في زمن الكتابات البوار تلفتني كتابات الدكتور غازي صلاح الدين.. آخر موضوعاته «الأشعت المغوار» في أخيرة الانتباهه الاثنين الماضي.. اجتهد في ترجمة قصيدة«روديارد كيبلنع» عن مقاتلي المهديه بقيادة عثمان دقنه في شرق السودان الشهيره بال «فزي وزي» في اللغة الإنجليزية، وقد شرحها الدكتور.. ما أود الإشارة إليه أن الترجمه كانت رصينة للحد البعيد على الرغم من أنني اطلعت على ترجمة لها في قراءتي الماضية.. لكن لم تكن بهذه الرصانة والوضوح..ربما لأن المترجم الأول حاول أن يمنحها بعض الشاعرية.. وقد اعتذر الكاتب عن كون ترجمته غير منظومة على بحر معلومة وقافية من الشعر.. لا أدري هل عرف الدكتور ما راج مؤخراً عن الشعر المنثور.. والذي له أئمته مثل أدونيس وبالذات بول شاوول الذي اعتبره رائد هذا الضرب من الشعر بجانب أستاذنا التجاني سعيد في ديوانه الشهير قصائد برمائية. صحيح القصيدة تستحق التأمل فمثلما سخر من جنودنا أثبت لهم الشجاعة والتضحية والصلابة في المقاتله.. ورغم أنه مجد الاستعمار البريطاني.. ولو أن الاستاذ محمد الخير البدوي خرج علينا في قناة أمدرمان بنظريه تستحق الانتباه ان الانجليز لم يستعمروا السودان إنما أداروه فقط باعتبار أن تبعيته كانت لوزارة الخارجيه.. عجبت أنه لم ينتبه لهذا الكلام أحد رغم خطورته.. وضرورة مناقشته..عموماً هذا ليس موضوعنا،، ما أود أن أشير إليه هو دعمي لما قلته بأن ترجمه د. غازي كانت رصينة.. ورغم اختلاف الموضوع اختار لكم جزءاً من ترجمة الدكتور مع قصيدة حداثيه لأحد رواده« بول شاول» وليقارن القارئ ءو الناقد بينهما.. لعل ذلك يجعل الدكتور يترجم لنا.. وماقصدت الانتباه إليه هو شاعرية الترجمة.. من النص الذي ترجمه د. غازي اقتطع لكم البدايه وغيرها.. في ماوراء البحار جالدنا أقواماً شتى بعضهم كان باسلاً وبعضهم لم يكن باتان وزولو وبورميين لكن الأشعت كان أعجبهم.. لم يمنحنا معشار فرصة .. بل لبد راصداً في الحرش ثم عقر خيلنا ونقتطع منها:- الأشعت ليس لديه أوراق تمجده كأوراقنا لاميداليات ولامكافآت يتلقاها كمكافاتنا فعلينا نحن إذن أن ندون له كلمات النصر وهو يقفز كالشيطان بين أشجار الحرش حاملاً ترساً وحربة وهذه مقاطع من أشعار «بول شاول» رائد الشعر العربي الحداثي وقصيدة النثر وذلك للمقارنه. أبداً تُلقى فى الفراديس الواحدة دم يزرب فى النهر «فليقلد الموت نفسه».. دهر من الحركات «فليقلد الموت نفسه» .. وهذه الشوارع لا تحسم الوجهات كأنما يداك لتحرسا انسحاقك «فليقلد الطفل موته» أين الحدود التى تفصل الريح من الهبوب بيني وبين الأشياء عندما تنتصر العناصر ذكرى القامات المنكّسة بين البروق بيني وبين الأشياء عندما يطفو الريش فوق الفصول .. الرعشة الدامية وشفاف الموت بين الهيمنات أسئلة مع الأوراق يا طلوعاً يطول لربما تعشق الأصابع الماء ..