الآية صورة لرعب الناس حين وقوع زلزلة القيامة، أوضحت الآيات اللاحقة حالة أولئك الذين نسوا الله، وكيف غفلوا عن مثل هذا الحدث العظيم، فقالت: «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم». ونجد هؤلاء الناس يجادلون مرَّة في أساس التوحيد ووحدانيّة الحق تبارك وتعالى، وفي إنكار وجود شريك له. ومرَّة يجادلون في قدرة الله على إحياء الموتى، وفي البعث والنشور، ولا دليل لهم على ما يقولون. قال بعض المفسّرين: إنَّ هذه الآية نزلت في «النضر بن الحارث» الذي كان من المشركين المعاندين، وكان يصرُّ على القول بأنَّ الملائكة بنات الله، وأنَّ القرآن مجموعة من أساطير السلف تنسب إلى الله، كما كان ينكر الحياة بعد الموت». وأنا بحمد الله لست من هؤلاء. ولكن يبدو إنك أكثر شيء جدلاً. وأقول أنت وبعض إخوتك تركتم مقارعة من هم أولى مني بالمقارعة، ومن تأتيني فتاويهم في بريدي الالكتروني وهي تحمل انحرافاً لا لبس فيه ولا غموض، وهم موجودون بيننا، وإليك دعواهم التي تقول إن الصلاة المكتوبة هي ثلاث صلوات فقط في اليوم. واقرأ معي هذا: «وخلاصة القول أن الله فرض علينا ثلاثة أوقات تقام فيها الصلاة، صلاة في أول النهار وتسمى الفجر، وصلاة في آخر النهار وتسمى الوسطى، وصلاة في أول الليل وتسمى العشاء، ولم ينزل الله غير هذا. إلا ما كان نافلة في الليل، ومن قال غير هذا فقد افترى على الله كذباً، وقال على الله ما لم ينزل به سلطاناً وأني ومن اتبعني على هذا لشهيد. واليكم الآيات التي أنزلها الله في الصلاة المفروضة: قال الرحمان وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل «هود 114» يعني أن الصلاة تقام في أول النهار وآخره مقدار طرفيه وتأخذ أخرى جزءاً من الليل، وهذه الآية واضحة تمام الوضوح ومبينة الأوقات التي تقام فيها الصلاة على أنها ثلاث أوقات، ونزلت هذه الآية بعد تخفيف القيام. آية أخرى يقول الله فيها «وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى»، وهذه الآية تعطي تفصيلاً آخر لهذه الصلاة، إنها تبين حدود أطراف النهار التي ذكرتها الآية السابقة، بحيث ينتهي الطرف الأول من النهار قبل طلوع الشمس ويبدأ الطرف الثاني منه قبل غروبها. وهذه الآية أيضاً جاءت بعد تخفيف القيام. وجاءت آية أخرى تبين كل الحدود للصلاة، قال الله عز وجل «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ..» فهذه الآية توضح كل الوضوح أن الصلاة تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل، « وقرآن الفجر» أي وأقم الصلاة وقت الفجر وتأخذ كل هذا الوقت حتى طلوع الشمس، فأوقات الصلاة المفروضة في هذه الآية تتناسق جملةً وتفصيلاً مع الأوقات المفروضة في الآيتين السابقتين وما يأتي بعدها. آية أخرى نزلت في سورة «ق» يذكر الله فيها الصلاة المفروضة بأنها تكون في هذه الأوقات فيقول: «وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود» فالصلاة لا زالت هي نفسها تتناسق مع ما نزل من قبل. وأنقل لكم آية نزلت بعد الإسراء وفي المدينة حيث وقعت هناك غزوة الأحزاب التي ذكرها الله في كتابه، فالآية التي نزلت في هذه السورة يبين الله فيها أن الصلاة الأولى تكون في الصباح بكرة، والثانية والثالثة تكونان عشية عند الأصيل، يقول عزَّ وجلَّ في سورة الأحزاب «يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً» وهي نفس الأوقات التي ذكرها من قبل، فالآية تتناسق مع ما نزل من قبل. وإليكم آية أخرى نزلت في سورة غافر، وهي تؤكد على هذه الأوقات، يقول الله فيها «فاصبر إن وعد الله حق، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار» فهذه هي صلاة الرسول التي كان يصليها» إه . فهل أولى أن تصبوا عليَّ جام غضبكم وتتهموني بأن ما ذكرته عن الوزغ «الضب بلغة السودانيين» من علامات الساعة، وأنني أجادل في الله بغير علم أم تجادلون هؤلاء؟ وإذا كانت لكم هذه الغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، فلماذا لم تقوموا الدنيا ولا تقعدوها وتشعلوها حرباً على المارق المأفون مالك عقار الذي قال في ندوة عن الختان الفرعوني أقيمت في الدمازين بشهور قبل تمرده، فقد قال: «لو كان هناك شخص أولى بالمحاكمة لحوكم محمد لأنه اغتصب فتاة عمرها تسع سنين». أعتذر يا سيدي يا رسول الله يا أشرف الخلق، ألا أن الهوان قد لحق بنا وتشتم أنت في دارنا، وما قيل أشنع مما قام به الكفرة الفجرة في الدنمارك، ثم نجد من أمتك من يناصرون ذلك المأفون ويسيرون في ركبه، وها نحن نتجادل في وزغ لا «راح ولا جا». غفر الله لي ولكم، وهدانا إلى نصرة دينه الحق بالحق. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل، وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيَّارة أوتعبر الشارع.