صوّب الوفد الحكومي المفاوض بأديس أبابا انتقادات من العيار الثقيل لدولة الجنوب واتهمها ب«الالتفاف» المستمر حول التوافق على حل القضايا العالقة وأبدى في الوقت نفسه «تشاؤمه» من الجولة المقبلة التي تنطلق غداً بالعاصمة الإثيوبية حول قضايا النفط والتجارة والحسابات المالية، وأبدى رئيس الوفد المفاوض إدريس محمد عبد القادر تشاؤماً من الجولة، متوقعاً أن لا تخرج بنتائج ملموسة حال تمسك حكومة الجنوب بمطالبها. محذرًا من إقحام مسألة المتأخرات كالتفاف جديد، مشككاً في دقة صحة متأخرات جوبا على الخرطوم، وانتقد ربط المتأخرات بالنفط لعرقلة التفاوض، وقال في مؤتمر صحفي ب«سونا» أمس إن متأخرات الحكومة على دولة الجنوب 6 مليارات دولار بجانب مليار دولار قيمة متأخرات عبور النفط فيما بلغت متأخرات دولة الجنوب على الحكومة 5 مليارات دولار، وأضاف «المتأخرات المقدمة من الناحية الفنية والمهنية غير دقيقة» لافتاً إلى أن جوبا أضافت أقساط المعاشيين ضمن المتأخرات، بينما أضافت الحكومة حقوق التجار الشماليين ضمن متأخراتها على جوبا. وذكر: «تُحسب المبالغ المطلوبة بعد 9 يوليو كحسابات جارية فيما تحسب قبل هذا التاريخ متأخرات» مؤكدًا أن حجم البترول الذي أخذته الحكومة عيناً منذ بداية الشهر الماضي من نفط الجنوب بديلاً عن رسوم العبور التي لم تقرّها حكومة الجنوب لا يعادل أو يساوي مستحقاتها، واتهم إدريس جهات لم يسمها بإعاقة حصول الخرطوم على حقوقها من جوبا. وفي السياق اتهم رئيس وفد الحكومة المفاوض بالمحور الاقتصادي د.صابر محمد الحسن جوبا بإفراغ الترتيبات المالية الانتقالية من محتواها وتابع قائلاً: «الحكومة بدأت بأخذ حقها عيناً منذ شهر ديسمبر» مشددًا: «لم نوقف تدفق النفط ولن نسمح بمروره دون رسوم وإذا أرادوا إيقافه فليوقفوه من عندهم». وفي سياق موازٍ اتهم نائب محافظ بنك السودان المركزي بدرالدين محمود حكومة الجنوب بالاستيلاء على أموال فرع البنك بجوبا لم يكشف عن حجمها وقال إن حكومة الجنوب اتخذت قرارات فردية والتفت حول المتأخرات، ونوه أن البنك أرسل لحكومة الجنوب فواتير بانتظام، كاشفاً أن شركة سودابت بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد جوبا بسبب مصادرتها ممتلكات الشركة في جوبا. وتابع متأخرات الحكومة على جوبا 6مليارات دولار بالإضافة إلى مليار خارج المتأخرات. وطالب نائب رئيس المحور الاقتصادي الزبير محمد الحسن حكومة الجنوب باتخاذ مواقف معقولة ومقبولة تجارياً وسياسياً، وقال إن جوبا ما زالت تسترجع خلافات الماضي.