باتت إسرائيل قريبة من السودان بعد انفصال الجنوب خاصة بعد اعتماد سفير جديد لها في جوبا، وبدا الوجود الإسرائيلي بائناً بعد أن كان كامناً خاصة بعد المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن الطائرة بدون طيار التي كان من مهمتها التجسس على السودان وإيران، فمن الواضح أن إسرائيل تخلّت عن تدريب البشر لاستخدامهم كعملاء لها، ومؤخرًا تم القبض على طائر البجع الضخم من قبل صيادين بمدينة جبل أولياء وقد وجدت بقدمه ديباجة كتب عليها 6ox وحلقة من الفضة كتب عليها جامعة «تل أبيب إسرائيل» مما يعني أن إسرائيل تستخدم أسلحة متعددة في التجسس ابتداءً من الآلات وحتى الحيوانات وخصوصاً على الدول العربية والإسلامية وحتى تلك الصديقة، حيث ذكر التقريرالذي أوردته صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن إسرائيل استخدمت الحيوانات لأغراض التجسس في كثير من الدول خصوصاً العربية والإسلامية، في مصر مثلاً استخدمت أسماك القرش على شواطئ البحر الأحمر لضرب السياحة، وفي الضفة الغربية استخدمت الثعابين السامة لتحرير بعض الأسرى الإسرائيليين وقتل المواطنين العُزّل، وفي إيران استخدمت السناجب والأرانب البرية للمعلومات، ولكن الجواسيس الطائرة استخدمت في المملكة العربية السعودية ففي أوائل العام 2011 تم القبض على نسر عملاق يحمل جهاز تنصت لاسلكي واستخدمت الحمام للتجسس على المفاعل النووي الإيراني فوجدت أن إحدى عينيها قد نزعت ووضعت كاميرا طبقاً للصحيفة المذكورة. ويقول الخبير الأمني اللواء «م» عباس إبراهيم شاشوق: إن إسرائيل تلجأ إلى أسلوب الحرب غير المباشرة التي لا تكلفهم كادراً بشرياً ويستخدمون أشياء من نفس المنطقة التي يتجسسون عليها، وقديماً استخدمت الحيوانات في نقل الرسائل ولكنهم طوروا هذه الوسائل بوضع أجهزة تقنية عليها حيث يتم توجيهها بواسطة أجهزة التحكم عن بعد أو بطرق أتوماتيكية لجلب المعلومات وهي دائماً ما تستخدمها في المناطق التي لايستطيعون المشي فيها مثل الغابات ومناطق التماس، ولكن قديماً أيضاً استخدمت أشياء صغيرة في حروب 1956و 1967 استخدمت الأقلام والحلويات كمتفجرات إضافة للألعاب، فإسرائيل تستخدم تقنيات مختلفة لأغراض وفي أماكن مختلفة. وأشار شاشوق لوجود إسرائيل في أي بلد عربي وتتحصل على أي معلومة وتستغل في ذلك الدول الصديقة والعدوة على حد سواء مستغلة لتلك الأغراض التجارة والسياحة وتستطيع إدخال عملاء بجوازات مزورة وخصوصاً أنها استغلت انفصال السودان لتتخذ من الجنوب قاعدة للانطلاق نحو الشمال لحصار الوجود العربي والإسلامي وتتخذه مرتكزاً مهماً للتحكم في مياه النيل لإنفاذ مخططها المكتمل من«الفرات إلى النيل». وكانت الزيارة التي قام بها سلفا كير مؤخرًا لإسرائيل والتصريحات التي أطلقها تؤكد بجلاء أن إسرائيل في قلب المعركة في الجنوب وأنها تستحوذ على كل الشركات العاملة بل وأنها تستجلب أشخاصاً ذوي سحنات تشابه سحنات السودانيين ولا تظهر هي بنفسها فتستخدمهم لتجنيد العملاء. ويرى البعض أن الحدود بين السودان والجنوب تمثل مسرحاً لجنود مختلفين سواء إن كانوا كوادر حيوانية أم بشرية إذ أنه توجد كوادر سهلة الاستدراج المتمثلة في الحركات المسلحة إضافة إلى الغابات والسهول بعيدة المدى التي تحتاج بصفة مستمرة لمراقبة حتى الكوادر التي يتم تجنيدها فتستخدم الطيور والحيوانات لهذه الأغراض.