اقتبست هذا العنوان لهذه النافذة من المقال الرائع الذي كتبه الدكتور غازي صلاح الدين تناول فيه قصيدة شاعر الامبراطورية البريطانية الشهير «روديارد كيبلنغ» عن قدامى المحاربين من جنود المهدية فمرحباً بدكتور غازي بين كُتَّاب (الإنتباهة). كنت أتحدَّث في مناسبة عن الأمير عثمان دقنة وأسلوبه في القتال فسألني أحد الملكية قائلاً: هل يعتبر عثمان دقنة من قدامى المحاربين؟ فقلت له: الله أكبر ومن غيره إذا لم يكن هو؟. مقال دكتور غازي طويل وتناول فيه بإسهاب الحديث عن جنود المهدية من قبائل الشرق وقتالهم الشرس وشجاعتهم الشيء الذي جعل أحد شعراء البلاط البريطاني يقول فيه قصيدته تحت عنوان «فزي وزي» التي تجمع ما بين الإعجاب والسخرية والقصيدة ترجمها الدكتور غازي صلاح الدين ونذكر منها بعض الأبيات: يقول الشاعر: في ما وراء البحار جالدنا أقواماً شتى بعضهم كان باسلاً وبعضهم لم يكن باتان، وزولو، وبورميين لكن الأشعث كان أعجبهم لم يمنحنا معشار فرصة بل لبد راصداً في الحرش ثم عقر خيلنا مزق أوصالنا في سواكن ولاعبنا لعبة القط والفار ها أيها الأشعث الثائر في وطنك السودان يا لك من فارس لعين ومقاتل من النخب الأول ولو شئت أعطيناك بذلك شهادة إقرار ويواصل الشاعر قائلاً: جربنا حظوظنا في جبل خيبر والبوير ناشونا من عدة أميال البورميون أصابونا بمثل البرداء أما كتائب الزولو فقد أطاحوا بنا ببراعة لكن يا أشعث يا ماكر.. والحق يقال كلهم بجنبك فقاعة أخيراً إليك يا أشعث في وطنك السودان أيها الفارس اللعين والمقاتل المصطفى إليك يا ذا الشَعَر الثائر.. تهانينا يا أحمق يا مغوار فقد كسرت الصندوق البريطاني.. انتهى الصندوق عبارة عن تشكيل من تشكيلات القتال «دا للملكية».